«شفيق الإنتقام» و«فجر الإخوان» فيلمان في بروجرام واحد

«شفيق الإنتقام» و«فجر الإخوان» فيلمان في بروجرام واحد

بقلم - خالد كساب
May 27th, 2012

هل ترون ما حدث طبيعياً؟!.. هل من الطبيعى أن ينتهى الصراع بالنظام
القديم نفسه فى مقابل الفزاعة الأزلية الإخوانجية التى طالما إعتمد النظام
القديم بصفة رئيسية فى بقائه على إشعارنا بأنها هى البديل الوحيد المتاح
أمامنا؟!.. وماذا عن هؤلاء الموتى والمجندين وضباط الشرطة المقيدة أسمائهم
فى كشوف الإنتخابات والذين إعترفت بوجودهم اللجنة العليا للإنتخابات
الرئاسية بذات نفسها؟!.. وماذا عن حالات الثلاث ضباط شرطة الذين تم قفشهم
أثناء إدلائهم بأصواتهم؟!.. وإذا كان هؤلاء قد تم قفشهم.. فماذا عن هؤلاء
الذين لم يتم قفشهم؟!.. ولمن ذهبت أصوات الشهداء الذين لم تُنَقى كشوف
الناخبين من أسمائهم.. هل ذهبت أصواتهم لشفيق مثلاً؟!..

وماذا عن الصمت
الإنتخابى الذى تم إنتهاكه؟!.. وماذا عن شراء الأصوات الذى كان هو شعار
اليوم الثانى من تلك الإنتخابات؟!.. وماذا عن المؤتمر الصحفى الغريب لشفيق
صبيحة يوم الإنتخابات؟!.. ماذا عن كل هذا.. خلاص كده؟!.. لو كان خلاص
كده.. إذن ما الفارق بين من إلتزم بقوانين الإنتخابات وبين من لم
يلتزم؟!.. ما الفارق بين من إحترم الضوابط التى قامت لجنة الإنتخابات
الرئاسية بوضعها وبين من لم يحترم تلك الضوابط؟!.. وماذا عن الحد الأقصى
للإنفاق على الدعاية.. والذى تستطيعون فى حالتيّ مرسى وشفيق ضربه فى ثلاث
أو أربع أضعاف الحد المسموح؟!..

ماذا عن ذلك الإنتهاك السافر الذى يهدم
العملية الإنتخابية من الأساس ويحيل مبدأ تكافؤ الفرص إلى مجرد كلام فارغ
وقانون شكلى يمر إنتهاكه مرور الكرام بدون حساب أو مسائلة أو عقاب؟!..
ماذا عن كل تلك الرشاوى الإنتخابية المُجَرَّمة على المستوى الأخلاقى قبل
أن تكون مجرمة على المستوى القانونى؟!.. ماذا عن كل تلك الإتهامات بالفساد
المقدمة ضد شفيق؟!.. وماذا عن الدعوه لمرسى على منابر المساجد وتطويع
الدين بكل جلاله وإحترامه وقدسيته لخدمة مرشح ظهر مؤخراً فى الجزيرة
العربية يدعو إلى دين جديد إسمه الإسلام يحض على مكارم الأخلاق ويدعو إلى
شراء إرادة الناخبين وأصواتهم بالبطاطس والزيت والسكر كما يدعو إلى ضرورة
تغطية المرأة من فوق لتحت على أساس أنها عموماً حرام؟!.. ماذا عن كل
هذا؟!.. خلاص على كده؟!

ما هو المغزى من وراء الإختيار بين مخادعين؟!.. أحدهما يخدعنا باسم
الوطن.. والآخر يخدعنا باسم الدين؟!.. ما هو المغزى من وراء الإختيار بين
شخصين.. لو انتصر أولهما سوف يكون المنتصر هو النظام القديم بينما لو
انتصر الآخر سوف تكون المنتصرة هى الجماعة؟!.. ما هو المغزى من وراء
الإختيار بين مرشحين لن تكون مصر هى المنتصرة فى حال فوز أى منهما..
مرشحين يقف وراء أحدهما مجلس عسكرى بينما يقف وراء الآخر مجلس إرشاد.. وكل
منهما يعمل لصالح مجلسه.. بينما لا أحد يعمل لصالح مصر.. ما هو المغزى من
وراء إختيار عبثى مثل ذلك؟!

و بناءً عليه.. ينبغى أن ينطلق أى تفكير من قاعدة رئيسية وأساسية تنص
على أنه.. الإتنين ما ينفعوش.. فالأول سلم لن يصعد عليه سوى صاحبه فقط
وبعدها يمكننا جميعاً متابعة فيلم «شفيق الإنتقام «.. بينما الآخر ميزان
لن يسمح بأن ترجح كفة أخرى بخلاف كفة صاحبه وجماعته ومرشده فقط لنتابع
بعدها فيلم «فجر الإخوان».. إذن.. هذان هما الخياران.. شفيق الإنتقام وفجر
الإخوان.. ألا سحقاً لهذا الإختيار الفج بين فيلمين كلاهما أسوأ من
الآخر.. ألا سحقاً لهذا الإختيار الفج بين فيلمين.. الاتنين ما ينفعوش وما
يتشافوش !

يا لمصر العظيمة.. ويا لشعبها الغريب والعجيب والمتناقض والذى بعد أن
أثبت أنه «إذا الشعب يوماً أراد الحياه.. فلابد أن يستجيب القدر».. قرر
إثبات العكس تماما.. ليؤكد أنه أيضا.. «إذا الشعب يوماً أراد اللا حياه..
فلابد برضه أن يستجيب القدر».. لنتأكد جميعاً أنه بالفعل مصرنا الجميلة
مثلها مثل زبادى ميكس.. فيها كل حاجة والعكس!

يقول العم نجيب محفوظ فى أصداء السيرة الذاتية.. «سألت الشيخ عبد ربه
التائه: كيف تنتهى المحنه التى نعانيها؟!.. فأجاب: إن خرجنا منها سالمين
فهى الرحمة.. وإن خرجنا منها هالكين فهو العدل»!

(( ان كان هذا قدرنا ..... فليكن الله فى عوننا ))