تتر…

إحكى يا شعب زاد.. إحكى لمجلس يار.. إشغليله ليله لطلوع النهار.. غيريله حاله.. وحيريله باله.. خلى عقله دايما فى حالة استنفار.. إحكى يا شعب زاد.. إحكى يا شعب زاد.. إحكى يا شعب زاااااااااااااد.. ألف لواء ولواء.. كل ليله لواء.. ألف لواء ولواء.. كل ليله لوااااااااااااااااااااااء.. ترارارارا.. ترارارارا..

الحلقه…

بلغنى أيها الشعب الحزين.. اللى مش عارف يلاقيها منين ولا منين.. أنه لما كانت الليله التلتميه خمسه وتلاتين.. بعد ثورة خمسه وعشرين.. كانت الثوره قد أصبحت بالنسبه للمجلس مجرد ذكريات.. على أساس أنه ما فات قد مات.. ذكريات يتذكرها أحدهم فيضحك.. ويلكز زميله وهو بيقوله الله يحظك.. وكان الشعب النبيل الطاهر.. قد أصبح محتار حيرة المطاهر.. حتى أصبح البنى آدم منا مش قادر يفرق بالظبط.. بين أيام زمان وأيام دلوقت.. فالأيام وكأنها قد أصبحت نسخه بالكربون.. ولا تغيير بقى ولا يحزنون.. والثوره قد أصبحت فجأه فعل مشين.. والمواطنون الشرفاء دلوقت بقوا همه اللى بيضربوا المتظاهرين.. وبينما كان علاء مبارك بملابس السجن البيضاء يبرطع فى ساحة مقر المحاكمه طليقا مستقبلا أبيه ومانعا التصوير.. أصبح المتظاهرين المصابين الآن بيتكلبشوا من إيديهم فى حديد السرير.. آآآآآآآه.. ماذا أخبرك يا شعبى الحزين أكثر من هذا بس.. ولا انت عايزهم يعنى يطلعوا مبارك ويرجعوه ريس تانى عشان تحس!

المهم.. بعيدا عن سيرة المخلوع.. وحتى لا نخرج من الموضوع.. لما كانت كل تلك الأيام قد مرت من عمر الثوره.. أخذ الشعب يبحث عن أى أمل فى بكره.. ولما لم يجد.. قرر أن يعترض.. فسحلوه على الأسفلت.. بدون أدنى تفرقه فى ذلك بين ولد وبنت.. وذلك طبعا لإيمان المجلس بالدوله المدنيه.. وبأنه البنت زى الولد كما أخبرتنا سعاد حسنى فى هو وهى.. ولكن الغريب.. والذى يجعل شعر العيل يشيب.. أن الجميع توجه بسهام النقد للبنت المسحوله.. وأخذوا يتهكمون عليها ويؤكدون أنه «الصوره دى معموله».. وحتى بعد أن أكد اللوا عماره أنها حقيقيه.. رفض البعض فى سابقه نفاقيه.. الإعتراف بالتصريحات العسكريه.. وأصروا على أنها فوتوشوب وملعوب فيها.. بدليل أن العبايه مافيش حاجه تحتيها.. بينما أكد آخرون أنها حقيقيه ولكنها تمثيل.. حيث ذهبت البنت إلى حيث العساكر.. وفكت الكباسين للآخر.. ثم استلقت أمامهم على الأرض عشان يضربوها ويسحلوها.. بينما زمايلها بيصوروها.. وأكد هؤلاء أنه كان فيه واحد بكاميرا.. واقف بيقولها على تفاصيل المؤامره.. «عايزك تنضربى بجد.. ولو موتوكى يبقى أحسن».. قبل أن يتراجع للوراء وهو يصرخ.. «أكشن»!

و هكذا.. دخلت الحاجات كلها فى بعض.. واختلط الحابل بالنابل.. والهزل بالجد.. وغابت المعلومه.. ولم تعد الحياه مفهومه.. وانقسمت الشاشه إلى تحرير وعباسيه.. مما عاد بالأذهان إلى أيام الثوره الأولانيه.. وبدأت بعض الكائنات اللاميسيه تنادى بسقوط حقوق الإنسان.. كده بالفم المليان.. بينما رأت بعض الكائنات العكاشيه أن تزغيط البط هو الحل الناجع.. للتماهى مع الأمر الواقع.. وانقسم الناس ما بين مؤيد ومعارض.. وحقيقى ومزايد.. البعض يرى أنه «مش حنفرط فى الثوره» بينما يرى البعض الآخر أنه «يا عم فكك».. وبدأت تسود أجواء فيلم الكرنك.. وباتت البلد أشبه بماتش ملاكمه.. بين الحالمين بمصر الجميله وبين السلطه الحاكمه.. وبينما يرى البعض أن المجلس أكيد حيسلم السلطه زى ما قال.. يرى البعض الآخر أن هذا الحلم بعيد المنال.. بدليل كل بيانات المجلس اللى فاتت.. اللى مافيهاش ولا كلمه اتنفذت زى ما اتقالت!

و بينما «شعب زاد» منهمكه فى الكلام.. ومستنيه الديك يدن عشان تنام.. تذكرت فجأه الجنزورى.. وتسائلت شأنها فى ذلك شأن باقى المصريين.. «إيه دا.. هو الجنزورى فين»؟!.. وانتظرت الرد على تساؤلها فلم يجبها إلا صوت الديك.. ولأنها كانت مرهقه راحت فى سبات عميق.. خخخخخخخخ!

ربنا يصلح الحال ان شاء الله