حددها ما تعرضهاش .. عمر طاهر
عمر طاهر
قال اللواء الفنجرى إن «الشعب المصرى يرى ما حدث فى مصر أهدافا تسعى
إليها جهات كثيرة كلنا يعلمها دون أن نحددها»، وأنا أترجاه أن يحددها حتى
يرحمنا ولا المجلس قادر فقط على تحديد أن «6 أبريل» تتلقى دعما خارجيا
(الأمر الذى نفته التحقيقات الرسمية) أو تحديد أن الاستفتاء كان على شرعية
المجلس، لا على مواد دستورية وتحديد مواعيد لتسليم السلطة، ثم التأخر فى
تنفيذها علشان صلاح سالم واقف؟!
أقول لحضرتك كيف يرى الشعب المصرى ما يحدث؟ فصيل يرى أن وراءه الفلول
الذين تراخيتم فى إبعادهم، ورجال النظام السابق الذين تساهلتم فى التعامل
معهم وعملتم لهم خاطرا وتركتموهم يصطادون فى الماء العكر، انتقاما مما جرى
وسيجرى لهم. وفصيل يرى أن وراءه البلطجية الذين عجزتم عن التصدى لهم
وتصديتم ببراعة للشباب الأعزل فى كل مكان وتركتموهم يهتكون عرض الوطن فى
كل موضع، بينما اكتفى البعض بهتك عرض الثائرات بالكشف على عذريتهن. وفصيل
يرى أن ما يحدث هو توطئة لإطالة عمر الفترة الانتقالية وإرغام الشعب على
التمسك ببقاء المجلس العسكرى فى الحكم، أهو أرحم من المجهول الذى
يواجهونه! وفصيل يرى أن الثورة لم تكتمل ويبحثون عن منفذ ينقذون منه
ثورتهم.. أما لماذا لم تكتمل؟ فلأن المجلس لم يُرِدْ لها ذلك.
لا الانتخابات ولا تغيير الحكومة ولا مكالمات ما بعد منتصف الليل التى
يواجه فيها اللواء الفنجرى تغطية القنوات للأحداث بمفرده خارجا من فكرة إن
اللى فى الميدان دول مش شباب 28 يناير الشريف إلى فكرة إن اللى فى
الميدان دول أصلا مش مصريين، ولا مُسكِّن من السابق ذكرهم سيحل المشكلة،
وأصبحنا جميعا الآن فى حالة، لا بديل فيها عن ثورة صحيحة تتعلم من أخطاء
الماضى، ثورة بقيادة واضحة من أسماء بعيدة تماما عن الأسماء التى أخذت
فرصتها كاملة فى الشهور الماضية فأضاعتها وأضاعتنا، ثورة بقيادة بعيدة عن
أصحاب الاحتياجات الذهنية الخاصة المشغولين بالبرلمان وتخوين الآخرين
وبرامج شفاهية مضحكة للوصول إلى كرسى الرئاسة، يخطئ من يظن أن إخماد
الأصوات التى انفجرت من جديد سيقود البلد إلى الاستقرار فالعكس هو الصحيح،
لأن ما نحن فيه سيقودنا إلى كارثة.. صحيح أن هناك تغييرا حدث بعد 25
يناير، لكنه بكل المقاييس تغيير إلى الأسوأ، لقد منّ الله علينا بفرصة
ثانية لتصحيح الأوضاع.. ومع كل احترامى لكل من يحمل الجنسية المصرية فإن
كل الأفكار والعقول التى قادت البلد فى السنوات الماضية لا بد أن تبتعد عن
الصورة، وسياسة الترقيع المتبعة حاليا لا بد أن تنتهى، وتعالِى القيادات
الرسمية علينا وعلى ما يحدث وترفُّعها عن التعليق أو التوجيه يجب أن
ينتهى، لا مجال لإنقاذ البلد مما هو فيه إلا بثورة جديدة بقيادة واضحة
بميثاق ثورى، له قوة القانون، بإجراءات استثنائية بدعم حقيقى للتغيير،
بإعلام جديد، وأيا كان المتسبب فى أحداث التحرير أمس، فعلينا أن نشكره،
فقد أحيا الثورة من جديد سواء كان يقصد أو لا يقصد.