السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعى معكم اليوم هو عباره عن

رسالة إلى مريض من صديقه الصدوق فى أثناء مرضه ,وكان ذاك الصديق فى الغُربة أثناء مرض صديقه , فبعث له بتلك الرساله
***

بسم الله الرحمن الرحيم

أخى الحبيب / ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فما أسعدنى إذا إستقبلت كتابى هذا وأنت بنشوة العافية وبهجة الشفاء.
وحسبى من نكد الدنيا أن أكون بعيدا عنك فى أقرب أحوالك إلى الله عز وجل , وكيف لا يحزننى هذا البعد عنك ,وقد فوتنى شرف المثول فى حضرة الله عندك؟, فقد صح أن الله يقول :
{ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ * }.
فحسب المريض عوضا عن كل عافية أن يكون الله عنده ,ومن كان الله معه كان فى شُغل بأنس الحضرة { 1 } عن مس الإبتلاء,
أخى إنى فى شُغل بك لأنى فى وحشة منك ,ويقينى أنك أفدت من ود الله لك , لأنى لا أشك فى أنك قد أحسنت استقبال الله رضاً وتسليماً ,حتى تُصبح أهلا لمعيته سبحانه حتى مع العافية ,وحينئذٍ تفرح .
وإياك أخى الحبيب أن تسخط من بلاء الله وأنت فى حضرته ,فلن يُرفع قضاء حتى يُرضى به .
لكم منى خالص التحايا ,

المرسل

محمد متولى الشعراوى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,
***

* صحيح مسلم
{1} الحضرة :بمعنى الحضور مع الله عز وجل ,فالله فى معية المريض دائما