. غداً، فى يوم 25 يناير، يمر عام كامل على الثورة المصرية.. يجب أن نسأل أنفسنا: ماذا تحقق من أهداف الثورة..؟!
■ هل استعاد المصريون آدميتهم وكرامتهم..؟!
ـ للأسف مازالت أجهزة القمع تقبض على المواطنين الأبرياء وتعتقلهم وتعذبهم وتنتهك أعراضهم، بل إن أجهزة قمع جديدة قد أضيفت إلى القديمة، فبجانب مباحث أمن الدولة أضيفت الشرطة العسكرية التى أثبتت تفوقها فى التعذيب وإهدار كرامة المصريين.
■ هل استعاد المصريون إحساسهم بالعدالة..؟
ـ مازال القضاء كما كان أيام مبارك، المحاكم الاستثنائية والعسكرية تحاكم المدنيين، والنظام القضائى نفسه غير مستقل، لأن إدارة التفتيش القضائى تابعة لوزير العدل الذى يعينه المجلس العسكرى..القضاة الذين أشرفوا على تزوير الانتخابات مازالوا موجودين فى مناصبهم، بل إن جرائم قتل المتظاهرين وهتك أعراض المتظاهرات لم يحاكم مرتكبوها حتى الآن، على العكس تمت إحالة الوطنيين المعارضين لسياسات المجلس العسكرى إلى محاكمات وهمية، تماماً مثل أيام مبارك، وبالتهم نفسها الفارغة الكاذبة مثل تكدير السلم وإثارة البلبلة فى المجتمع، وأضيف إليها أخيراً تهمة «إيهام الرأى العام بأن الفساد مازال موجوداً»..!
■ هل تم القصاص العادل من قتلة الشهداء...؟!
ـ الضباط القتلة قدموا إلى محاكمات بطيئة بلا نهاية يتم تأجيل جلساتها لشهور طويلة، وفى آخر كل جلسة يطلق سراح الضباط القتلة ليعودوا إلى مكاتبهم لأنهم احتفظوا جميعاً بمناصبهم، وكثيرون منهم تمت ترقيتهم وكأنهم يكافأون على قتل المصريين.
■ هل تحقق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية..؟!
ـ مازالت الدولة المصرية تدار لصالح الأغنياء وتتجاهل حقوق الفقراء.. مازال «الجنزورى» يلح فى طلب القروض الدولية والمساعدات من الدول العربية بطريقة مهينة لأى مصرى وفى الوقت نفسه يتجاهل «الجنزورى» (ومن خلفه المجلس العسكرى) مبلغ 55 مليار جنيه باسم حسنى مبارك فى البنك المركزى لا يجرؤ أحد منهم على ضمها لميزانية الدولة. يتجاهلون مبلغ 90 مليار جنيه فى الصناديق الخاصة يصرف منه على المحاسيب بعيداً عن رقابة الدولة، ويتجاهلون وجود مئات من المستشارين للوزارات، هؤلاء لا يستشارون غالباً لكن كل واحد فيهم يقبض شهرياً مئات الألوف من الجنيهات من أموال المصريين الذين يعيش نصفهم فى فقر مدقع ويتحملون ظروفاً غير آدمية...
لقد دفع الشعب المصرى فى هذه الثورة ثمنا باهظا: سقط ألف ومائة شهيد، وفقد 1800 مواطن مصرى عيونهم بخلاف عشرات الألوف من المصابين.. وها نحن بعد عام كامل نكتشف أن أهداف الثورة لم تتحقق ماعدا محاكمة مبارك وبعض أفراد عصابته التى يرى أساتذة قانون كثيرون أنها محاكمات استعراضية غير جادة أو مجدية. واجبنا أن ننزل جميعاً غداً إلى الشوارع فى كل أنحاء مصر، أن ننظم مظاهرات سلمية لنؤكد على أهداف الثورة..
سننزل غداً ليس بغرض الاحتفال، فلا يمكن أن نحتفل بثورة لم تحقق أهدافها، بل سوف نتظاهر لنعلن أننا مازلنا مخلصين للثورة ومصرين على تحقيق أهدافها.. غداً، يوم 25 يناير، سيكون نقطة فارقة فى تاريخ مصر وفى مصير الثورة.. إذا نزلت أعداد قليلة لمناصرة الثورة فمعنى ذلك ـ لا قدر الله ـ أن مخطط إجهاض الثورة قد حقق هدفه (حتى ولو مؤقتاً)، وإذا نزل ملايين المصريين من أجل مساندة الثورة فستكون الرسالة واضحة لكل من يهمه الأمر: أن الثورة المصرية رغم كل هذه المؤامرات مازالت حية ومستمرة، وأنها ستنتصر حتماً بإذن الله.
الديمقراطية هى الحل.
علاء الأسواني