للأسف متضامنة مع عادل إمام

للأسف متضامنة مع عادل إمام

بقلم - دعاء سلطان
April 26th, 2012

ليس من الرائع أن تكون زعيما.. فالزعامة تقتل الأحلام.. عادل إمام..
ذلك الزعيم الحريص على هذا اللقب، أو «الهلفوت»، كما يرغب الكارهون فى
تلقيبه، لم يكن إلا مجرد شخص ذكى حافظ على نجاحه وكافح لاستمرار هذا
النجاح، ثم إنه نجح حقا فى أن يستمر ناجحا لأكثر من ثلاثين عاما، بما
يستدعى الإعجاب والتقدير.

إذا أردت أن تضرب تيارا أو جماعة أو مهنة بأكملها، فليس أقل من أن تضرب
زعيمها أو الشخص الذى يقال إنه الزعيم، وهوليوود الشرق عندما يتم إصدار
الحكم على زعيمها الذى هو -للأسف- عادل إمام بسبب الوضع «الأغبر» الذى كنا
وما زلنا نعيش تفاصيله، سيفزع صغارها بالتأكيد.. هل نسيتم أن هؤلاء
الصغار هم مَن خاضوا الحرب التليفونية ضد ثوار التحرير أيام الثورة، بينما
اختفى زعيمهم تماما، انتظارا لما ستجود به قريحة الثورة؟!

انتهت زعامة الزعيم عادل إمام يوم أن اتصل هاتفيا -أيام الثورة من 25
يناير إلى 11 فبراير- بقناة «الجزيرة» التى طالما انتقدها فى أعماله،
وانتقد من يؤيدها فى لقاءاته التليفزيونية، واليوم نحن مضطرون إلى التضامن
مع زعيم من ورق.. كان خادما لسلطة ثار المصريون عليها، وخذل الناس واحتضن
الديكتاتور الذى يقمعهم، مهينا جمهوره الذى دفع له تذكرة السينما ورفع من
شأنه، معتقدا أنه فى صفهم ومن بينهم.

هل كان زعيما حقا؟! هل عادل إمام هو مَن صنع نجاحات «شاهد ماشافش حاجة»
و«الإرهابى» و«الإرهاب والكباب» و«الواد محروس بتاع الوزير» -رغم بشاعته-
و«مرجان أحمد مرجان» ومسرحية «الزعيم»؟ هل يستحق أن يحاكم من ادعى
الزعامة بمفرده؟! هل نحاكمه لأنه زعيم؟ رغم أن من يحاكمونه يقولون إنه
مجرد «هلفوت»؟ هل سيفلت رؤساء جهاز الرقابة على المصنفات الفنية من فعلتهم
التى يحاكم عادل إمام -الذى يدعون أنه الزعيم- بسببها؟ هل سنتجاوز عن
أخطاء المؤلفين ومخرجى هذه الأعمال التى كان عادل إمام مجرد مؤدٍ لها،
وادعى أنه صانعها وأنه الزعيم؟!

لكن بمنطق أن ضرب الكبير يُفزع الصغار.. صدر الحكم على عادل إمام
بالسجن مدة ثلاثة أشهر، فهل الصغار ما زالوا صغارا؟! هل أصبح هذا المنطق
صالحا للاستخدام مع فتية وفتيات واجهوا الموت وشاهدوا رفقاءهم يموتون
أمامهم؟! هل يجوز أن يظل عادل إمام زعيما فى عين جمهور ينتمى إلى جيل صارت
الزعامة بالنسبة له مقترنة بأبو إسماعيل الذى يعانى من علاقته بوالدته
المتوفية أو عمر سليمان الذى ما عاد يخيف أحدا كما «أبو رجل مسلوخة» الذى
لم يعد يخيف أطفالى.

عادل إمام لم يكن زعيما إلا لأنه اقترب من السلطة ووافق على ممارساتها
المقيتة، وأيدها وتضامن معها وهاجم كل من يهاجمها بصفاقة غير معهودة، ولن
يكمل عادل إمام زعامته إلا بغباء من يفرضون علينا الآن التضامن معه،
فالرأى لا يقابل أبدا بحكم قضائى يسجن صاحبه، ولا يصح التعامل مع عادل
إمام الذى أسعده لقب الزعيم بهذا المنطق، فهو لم يكن زعيما أبدا، بل كان
منفذا لسيناريو كاتب وإرادة مخرج وإذن رقيب.. إنه أداة فى أيدى كثيرين،
وكارثته الكبرى أنه تخيل أنه زعيم، والذى يجب أن يعلمه كل الممثلين أن
الممثل ليس زعيما، إنه ترس فى آلة يحركها جهاز إنتاجى، يبدأ بالمؤلف، ثم
المخرج وينتهى بالنجم الذى يقبل العمل.. لا زعامة فى عمل اتفق الجميع على
أنه جماعى.. وإن فرح النجم بالزعامة، فالكلمة المناسبة له: اشرب يا نجم،
وشيل القضية.

عادل إمام لم يكن يوما صاحب موقف مساند للناس.. لم يقف إلى جوار من جسد
أدوارهم فى أفلام «الإرهاب والكباب» و«اللعب مع الكبار» و«المشبوه»، كان
دائما طالب قربى من ذوى السلطة والمال.. كان فى كل مواقفه مصاحبا للملك
وكارها للشعب.. حتى تصدير الغاز إلى إسرائيل قال فيه: «وإيه يعنى؟». كان
عادل إمام دوما يكره المعارضين للسلطان ويمثل علينا المعارضة فى الأفلام.

هل نسجنه إذن؟! هل يستحق هذا العقاب؟!

بالطبع لا.. الخدم لا يستحقون كل هذه القسوة، وادعاؤهم الزعامة حجة
عليهم، فمن يزعم أنه زعيم أمام مجموعة تافهين، عليه أن يتحمل نتيجة
زعامته!

أنا متضامنة مع عادل إمام بكل قلبى، ولكنى لن أخرج مع المتظاهرين رافعة
صورة له، ولن أهتف بكلمة «كلنا عادل إمام»، ففى الوقت الذى كان فيه أطفال
غزة يموتون جوعا وعطشا، كان هذا الفنان الحساس يؤيد من يعذبهم، فهذا
الرجل لم يكن يوما واحد مننا، ولذلك.. آخره معايا كلمتين على ورق.. أقول
فيهم إننى ضد التنكيل به بسبب أفلامه، وضد التنكيل بأى شخص بسبب آرائه.
وغدا سوف لن يسجن عادل إمام وسيزيد أجره وسيتم تسويق مسلسله الفاشل الذى
رفضه كل النجوم المهمين فى مصر.. فلا تلومن إلا الأغبياء على ما يحدث فينا
وحولنا. وربنا يسامح اللى أجبرنى على التضامن مع ممثل ساند كل مظاهر
الفساد قبل الثورة، رغم أن أفلامه تسكن ذاكرتنا.. فهى ليست أفلامه وحده وهو
لم يكن زعيما.

للأسف متضامنة مع عادل إمام 10ul0

» عادل إمام : "مبارك ضحك عليّ وخدعني"
» تلفزيون الوطن" الكويتي يتخلى عن هويته المحلية من أجل عادل إمام
» للأسف كنت احترمهم

للأسف متضامنة مع عادل إمام

للأسف متضامنة مع عادل إمام

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة