AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22592 ::: :
| موضوع: دعوة لقراءة "حُجرَة التنفس" 2012-07-04, 7:47 pm | |
| ماذا تفعلين إذا وجدتِ نفسكِ يوماً محتجزة في إحدى المصحات، ومحرومة تماماً من مقابلة أسرتكِ، وعليكِ قضاء أيامكِ على فراش أبيض حزين تصارعين مرضاً لا شفاء منه؟!
هذه هي باختصار الظروف المؤلمة والصعبة التي يتوجب على بطلة رواية (Breathing Room) أو (حُجرَة التنفس) إيفي هوفميستر، الفتاة ذات الـ 13 عاماً مواجهتها. وهذه هي الرواية الطويلة الأولى التي تصدر للكاتبة مارشا هايلز، التي صدرت لها من قبل سبعة أعمال أدبية. فإذا كنتِ من هواة الأعمال القصصية الدرامية التي يغلب الحزن على أحداثها، ندعوكِ لاستقطاع جزء من وقتكِ خلال الإجازة الصيفية لقراءة هذا العمل الأدبي الذي صدر هذا العام.
في هذه الرواية التي تدور أحداثها في الأربعينيات من القرن الماضي، تصاب الفتاة الصغيرة الجميلة (إيفي) بمرض السل القاتل، ويتم إيداعها بمصحة (لوون لاك)، حيث يتم منع الزيارات عنها تماماً نظراً لكون مرضها خطيراً جداً ومعدياً، وهو الأمر الذي يحرمها من رؤية أفراد أسرتها، ويتركها وحيدة، حزينة، يملؤها الخوف والإحساس القاتل بأنها محكوم عليها بالموت في أي لحظة.
وبمجرد دخولها المصحة، تجد البطلة المسكينة نفسها ملزمة بالحياة داخل هذا المكان وفقاً لجدول يومي صارم وبارد يبدأ من السابعة صباحاً، وينتهي إجبارياً في التاسعة مساء، حيث يتم إطفاء كل الأضواء في أنحاء المصحة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهي ممنوعة من مجرد التجول داخل أروقة المكان، أو حتى السير داخل غرفتها، بعد أن حذرتها الممرضات من خطورة ذلك، نظراً لضعفها الشديد وحالتها الصحية المتدهورة، ولأن مجرد الحركة البسيطة قد تُعتبر بالنسبة لها انتحاراً!
وخلال إقامتها بالمستشفى، تلتقي (إيفي) الرقيقة البائسة بزميلاتها المريضات وشريكاتها في المصير المؤلم، مثل (بيرل) المكتئبة الأنانية، و(سارة) الخجولة ذات الشخصية المحببة، و(دينا) القاسية ذات الأسلوب الحاد المباشر، والتي تصارحها بمنتهى البساطة بأن حدوث حالات الوفاة بين المرضى في هذا المكان أمر عادي يحدث طوال الوقت وكل يوم!
وبعيداً عن اضطرار (إيفي) الصغيرة الشجاعة لمواجهة كل الأحداث والظروف المؤلمة التي تحياها بشكل يومي في مصحة (لوون لاك)، فإنها تحاول الهروب من واقعها المؤلم والمرير بكتابة خطابات يومية لكل فرد من أفراد أسرتها. ومن خلال هذه الخطابات يبدأ القاريء في التعرف على أسرة إيفي، وعلى العلاقة القوية والجميلة التي تجمعها بشقيقها التوأم (آبي)، وبوالدها الذي تفتقده بشدة، كما نتعرف كذلك على الشخصية الباردة لوالدة إيفي التي لا تهتم كثيراً بأبنائها أو بالتقرب إليهم وغمرهم بحنانها.
وهنا تبدأ نقطة مضيئة في الظهور في حياة الفتاة البريئة البائسة. فمن خلال مواظبتها على الكتابة بشكل يومي، تكتشف (إيفي) عشقها للشعر، وامتلاكها لموهبة شعرية جميلة، استخدمتها للتعبير عن مكنون نفسها، وكل ما يجول بداخلها من مشاعر حول مرضها ووحدتها وافتقادها لحنان ودفء أسرتها.
ومن خلال هذه الموهبة تحاول بطلة الرواية امتصاص واستيعاب كل ما يدور حولها من إحباطات، وكل ما تراه وتسمع عنه في المصحة من حالات وفاة يومية.
ورغم كل الظروف القاسية التي تمر بها الصغيرة (إيفي)، إلا أن الله ينعم عليها بسكينة غريبة، ويمدها بقوة وشجاعة تُحسد عليهما، ولمعة أمل لا تنطفيء. أمل في الشفاء وفي مغادرة المصحة يوماً، وممارسة حياتها الطبيعية ككل الفتيات في مثل سنها، واللاتي هن على عتبات عالم الأنوثة والشباب، وينتظرهن مستقبل مليء بالأحلام والأمنيات الجميلة.
وتبدأ (إيفي) رويداً رويداً في بث هذه الروح الإيجابية في نفوس الفتيات المريضات زميلاتها في المصحة، وتشجعهن على التقارب من بعضهن البعض، والتحلي بالأمل في الحياة، والتكيّف مع الحياة الرتيبة المؤلمة أثناء تلقي العلاج، واقتناص بعض لحظات السعادة رغم المرض والخوف والوحدة.
تتكون الرواية من فصول قصيرة وسريعة، ستتنقلين بينها سريعاً، مع احتواء صفحاتها على رسوم جميلة ومعبرة عن مشاهدها المختلفة، وهو الأمر الذي سيساعدكِ على التعايش مع الأحداث بشكل أفضل.
فهل تُشفى (إيفي)؟ وهل ينجح الأمل والشجاعة والإرادة القوية في الانتصار على وحش المرض والألم؟! اقرئي لتعرفي. |
|