دين الذات الملكية

موضوع: دين الذات الملكية 2012-04-24, 12:44 pm

دين الذات الملكية

بقلم - خالد كساب
April 24th, 2012

إذن نحن بصدد نوعين رئيسيين من أنواع الذوات.. ذات ملكية منزهة عن
الحساب وما يصحش حد يمسها بكلمة قد تؤذى مشاعرها وذات عادية زى حالاتنا
ماهياش ملكيه ولا نيلة وتلك الذات مسموح بأن تاخد فوق دماغها من غير ما
تفتح بقها.. وهذا كله طبعا بما لا يخالف شرع الله.. وهو ما يضعنا على
المحك أثناء البحث عن كلمة مناسبة للتعقيب على مثل تلك التقسيمة التى لا
ينبغى التعقيب عليها سوى بكلمات تندرج جميعها تحت بند “كلمات خارجه
ومايصحش نكتبها فى الجرائد.. نقولها بس.. ما نكتبهاش”!

و لكى نستطيع إستيعاب مثل تلك التقسيمه اللا إنسانية واللا دينية واللا
أخلاقية واللا أى حاجة سوف ينبغى علينا أولا أن نجرى بعض التعديلات
الأساسية على أدمغتنا وعقولنا وما قد يكون ترسخ فيها من حقائق كنا نظنها
حقائق ولكنها طلعت بعد كل هذا العمر مش حقائق.. تعديلات من نوعية أن
الإسلام يدعو إلى تقسيم البشر إلى ذوات ملكيه اللى يجيب سيرتها يتجلد
وذوات عاديه تولع بجاز وسخ بدون أن يهتم أحد.. وأنه يدعو إلى معاملة البنى
آدمين العاديين كجنس أدنى من البنى آدمين الذين ينتمون إلى العائلات
الملكية.. وأنه يحض على العبودية من منطلق أنه طالما إتفقنا على أنه هناك
ما يمكننا أن نطلق عليها الذات الملكية فكل من يقعون تحت سيطرة تلك الذات
الملكيه هم عبيد بشكل أو بآخر.. وأنه يدعو إلى نبذ التسامح وإلى إعلاء قيمة
الغرور وتعميق فضيلة الشعور المتضخم بالذات.. وفى هذا الصدد سوف يكون
عليكم مراجعة أنفسكم فيما يخص حكاية أنه «من تواضع لله رفعه» وحكاية أن
«الإسلام جاء ليساوى بين البشر جميعا».. سوف يكون عليكم التنازل عن كل تلك
الحكايات التى سمعناها عن تواضع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وعن خشية
عمر بن الخطاب رضى الله عنه من أن تعثر دابة فى أرض هو المسؤول عنها..
فبمنطق إسلام دلوقتى الدابة لو عثرت تتجلد لأنها سوف تكون مسؤولة عن السؤال
الذى سوف تسأله ملائكة الحساب لخادم الحرمين أثناء وقوفه أمامها عن تلك
الدابة التى عثرت فى أرض هو المسؤول عنها.. سوف تكون هى المسؤوله عن وضعه
فى مثل ذلك الوضع المحرج والموقف الرخم.. يبقى ذات ملكيه وهيبه وهيلمان وفى
الآخر شوية ملايكة ما طلعوش من البيضة قاعدين يسألوا ويحاسبوا فيه؟!.. دا
حتى ما يصحش!

هل أنتم على إستعداد لإجراء تلك التعديلات على أدمغتكم؟!.. هل أنتم على
إستعداد لهدم كل تلك الأخلاقيات النبيله وقيم التسامح والعدالة والمساواه
بين البشر جميعا التى لم يجىء الإسلام فى الأساس سوى لوضعها؟!.. هل أنتم
على إستعداد للتعامل مع مثل تلك الشقلبة العبثية فى مباديء الإسلام
الجميل؟!

إذا كنتم تعتقدون فى وجود ما يمكننا أن نسميه ذات ملكيه على ذلك الكوكب
قد يفضى العيب فيها بالبنى آدم منا إلى الحبس والجلد (كما هو الحال مع
المحامى المصرى أحمد الجيزاوى المحكوم عليه فى السعودية بسنه سجن و20 جلدة
لعيبه فى الذات الملكية).. إذن فأنتم توافقون على إجراء مثل تلك
التعديلات على جوهر الإسلام الجميل ليصبح على عكس ما هو عليه.. وأما إذا
كنتم ترون فى تلك التهمة العبثية هدما صريحا وواضحا لا ينكره سوى منافق أو
كاذب لأبسط مباديء الدين الإسلامى العظيم.. إذن فأنتم مسلمين بجد.. مش
مسلمين كده وكده.. مسلمين بجد عن طريق رفع أعلام المحبه والسلام والمساواه
فى ميادين قلوبكم.. مش مسلمين عن طريق رفع أعلام السعوديه والأعلام
السوداء فى مليونية تورا بورا بالمغفور لشبابه ميدان التحرير!

و قبل أن يفتح أحدكم بقه ليلوم «مجلس الشعب الدينى» أو «مجلس دين
الشعب» لعدم تطرقه إلى مأساة أحمد الجيزاوى.. دعونى ألفت إنتباهكم إلى ذلك
الفرق الشاسع والهائل والرهيب بين أن تقول أنك مسلم وبين أن تكون مسلم
بجد.. ودعونى ألفت إنتباهكم أيضا إلى أن كل المتحدثين بإسم الدين ينتمون
إلى المعسكر الأول.. وليس الثانى!

الآن.. أفكر فى فيل أبرهه وفى الطير الأبابيل التى أرسلها الله لترميه
هو وجيشه وفيلته الذاهبه لهدم الكعبه بحجارة من سجيل جعلتهم فى نهاية
الأمر كعصف مأكول.. هذا لأنهم أرادوا هدم الكعبه.. فماذا عن هؤلاء الذين
يهدمون دين الإسلام نفسه ويقررون أنهم ذوات ملكية واللى يغلط فيهم يتجلد..
تُرى.. ما الذى يمكن أن يرسله الله لمثل هؤلاء؟!

موضوع: رد: دين الذات الملكية 2012-04-24, 4:38 pm

ذات ملكيه ايه يا ناس لا حول و لا قوه الا بالله
انا حاسه اننا ف سوق عكاظ!!

شكرا على المقال
اسلوبه حلو اوى ف الكتابه

» حسام حسن يحصد جائزة المنظمة الملكية الإفريقية
» جلد الذات فى رحلة السندباد 2
» حكايات ممتعة عن تطوير الذات, ارجو الدخول..

دين الذات الملكية

دين الذات الملكية

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة