«إن الهم الأكبر لكم يجب أن يكون هو تحرير فلسطين، ثم تحرير
الأسرى، وهذا عهد علينا إذا ما بقينا أحرارًا»... بهذه العبارات توجه قائد
كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، أحمد الجعبري (52 عامًا)، إلى
«المجاهدين والمقاومة في فلسطين»، ضمن رسالته الأخيرة قبل استشهاده في غارة
لطيران الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مساء أمس.



هذه الرسالة بثتها قناة «الزيتون» الفضائية، ويتداوله نشطاء فلسطينيون
بكثافة على موقعي «يوتيوب» و«فيس بوك» منذ استشهاد قائد «القسام». ومضى
الجعبري قائلا في رسالته الأخيرة: «شُلت أيماننا إن نسينا ذرة تراب من
فلسطين، وإن نسينا أسرانا، أيها المجاهدون نراهن عليكم ونثق بكم.. يجب أن
نكون على حسن الظن، ونحن على العهد باقون.. لن نستريح حتى نحرر باقي وطننا
فلسطين».



وختم بقوله: «أنا على العهد، ومرتاح لأن حماس أصبح لها جيش قوي تستطيع به مواجهة العدو».



وأثبت الجعبري، وهو من مواليد حي الشجاعية بغزة، قدرات قيادية عالية؛
حيث نظم بناء كتائب القسام في وحدات وتشكيلات تشبه «الجيش النظامي»، ينضوي
تحت لوائه نحو عشرة آلاف مقاتل، ويمتلك ترسانة متنوعة من الأسلحة في
اختصاصات مختلفة.



وكان الجعبري، الذي تطلق عليه إسرائيل لقب «رئيس أركان حركة حماس»، على
رأس قائمة المطلوبين من قبل الاحتلال منذ سنوات طويلة، وقد خلف القائد
العام لكتائب القسام، محمد الضيف، الذي أصيب في محاولة اغتيال عام 2002.



وقد حصل على البكالوريوس في التاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، واستهل
حياته ناشطًا في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وفي عام 2004
قـُتل ابنه الأكبر وشقيقه وثلاثة من أبناء عمومته في غارة إسرائيلية،
استهدفت منزله خلال محاولة لاغتياله.



وكان الجعبري مسؤولا عن ملف اختطاف الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط،
ومبادلته بـ1027 أسيرًا فلسطينيًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وآخر مرة
ظهر فيها الجعبري على شاشات التلفزيون كانت بصحبة شاليط لدى تسليمه للوسيط
المصري، بصفقة الأسرى في أكتوبر 2011.




الشروق