كيف سيتصرف مرسى فى دهشور؟

موضوع: كيف سيتصرف مرسى فى دهشور؟ 2012-08-03, 2:15 pm

كيف سيتصرف مرسى فى دهشور؟

بقلم - عماد الدين حسين

عندما تندلع أزمة طائفية خطيرة لأن مكوجيا مسيحيا حرق قميص مسلم
بالخطأ، ويصبح التعايش الوطنى مهددا بسبب هذا الحادث التافه، فإن المجتمع
الذى نعيش فيه هو مجتمع هش، وأى محاولة لإخفاء ذلك هى مشاركة فى الجريمة.

مأساة دهشور وتهجير عائلات مسيحية كارثة، تتكرر كثيرا، ولا نحاول علاج جذورها.

بعض المهووسين يحملون المشكلة لمحمد مرسى، بل والبعض الآخر يحملها
لحكومة هشام قنديل التى لم تكن قد أدت حتى اليمين الدستورية قبل وأثناء
وبعد اندلاع المشكلة.

من السذاجة أن نحمل مرسى وزر هذه الأزمة، لكن كيف سيعالجها.. هذا هو
التحدى الأبرز والأخطر لأنه سيكشف عن نمط أو أسلوب تعامله مع مثل هذه
الأزمات فى المستقبل.

المشكلات والأزمات والخناقات تنشب كل يوم بين المصريين، ومسلمون يقتلون
مسلمين فى مشاجرات عادية، وكذلك مسيحيون يقتلون مسيحيين، ولا يشعر أحدنا
بذلك، لكن فى هذا المجتمع الهش عندما يقتل مسيحى مسلما أو العكس أحيانا
تقوم القيامة، ويمكن أن يتحول مثل هذا الحادث البسيط إلى خميرة لصدام واسع
النطاق لا يعلم مداه إلا الله.

المناوشات الطائفية بدأت منذ عشرات السنين خصوصا منذ حادث الخانكة أوائل
السبعينيات والزواية الحمراء أوائل الثمانينيات، حينما استخدم السادات
تيار الإسلام السياسى تارة لضرب اليسار والناصريين وتارة لملاعبة البابا
شنودة الثالث والكنيسة.

فى عهد مبارك ترك الملف بأكمله فى يد أجهزة أمن الدولة، وكنا نظن أن
الملف «تحت السيطرة»، ثم فوجئنا أن الغول الطائفى قابع تحت الأرض ومستعد
لالتهام المجتمع بأكمله متى أراد من يحركوه ذلك.

من الظلم أن نطلب من مرسى أن ينهى المأساة الطائفية بين يوم وليلة،
لكن نطالبه بأن يعلن لنا تصوره الشامل لحل هذه الأزمة.

ليس سرا أن غالبية المسيحيين يتوجسون خيفة من وجود رئيس إخوانى فى قصر
الرئاسة وأغلبية إسلامية اكتسحت البرلمان، وليس سرا أنهم صلوا كثيرا من أجل
فوز أحمد شفيق ليس حبا فيه أو فى الفلول، لكن خوفا من مستقبل مجهول لا
يعلمونه.

وبالتالى فإن معالجة مرسى ينبغى أن تبعث برسالة واضحة لكل من يهمه الأمر
بأنه يريد حل المشكلة من جذورها.

مرة أخرى المشكلة لا تتعلق برئيس أو حكومة أو حزب، بل بمناخ عام صار
يشجع أحيانا الاحتكاكات الطائفية، وبعضه يؤمن يقينا أن المسيحيين طرف طارئ
ينبغى تهجيره ليس من دهشور أو من الإسكندرية فقط بل من كل مصر، ويقابله جزء
متطرف من المسيحيين يعتقد أن المسلمين غزاة ينبغى عودتهم من حيث أتوا من
الجزيرة العربية!!!.

وإلى أن نستطيع الوصول إلى حل حقيقى للأزمة فى المدرسة والشارع ووسائل
الإعلام والاهم فى عقولنا وقلوبنا، على الرئيس مرسى ألا يكتفى بإصدار بيان
يتضامن فيه مع المهجرين المسيحيين، وألا يسمح بأن يقتصر الأمر على جلسة
صلح عرفى يجريها مدير الأمن مع كبار عائلات دهشور مثلما تم فى كل الأزمات
المماثلة من قبل.

قبل أسابيع قام متطرفون بقتل شاب مسلم لأنه كان يجلس مع خطيبته فى السويس.

التيار الإخوانى السلفى أصدر بيانات يدين فيها الحادث، لكن رد الفعل العملى الذى يمنع تكرار
مثل هذه الحوادث فى المستقبل كان ضعيفا.

الآن الرئيس مرسى وحزب الحرية والعدالة أمام اختبار جديد.

طريقة التصرف فى حادث دهشور مهمة للغاية لأنها ستعطى إشارة للجميع فى
الداخل والخارج عن كيفية تعامل الرئيس مع هذا الملف وإنا لمنتظرون.

» «الحسينى مات يا مرسى» ..!
» دفتر جرائم مرسى وإخوانه
» بالفيديو.. محمد مرسى رئيساً لمصــــر

كيف سيتصرف مرسى فى دهشور؟

كيف سيتصرف مرسى فى دهشور؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة