le roi :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 2517 العمر : 29 محل الاقامة : مصر الوظيفة : طالب في كليه طب الهوايات : القراءةو العب مع الارقام بتشجع نادي إيه : الاهلى و ريال مدريد لاعبك المفضل : تريكة تاريخ التسجيل : 05/03/2011 التقييم : 5 نقاط : 7936 ::: :
| موضوع: الحقوق السياسية للشعوب (مدخل لدراسة الخطاب السياسي في القرآن الكريم ) 2012-08-01, 8:19 am | |
| سم الله الرحمن الرحيم ارادة الأمة ومشاركتها السياسية (مدخل لدراسة الخطاب السياسي في القران الكريم ) محمد حسنين هيكل يقول نقطة هامة وهي ان "أحدا من فقهاء المسلمين في العصر الحديث لم يتجه نظره الي تصوير الفكرة الاسلامية في الحكم تصويرا كاملا وتطبيق هذا التصوير علي الأمم الاسلامية في هذا الزمن الذي نعيش فيه .... لم يعرف المسلمون فكرة المشاركة الشعبية علي السلطة ووضع القوانين ورفض أغلب المسلمين فكرة السيادة الشعبية في التشريع وهذا موضوع يحتاج لاجتهادات عميقة وحقيقية وقد تجنب الفكر السياسي الاسلامي نقاش موضوع مصدر السلطات واكتفي بالبحث بمسألة كيفية ممارسة السلطة؟ ولم تظهر كتابات عن الدستورية والحكومة التمثيلية"(1)
السيادة الشعبية في التشريع وهذا موضوع يحتاج لاجتهادات عميقة وحقيقية وقد تجنب الفكر السياسي الاسلامي نقاش موضوع مصدر السلطات واكتفي بالبحث بمسألة كيفية ممارسة السلطة؟ ولم تظهر كتابات عن الدستورية والحكومة التمثيلية"(1) وكما أن تراث الفقه السياسي خلا من مفاهيم المشاركة في القرار والحكم فانه أيضا لم يلتفت الي مسألة تداول السلطة واشكالية عزل الخليفة ووسائلها وعدم ابرام نظرية حكم متكاملة تمتلك الوسائل والآليات الاجرائية العملية وغياب ارادة العامة فولاية الفقيه عبارة عن منح الحاكم سلطات مطلقة بتفويض رباني وابتعد عن الحرية والمساواة ولم يتبن المواطنة كهدف ومبدأ ولم يطرق الفكر السياسي بجدية أبواب عدة موضوعات مثل شئون المواطنة وحقوق الشعب والأمن السياسي والاجتماعي وأحكام المعارضة السياسية هذه أبرز الاشكاليات التي وجهت للفقه السياسي الاسلامي ولأننا نعيش مرحلة حاسمة في تاريخنا خاصة بعد الثورة التي قام بها شعبنا ومحاولة بناء نظام سياسي علي أسس صحيحة وأذا بنا نعيش معركة محتدمة حول الصلاحيات التي سوف يمنحها الدستور للرئيس وعما اذا تكون الدولة بمقتضي تلك الصلاحيات دولة رئاسية أم برلمانية أم مختلطة بين هذا وذاك وتبقي بين الرئيس والبرلمان سلطة أخري ينبغي ان لا نتجاهلها وهي المشاركة الشعبية المباشرة من خلال المظاهرات أو الاعتصامات كرد فعل علي تقصير الرئيس أو البرلمان ازاء ماقد يتعرض له الشعب من انتهاكات لكرامته وضياع لحقوقه في اي من مجالات الحياة التي تعج بضغوطها التي تثقل كاهل المواطن العادي فما بالنا بالفئات الضعيفة والمطحونة من هنا كان علينا أن نبحث عن الصورة التي عاشتها التجربة الاسلامية في أزهي عصورها مستلهمين منها القيم والمبادئ في صورتها العملية لحاضرنا المتعسر عن تحقيق السبل لحماية الحقوق السياسية للشعوب وبيان أن ديننا ماهو الا أعزاز لكرامة الانسان دون اي وصاية من جهة وأنه برئ من أي ممارسة خاطئة لوأد تلك الحقوق حتي ولو أتت من أتباعه الذين يحملون لواء رفع شعاره فانه لن تغرينا الأقوال والمسميات بقدر مانشهده في الواقع من أفعال وكما قال الامام علي "ومعلم الناس بعمله أحق بالاجلال من معلم الناس بلسانه" وقوله أيضا: "لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع""ورغم الفقر النسبي في الانتاج الفقهي السياسي لحضارة الاسلام الا أن نصوصنا المقدسة في كتاب الله الكريم وسنة نبيه المطهرة وتراثنا الفكري والتاريخي يحمل في ثناياه جينات غنية وحية قابلة لأن تتحول الي فلسفة سياسية متكاملة ولا أقول أيديولوجية أحادية الجانب حاوية لمختلف النظريات والاتجاهات السياسية المختلفة في هذا التراث يمكن أن نجد بذورا جنينية للتعددية والديمقراطية والتسامح...."(نصوص سياسية لتفكير عقل غير مقيد ) الحقوق السياسية للأمة في الخطاب القراني الأهداف الكبري للحياة في القران الكريم (النصر والعزة والكرامة الانسانية والحرية والحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والرحمة والقوة ....)وهذه لاتتحقق بارادة فرد وانما بمشاركة الأمة فمثلا ارادة الله سبحانه العزة للمؤمنين لاتتم الا بمشاركتها السياسية والتي بمقتضاها تتعاون وتتضافر جهودها لنيل حقوقها نصرة للضعيف والمظلوم وقوة ترهب أهل الباطل وتعصم الناس من غيهم "والعزة هي كبرياء الايمان وهي غير كبرياء الطغيان هي أنفة المؤمن أن يصغر لسلطان أو يتضع في مكان أو يكون ذنبا لانسان هي كبرياء فيها من التمرد بقدر مافيها من الاستكانة وفيها من التعالي بقدرمافيها من التطامن وفيها الترفع عن مغريات ومزاعم الناس وأباطيل الحياة وفيها من الانخفاض الي خدمة المسلمين والتبسط معهم واحترام الحق الذي يجمعه بهم ....واعز والاباء والكرامة من أبرز الخلال التي نادي الاسلام بها وغرسها في أنحاء المجتمع وتعهد نماءها بما شرع من عقائد وسن من تعاليم واليها يشير عمر بن الخطاب رضي لله عنه بقوله :أحب الرجل أذا سيم خطة خسف أن يقول بملأ فيه :لا "جاء رجل الي رسول الله (ص)فقال :يارسول الله أرأيت ان جاء رجل يريد أخذ مالي ؟قال لا تعطه مالك . قال : أرأيت ان قاتلني ؟قال :قاتله . قال :أرأيت ان قتلني ؟قال :فأنت شهيد .قال أرأيت ان قتلته ؟ قال هو في النار "(حلية الاولياء ا/216 ) "فمن عزة المؤمن أن لا يكون مستباحا لكل طامع أو غرضا لكل هاجم بل عليه أن يستميت دون نفسه وعرضه وماله وأهله .....أما تهيب الموت وتحمل العار طلبا للبقاء في الدنيا علي أية صورة فذلك حمق فان الفرار لا يطيل أجلا والاقدام لا ينقص عمرا (ولكل أمة أجل فاذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون )الأعراف:34 أن القضاء يصيب العزيز وله أجره ويصيب الذليل وعليه وزرهفكن عزيزا مادام لن يفلت من محتوم القضاء انسان "(خلق المسلم :محمد الغزالي ؛215,223 ) وفي المأثور "أن الله يرضي لعبده كل شئ الا الذل " ولا ينبغي أن يذل المؤمن نفسه وذلك مصداقا لقوله تعالي ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )المنافقون :8 وفي المأثور أوصي الله تعالي الي داود "يادود اني وضعت العز في طاعتي وهم يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه" فكلما كان الانسان الهيا في سلوكه كان أقرب الي الله وأعز وأكرم في ذاته ...لأنه يحاول أن يتخلق بأخلاق الله انه يقترب من اسم الرحيم فيكون رحيما والعليم فيكون عالما والعدل ليكون عادلا واللطيف ليصبح لطيفا وبهذا السلوك القويم يكون الانسان محبوب من الآخرين يقول الله تعالي (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )مريم :96 (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) البينة :7 علي عكس الذين كفروا والذين ظلموا (لهم خزي في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم )المائدة :33 (من مقال لأسرة البلاغ عل النت ) وهكذا فالنفس العزيزة لا ترضي بالظلم والهوان وخاصة للأخرين من الضعفاء والفقراء والمساكين فتحاول أن تحرك جذوة الكرامة والشجاعة واستنهاض الهمم لمواجهة المستكبرين والظالمين وكانت تلك من اساسيات ومهام الانبياء لتحرير الناس من عبوديتهم وذلهم يقول تعالي واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار) ص " وكما جاء في التفسير فالأيدي القوة في تنفيذ الحق والأبصار البصائر في الدين فلا بد من علم يبصر ولابد من همة تنفذ " والله سبحان لايساوي في الجزاء بين صنفين من المؤمنين الأول تدفعه همته العالية وشعوره بالعزة ورفضه للظلم الي ان يفع هذا السوء مهما بلغت التضحيات والآخر مؤمن ولكنه لايحرك ساكنا للملمات الجلل التي قد يتعرض لها الناس يقول تعالي (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم علي القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسني وفضل الله المجاهدين علي القاعدين أجرا عظيما ) النساء ويقول تعالي ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) فاطر وقد أثني القران علي مؤمن آل فرعون وقصة الرجل الذي جاء يسعي في سورة يس فقد حاول كلا منهما أن يعظا قومهما ويدعونهم للايمان برسل الله لايأبهان بما قد يتعرضا له علي أيدي قومهما فهنا نري قمة الشعور بالمسئولية والمبادرة بالعمل ومما ذكر عن الرسول (ص)في هذا الشأن عن سعد بن سهل رضي الله عنه قال :"استيقظ الناس علي صوت صارخ في المدينة (سمعوا صوتا) فخرجوا فاذا رسول الله (ص)قد سبقهم علي فرس عربي لأبي طلحة ...ورجع وهو يقول لهم لن تراعوا لن تراعوا . هذا هو المقام (ص)هو صاحب المسئولية الأولي وهو صاحب المبادرة الأولي أما الذي ينتظر حتي حتي يكون بعد أن يتقدم الناس عليه فهذا كما قال القائل أنما يعد وعد الضعاف صاحب الحر من يثور علي الظلم وقد ثارت لحقها الأقوام انما الحر من يسير الي الظلم فيصميه والأنام نيام والقران الكريم يؤكد علي هذا المعني حتي في دعوته لأكثر الناس ايمانا وهم الأنبياء يقول تعالي (يايحي خذ الكتاب بقوة ) اي بجد "ليس بكسل ولا بتراخي ولا بهمة دانية ولا بترد دوتأخر بل بقوة " وعلي شاكلة ذلك نستطيع أن نفهم الايات العديدة في هذا الصدد من مثل قوله تعالي :"(واذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ماأتيناكم بقوة) الأعراف وقوله تعالي لرسوله فاذا فرغت فانصب والي ربك فارغب ) الشرح . (والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة انا لا نضيع أجر المصلحين ) الأعراف "وصيغة يمسكون تصوير علي القوة والحرص والعزم والجزم والهمة " (مقال الطريق الي اعلاء الهمة علي النت) "وفي سورة القصص وفي ختام الحديث عن الاستبداد السياسي بدأ حديث عن الطغيان الرأسمالي (كما في قصة قارون) أساسه أن النجاة عند الله لاتتم الا بالبراءة منهما والبعد عنهما ويقول الشيخ الغزالي مستتبعا كلامه هذا : يحزنني ان هناك متدينين لم يشرفوا الايمان بسلوكهم ولم يحققوا العدالة التي أمروا باقامتها واكتفوا برفع شعار التوحيد يرون أن العمل نافلة ومادام المرء مؤمنا بالله فهو ناج مهما فعل وقد هد هذا الفكر دولة الاسلام منذ قرون " (التفسير االموضوعي للقران ) ولنحاول أن نتمعن في القصص القراني للأنبياء عليهم السلام وغيرهم لنري كيف أن القران يعلمنا أن الايمان لن يكتمل الا بالأعمال الصالحة وتحمل المسئولية والمشاركة في صنع مجتمع تسوده قيم العدالة والحق والخير والانصاف والوقوف بقوة في وجه العوامل التي تؤدي الي فساده كالظلم والاستبداد يقول علي شريعتي :"انبياء الله الصادقين والسلسلة التي تبدأ بابراهيم حتي نبي الاسلام محمد(ص)فهؤلاء كانوا حربا ضد الطبقات الحاكمة والقوي المتسلطة علي الناس فابراهيم عليه السلام عندما ظهر حمل فأسا وحطم الاصنام وعلق الفأس في عنق الصنم الأكبر ليعلن مخالفته مع أصنام عصره ونماردة المجتمع . وموسي عليه السلام يدخل علي فرعون ويعلن الصراع بين عقيدة التوحيد والفرعونية . وعيسي عليه السلام بعث حتي يقاوم علماء بني اسرائيل لأنهم كانوا متحالفين مع جبابرة الروم ويؤيدون الطغاة . اما النبي الأكرم محمد(ص) فبمجرد بعثته يبدأ الحرب ضد أشراف قريش ومالكي العبيد وتجار مكة وسادتها ومع طبقة الملاك والقطاعيين في الطائف ...ثم يقول".فاسلامي ليس دين رياضات فردية من أجل النجاة الشخصية ...انه اسلام أبو ذر الذي كان يرفع شعاراته لا ضد نظام الكفر بل ضد نظام عثمان خليفة المسلمين وجامع القران وناشره فشعاره ليس العبادة ولا هو تفسير خاص لهذا المبدأ أو هذا الغرض انه ضد الرأسمالية رأس المال الكنز أي جمع الذهب عن طرق استغلال الناس أبي ذر أراد أن يثبت أن الاسلام ليس دين استغلال ليس أداة تبرير الفقر وارساء دعائم الطبقية هكذا اسلام الأثرياء الممقوت " من كتاب علي شريعتي (أبي اأمي نحن متهمون) واذا كان هذا هو فعل أبي ذر فلنري مثالا أخر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ودعوته للمشاركة السياسية للأمة في أعلي صورها واعتبارأن مما يطعن قي ايمان الفرد هو التقاعس عن مناصرة الحق حتي يستفحل الفساد والظلم فيقول "انا لله وانا اليه راجعون :ظهر الفساد فلا منكر مغير ولا زاجر مزدجر أفبهذا تريدون أن تجاوروا الله في دار قدسه ؟وتكونوا أعز أوليائه عنده؟ هيهات لا يخدع الله عن جنته ولاتنال مرضاته الا بطاعته لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له والناهين عن المنكر العاملين به " (نهج البلاغة :329 ) ويقول الامام علي "ان سخط العامة يجحف برضي الخاصة وان سخط الخاصة يفتقر مع رضي العامة وليس أحد أثقل علي الوالي من الرعية مؤونة في الرخاء وأقل معونة في البلاء وأكره للانصاف وأسأل بالالحاف وأقل شكرا علي الاعطاء وأبطأ عذرا عند المنع وأضعف صبرا عند ملمات الدهر من أهل الخاصة وانما عماد الدين وجماع المسلمين والعدة للأعداء العامة من الأمة فليكن صفوك لهم وميلك معهم" ويقول الامام علي "ان أعظم الخيانة خيانة الأمة وأفضع الغش غش الأئمة " ويجعل من حقه علي الأمة أن تنصحه فيقول :"فلا تكفوا عن مقالة بحق أومشورة بعدل فاني لست بنفسي بفوق أن أخطئ" (الديمقراطية في نهج البلاغة ) محسن الأمين ويقول دكتور حسن حنفي :ألم ينص القران علي الشوري ؟ ألم يحذر الحديث من التسلط والاستبداد مثل "لا خاب من استشار؟ لقد جعل علماء الأصول الامامة عقدا وبيعة واختيارا فامام المسلمين ممثل لهم في مصالحهم وليس ممثل عن الله او نائبا أو خليفة له والخروج علي الامام الظالم واجب شرعي " "ان فكرة الاجماع وهي من خصائص الشريعة الاسلامية وهي من الناحية العملية تمثل اجماع المجتهدين من علماء الأمة والمسلمون قرروا أن ارادة الأمة معصومة وأنها من ارادة الله لذا جعلت مصدرا للتشريع "(الأمة في دلالاتها العربية والقرانية ,أحمد حسنين فرحات ) والشاطبي أكد أن السلطة السياسية تعد أهم عنصر في كيان الدولة وعلي أن الأمة هي القوامة علي رجال السلطة ويحمل الشاطبي الأمة كلها مسئولية فساد الحكم كما نبه الي أهمية الرأي العام في الحد من سلطة الحاكم اذا استبد برأيه مستدلا بالخطب الأولي لأبي بكر ولعمر بن عبد العزيز " (نظرية الشاطبي في الاصلاح السياسي :حمادي العبيدي ) "وقد أوجب الله سبحانه وتعالي الرجوع الي الأمة في آيتين ورد فيهما النص صريحا علي وجوب اتباع هذا المبدأ فالنص الأول جاء في صورة أمر للرسول (ص) فمن باب أولي تكون أمته مأمورة به فقال في سورة ال عمران (وشاورهم في الأمر) آية :159 وجعل من بين صفات المؤمنين تبادل الرأي والتشاور في أمورهمفذكر في سورة الشوري (وأمرهم شوري بينهم ومما رزقناهم ينفقون)آية : 38 (الديمقراطية في الاسلام :عصام أنس ) "اما قواعد العمل السياسي من قبيل الأخذ برأي الأكثرية فقد حفل بها التراث الاسلامي فعن المحقق النائيني أنه في غزوة أحد مع أن رأي رسول الله وبعض أصحابه كان عدم الخروج من المدينة المشرفة مرجحا التحصن فيها وتبين بعد الحرب أن المصلحة والصواب كان في البقاء في المدينة ولكن رغم ذلك خرج الرسول من المدينة لكون الأكثرية أيدت ذلك فتحمل (ص) تلك المصائب الجليلة . وفي حصار الطائف نزل علي رأي الأكثرية في البقاء رغم أن رأيه كان عدم جدوي ذلك الي أن استبان لهم الأمر فقال لهم :"انا قافلون غدا" فسروا بذلك وفرحوا . وورد عن ابن عباس أنه لما نزلت (وشاورهم في الأمر) قال رسول الله (ص) أما ان الله ورسوله لغنيان عنها ولكن الله جعلهما رحمة لأمتي فمن اشتشار منهم لم يعدم رشدا ومن تركها لم يعدم غيا " (شوري الفقهاء مفتاح الاصلح العام : ناصر حسين الأسدي) ونجد الامام علي ينزل علي رغبة الأمة فيقول الامام علي لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة "لقد كنت أمس أميرا فأصبحت اليوم مأمورا وكنت أمس ناهيا فأصبحت اليوم منهيا وقد أحببتم البقاء (رفض الحرب )وليس لي أن أحملكم علي ماتكرهون" (نهج البلاغة :للامام علي) ونستفيد من تلك الرواية أن من حق الأمة الأخذ برأيها حتي في الشئون العسكرية من خلال ممثليها في البرلمان وليس من سلطة الحاكم فقط وهذا يمثل الشوري في أعلي المستويات وقد وجدنا تركياا حين الغزو الأمريكي للعراق رفضت استخدام أمريكا لمجالها الجوي وذلك نزولا علي رغبة نواب البرلمان ورضخت أمريكا لقرار تركيا في الوقت التي خذلت فيه أنظمة الفساد والاستبداد في منطقتنا العربية شعوبها وضربت بارادتها عرض الحائط نزولا علي رغبة أمريكا وهوانها واستضعافا لشعوبها واذلالا لهم واحتقارا لايليق بشعوب أكرمها الله بالاسلام "فكرامة الانسان في الاسلام هي من كرامة الاسلام ذاته فلا يمكن أن يحتقر انسان مسلم ولا أن يهان فالكرامة كرامة انسانية عامة والتكريم الهي للذات الانسانية يوضحه قول الرسول (ص): "مامن شئ أكرم علي الله يوم القيامة من ابن آدم قيل :يارسول الله ولا الملائكة ؟ قال ولا الملائكة " . (الاسلام شريعة الأمل العالمي) "فالطاعة التي تحولت في كثير من الحالات لقارب نجاة للأستبداد الأخلاقي والسياسي يمكن لمبدأ "الوفاء بالعهود والأمانات " أن يحل محلها ليمارس دوره في الجانب المتعلق بتحصين الذات وحماية البيضة لأن هذا يحرر ارادة الأعضاء تجاه القيادة ويكرس خلق المحاسبة وقد جعل الدكتور أحمد الريسوني هذا المبدأ من الكليات التشريعية الأساسية التي تشمل علاقة العباد بربهم وأيضا علاقتهم مع بعضهم ومن كلامه في هذا المعني : ومن العهود الكلية العظمي الجارية بين الناس عهود الولايات العامة علي الأمة ومصالحها كولاية القضاء وولاية الخلافة وغيرها من الامارات والرئاسات ....فهذه أمانات وعهود يتوقف عليها من المصالح الدينية والدنيوية مالا ينحصر ولايتقدر ويجب أن يتجند الجميع للوفاء بها والالتزام بها والالزام بها فمقتضياتها لا تقبل التساهل ولا تقبل الاسقاط ومن لم يقدر علي الوفاء بها فليتنح أو لينحي " (الكليات الأساسية للشريعة الاسلامي )
وكان الامام علي يقول " ان أعظم الخيانة خيانة الأمة وأفضع الغش غش الأئمة " وقوله : "أنما يستدل علي الصالحين بما يجري الله لهم علي ألسنة عباده " وهو نصير الحرية فيقول : " لاتكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا " (الديمقراطية في نهج البلاغة ، محسن الأمين ) بالاضافة الي ذلك الخطب المشهورة للخليفتين العظيمين أبو بكر وعمر وقبل أن يتحملوا أي مسئولية ونتيجة لورعهم الشديد ونظرتهم الي أن الحاكم ماهو الا خادم عند الأمة نجد أول خطبهما هي الدعوة للأمة لأن تكون لها الكلمة عن طريق مشاركتها السياسية للحاكم بواسطة الرقابة عليه وعزله وعدم طاعته حين تراه يحيد عن جادة الحق وكان هذا المنهج سمة عامة لبقية الخلفاء الراشدين فيما بعد ولذلك كان عصرهم معيارا صحيحا لبناء نظام سياسي راشد ودليلا علي أن الأمة مؤهلة في جميع الظروف للمشاركة السياسية وممارسة الحرية والديمقراطية وأن أعظم ممارسة عملية لقيم الاسلام في الشأن السياسي شهده هذا العصر وحين حدث فساد في مؤسسة الحكم فيما بعد أرجعه فقهاؤنا الأعلام كابن تيمية والغزالي والماوردي الي التهاون في أداء الأمانات والحقوق للأمة ولذا ودرءا لهذا الفساد والتعدي علي حقوق الأمة وكتطبيقا عمليا لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولمقاومة الفساد في مؤسسة الرئاسة ولأن أولي الناس في القيام بهذا الأمر هم الفقهاء نجدها نظمت فقهيا وأطلق عليها مؤسسة الحسبة "وكان الماوردي أول من كتب فيها وميزها عن ولاية المظالم وهي تفترض وجود هيئة مستقلة عن سلطة الحاكم تقوم بمحاسبته ومساءلته " وقد ذكر دكتور حامد بن عبد الله العلي أربعة وسائل لتقييد السلطة في الفقه الأسلامي علي أساس مبدأ المحاسبة وهي 1- 1 - وسيلة محاسبة أهل الحل والعقد وهم أهل الأختصاص في كل موقع فليس في الاسلام كهنوت وموقف سلمان الفارسي من عمر بن الخطاب حين رآه يرتدي ثوبان يشير الي أن من حق الأمة متمثلة في أهل الحل والعقد محاسبة الحاكم ومراقبته علي نفقاته ودخله وهو مايسمي اليوم (الوضع المالي للدولة الذي يشرف عليه ديوان المحاسبة ) 2-الوسيلة الثانية للحسبة هي حرية الكلمة والتعبير عن الرأي ومن صورها العصرية حرية الصحافة والاعلام وأصل ذلك في الفقه الأسلامي ضمان بذل النصيحة وبقاؤها حقا عاما للرعية لا يجوز مصادرته من قبل السلطة لقول الرسول (ص)"الدين النصيحة قلنا لمن يارسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) 3-الاستفادة من أثر الرأي العام للرقابة علي السلطة والأمثلة في هذا الصدد كثيرة (ينظر الي حسن المحاضرة عن حاشية كتاب دفع الضر2 /302 ،المنتظم لابن الجوزي 10/185 )فعلماء الاسلام لم يغفلوا عن أي وسيلة تمكنهم من منع السلطة من التعسف في استعمال أدواتها للألتفات علي الشريعة التي تمثل ثوابت الأمة التي لا تقبل الالتفا ت عليها بوجه من الوجوه" 4-الوسيلة الرابعة :وسيلة استعمال جماعات الضغط في المجتمع وهي تلك االتكتلات التي تخشي السلطة ردة فعلها والتي قد تكون أحزابا فكرية أو جبهة من العلماء أو طوائف مهنية أو مذهبية وقد ذكر بن الجوزي في المنتظم في حوادث 464،16 /94 صوركثيرة لتلك التكتلات وتعاون العلماء والمصلحين فيما يتفقون عليه سواء كان اصلاح الأخلاق أو الاقتصاد- بالرغم من الخلاف المشهور بين الحنابلة والشافعية – لتحقيق المصلحة العامة للاسلام واستعمالهم وسيلة الاعتصام أذا حققت مصلحة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأما ماوقع من شيخ الاسلام بن تيمية فكثير جدا في هذا الصدد (ينظر الي كتاب محب الدين الخطيب ،ناحية من حياة شيخ الاسلام بن تيمية ) ويعلق الدكتور حامد بن عبد الله العلي بعد أن أبان عن هذا الجانب المطموس في تراثنا بقوله :"التاريخ الاسلامي حافل منذ العصور الأولي بشواهد القيام الجماعي لانكار المنكر والعجب ممن يدعي أن السلف لم يفعلوا شيئا منه ...لقد وجدنا بعض المفتين لا يعير لهذا الجانب اهتماما وانما يتوجه نظره فحسب الي منع الدعاة من اعلان النكير علي شئ خوفا عليهم حتي عمت المنكرات وصار مايحذر منه قد وقع في أعظم منه فلا شئ يبيد النعم كظلم السلطة وقد ورد في الحديث (أخوف ما أخاف عليكم حيف الأئمة )وقوله (ص ) "أخوف ما أخاف علي أمتي الأئمة المضلين "ولهذا صار أعظم الجهاد الانكار علي جور السلطان لأن في الاستمرار علي جوره وقوع الفساد العام وانما تحل العقوبة الالهية عند السكوت عنه كما صح في الحديث" ( الحسبة علي الحاكم ووسائلها في الشريعة الاسلامية :حامد بن عبد الله العلي وهي دراسة هامة موجودة علي النت ) وفي الفكر السياسي الاسلامي، استند رواد الفكر السياسي الى مفهوم الشورى في القرآن الكريم الذي نزلت احدى سوره باسم «سورة الشورى» ونصت آياتها الكريمة على المشاركة في صنع القرار في قوله تعالى «وامرهم شورى بينهم» كما ورد في سورة النمل قوله تعالى على لسان ملكة سبأ: «قالت يا ايها الملأ افتوني في امري ما كنت قاطعة امراً حتى تشهدون» وفي سورة آل عمران «وشاورهم في الأمر».. والشورى كما فهمها هؤلاء الرواد ملزمة لا معلمة على نحو ما ذهب اليه من اطلق عليهم فقهاء السلاطين.. وقد تجلى المفهوم الملزم للشورى في التجربة العملية في عهد الخلفاء الراشدين بصفة اساسية في تسيير الحياة السياسية المنطلقة من ترسخ مفهوم الديمقراطية المجتمعية التي تشكل بها المجتمع الاسلامي منذ قيام الدولة العربية الاسلامية في المدينة المنورة وما عرف بوثيقة المدينة. وفي التراث الفكري الاسلامي تعتمد المشاركة السياسية على الحرية الفردية وعلى المساواة بين الناس، وعلى التكافل والعدل الاجتماعي، فقد تكون بفهم الاسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة ما اضحى حقيقة واقعة في علاقات المجتمع على اساس الديمقراطية المجتمعية، والتي ظلت بالمشاركة المجتمعية لمختلف الملل والنحل الأقدر على بناء حضارة انسانية عالمية تخطت فيها امارة الفكر والعلم عقبات استبداد النظم التي اعقبت الخلافة الراشدة، وتحولت الى ملك عضوض، فعملت الديمقراطية المجتمعية على الاستمرار في عطائها الرائع في صورة من التعددية الفكرية والسياسية التي زخرت بها كتب التراث العربي وشكلت قوة دفع مجتمعي لاستمرارية البناء الحضاري للدولة العربية متغلبة على الشدائد والمحن التي تعرض لها امراء الفكر والعلم المتبنين لمبدأ المشاركة في صنع القرار، بصورة أو باخرى. ) ( د. احمد صبحي :تطور مفهوم المشاركة السياسية)
ومن صور المشاركة للأمة في الشأن السياسي بما يعني الحفاظ علي حقوقها نستطيع أن نلمحه في اشارات عديدة لآيات القران الكريم فمثلا النضال ضد الظلم واضحا في القران الكريم قال تعالي (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) 128 :التوبة ( ومعني عزيز عليه ماعنتم ) شديد عليه مشقتكم ولقاؤكم المكروه يقول ول ديورانت :لايوجد نبي قط حرض أتباعه علي القوة ورغبهم فيها بقدر مافعل محمد ولم يوفق نبي قط توفيقه في هذا الأمر هو نبي هذه الحياة الدنيا نبي حكومة العدل نبي العمل والانتاج ...وهو أكثر زهدا من كل الزهاد " (أبي أمي نحن متهمون : علي شريعتي ) وفي قوله تعالي (واذ قالت أمة منهم لما تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الي ربكم ولعلهم يتقون ) الأعراف :164 ومعني (واذ قالت أمة منهم ) أي لم تصد ولم تنهي . (قالوا معذرة الي ربكم ) قالوا موعظتنا نعتذر بها الي ربكم لئلا ننسب الي تقصير في ترك النهي (فلما نسوا ماذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الين ظلموا بعذاب بئيس ) الاعراف : 165 قال بن عباس ما أدري مافعل بالفرقة الساكتة وقال عكرمة لم تهلك لأنها كرهت مافعلوه فنصرة الحق في مواجهة الباطل أثني الله علي القائمين به وجعلها معيارا يقاس به ايمان الفرد وبشرهم سبحانه بنصره لهم يقول تعالي (ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز) الحج:40 (والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا ) (الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ماظلموا ) الشعراء :227 (يأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله )الصف : 14 , (والذين أذا أصابهم البغي هم ينتصرون )الشوري :39 , ( انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) غافر :51 , (ياأيها الذين آمنوا ن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقداكم ) محمد :7 ,(ولتكن منكم أمة يدعون الي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )ال عمران :140
ثم ان كتاب الله نقل لنا صورا من المشاركة في اتخاذ القرار متمثلة في استشارة الحاكم لأهل الرأي وهم الملأ ففي قصة بلقيس (يأيها الملأ أفتوني في أمري ماكنت قاطعة أمرا حتي تشهدون )النمل .فهي لم تبت في اتخاذ اي قرار الا بعد استشارة قومها والعمل بما أجمعوا عليه " كما سبق ذكره وفي قصة ذي القرنين نتعلم ان القائد العادل القوي هو الذي يستعين بالناس ويسمح بمشاركتهم وعونهم له علي دفع الظلم والفساد عنهم (قالوا ياذا القرنين أن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا علي أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال مامكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما ) الكهف :94 ,95 ويقول محمد عبده :"بالاسلام تم للانسان وليس فقط المسلم أمران عظيمان طالما حرم منهما وهما استقلال الارادة واستقلال الرأي والفكر وبهما كملت له انسانيته واستعد لأن يبلغ من السعادة ماوهبه الله له بحكم الفطرة التي فطر عليها وقد قال بعض حكماء الغربيين ان نشأة المدنية في أوربا انما قامت علي هذين الأصلين فلم تنهض النفوس للعمل ولم تتحرك العقول للبحث والنظر الا بعد أن عرف الكثير أنفسهم وأن لهم حقا في تصريف اختيارهم وفي طلب الحقائق بعقولهم ولم يصل اليهم هذا النوع من العرفان الا الجيل السادس عشر من ميلاد السيد المسيح ومرد ذلك الحكيم : أنه شعاع سطع عليهم من آداب الاسلام ومعارف المحققين من أهله في تلك الأزمان " (الأعمال الكاملة ح:3 ،ص443 ) "فتحرير الانسان من العبوديات المادية والمعنوية جعلت غاية لبعثة الرسول(ص)قال تعالي : (ليضع عنهم اصرهم والأغلال التي كانت عليهم)
وسائل تحقيق المشاركة السياسية في الحاضر "لقد جاء الجاحظ بنظرية جديدة وهي أن العامة لا تصلح لاختيار الامام لجهلها وغلبة الأهواء عليها وهذه المهمة ملقاة علي عاتق الخاصة التي بوسعها معرفة من يستحق الامامة دون سواه " (رسالة المعاش والمعاد : للجاحظ) وقد حذر الغزالي من الطمع في عامة الناس أو الاعتماد علي موقفهم ورأيهم فيقول :" ولا يبذل لهم دينه لينال من دنياهم فيصغر في أعينهم ولا يطمع فيما في أيديهم فيذل لهم ويذهب دينه معهم ....ولا يطمع أن يكونوا له في الغيب كما له في العلانية فانه لا يجد ذلك أبدا ...واذا رأي منهم خيرا او كرامة فليرجع بذلك الي الله ويحمده ويسأله ألا يكله اليهم واذا رأي منهم شرا فيكل الأمر الي الله تعالي ويستعيذ به من شرهم ويستعينه عليهم ولا يعاتبهم فانه لا يجد عندهم للعتاب موضعا ويصيرون له أعداءا ولا يشفي غيظه ولا يعظ أحدا منهم الا أن يجد فيه أثر القبول والا عاداه ولم يسمع منه" (مجموعة الرساسائل للغزالي :ص443 وقد خصص العلامة البستي بابين في كتابه العزلة _محذرا من الثقة في عوام الناس _بعنوان (في التحذير من عوام الناس والتحرز منهم بسوء الظن وقلة الثقة بهم وترك الاستنامة اليهم ) " الديمقراطية الحقيقية أن يكون لكل فرد في المجتمع حق وصوت هام في حدود قدراته ومعارفه وظروفه فاختيار رئيس وحدة محلية في قرية صغيرة يمكن أن يترك للفلاحين في هذه القرية ....أما الأمور التي تمس البلد كلها والتي تحتاج لمعارف وقدرات فكرية أكبر يؤخذ فيها برأي من ينتخبه من هؤلاء للتعبير عنهم أو رأي من له معرفة علمية كافية بهذه المسألة ..." (مدونة محمد حسن ) والامام محمد عبده أشار الي أنه يجب التمييز بين فئتين من الناس حين الأخذ بمبادئ الديمقراطية الأولي لم تنل حظها من العلوم أو المعارف والأخري علي العكس من ذلك حين مقارنته بين الحالة الأمريكية والأفغانية في تلك الحين فيقول "اننا نستحسن حالة الحكومة الجمهورية في أمريكا واعتدال أحكامها والحرية التامة في الانتخابات العمومية في رؤساء جمهورياتها وأعضاء مجالس نوابها وماشاكل ذلك وتتشوق النفوس الحرة الي مثل تلك الحالة الجليلة ولكننا لانستحسن أن تكون تلك الحالة بعينها لأفغانستان مثلا حال كونها علي مانعهد من الخشونة فاذا أردنا ابلاغ الأفغانمثلا الي درجة أمريكا فلا بد من قرون تبث فيها العلوم وتهذب العقول وتذلل الشهوات الخصوصية وتوسع الأفكار الكلية حتي ينشأ في البلاد مايسمي بالرأي العمومي فعندئذ يحسن لها مايحسن لأمريكا " ولعل مستبدينا من الحكام في منطقتنا يقولون دائما أننا شعوب لسنا مستعدين للديمقراطية ليسوغوا طغيانهم وحرمان الأمة من المشاركة بفاعلية في الحكم وكلام محمد عبده في زمنن كان الجهل فيه سمة اساسية والغريب أنه استشهد بالحالة الأفغانية دون المصرية لنفهم من ذلك أن الأمية والجهل كانت مستفحلة لدرجة تحول بأن تترك لتلك الفئة التي لاتفقه من مصالحها السياسية شيئا تقرير مصرير "وكما قيل ليس هناك معني للحرية بين ذوات غير حرة "بالعكس مصر فربما لحالة النهوض التي أحدثتها تجربة محمد علي أوجدت فئات من الشعب علي مكانة من العلم والادراك بالشئون السياسية مما يؤهلها لأن تكون جديرة بأن تقود المجتمع نحو الحرية والديمقراطية كما يشير كلام الامام محمد عبده الي ماسبق وأن نوه اليه الجاحظ من ضرورة العلم كأساس لكي يمارس الفرد حقه في اختيار أعلي سلطة في رئاسة الدولة وتقتصر ممارسة أشكال الديمقراطية الأخري في المجالات التيي تمس الفئات الحرفية أو الفلاحين فهم أدري الناس بالصعوبات التي تعترضهم في أعمالهم والأختيار السليم لممثليهم القادرين علي رفع مطالبهم وحل مشاكلهم لأنهم يعرفونهم خاصة لو تم ذلك في القري فتنخب مثلا أفضلها وهكذا نؤسس للديمقراطية وممارسة الحقوق السياسية والمشاركة بكافة صورها دون أن يتم هضم حق فئة لصالح أخري أوأن يتم استغلال أميتها لكسب أصواتها في الانتخابات الرئاسية وغيرها فهذا منافي للعدل أهم الأمور التي يجب أن تشترك فيها الأمة هي القرار السياسي والشأن المالي • اختيار الحكام ومراقبتهم ومحاسبتهم والأنظمة الاستبدادية لاتريد مشاركة الأمة في تلك القضيتين فاذا أردنا أن نطلع علي ملامح الدولة المدنية في الاسلام وكما طبقت عمليا في الخلافة الراشدة يقول أحد الباحثين المتخصصين "الدولة المدنية عبر عنها عمر بن الخطاب حين قال : الضعيف عندي قوي حتي آخذ الحق له والقوي عندي ضعيف حتي آخذ الحق منه " كما أن وضع الحاكم بالنسبة للرعية قد عبر عنه المولي عزوجل في مخاطبتهما لمجتمعهما فنموذج الحاكم الصالح في قصة ذي القرنين حين قوله مامكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة ) والحاكم الظالم في قوله تعالي (ماأريكم الا ماأري وماأهديكم الا سبيل الرشاد ) وقد وصف القران ذلك بقوله : (فاستخف قومه فأطاعوه) وقد استعمل القران (مصطلح سادتنا وكبراءنا والطاغوت ) تعبيرا عن السلطة الجائرة وعن محاسبة الحاكم ومساءلته فرسول الله (ص)حينما جاءه رجل وقال أريد القصاص منك فرفع الرسول (ص)ملابسه وقال له خذ حقك وعليه فما تتطلبه الدولة المدنية موجود في صميم العقلية والفلسفة الاسلامية شريطة قراءتها قراءة ربانية وفكرة نظام الحكم في الاسلام تقوم علي ركنين السلطة للأمة والسيادة للشريعة" "وعمر بن عبد العزيز قد أصر علي أن يأخذ البيعة من الناس علي الرغم من أنه لم يكن يحتاج الي ذلك عندما آل اليه الحكم " • المسألة المالية وقد كتب علي بن أبي طالب الي أحد عماله " أني أقسم بالله قسما صادقا لئن بلغني أنك خنت من فئ المسلمين شيئا صغيرا او كبيرالأشدن عليك شدة تدعك قليل الوفر ثقيل الظهر ضئيل الأمر" (نهج البلا غة : ص 555 ) ومن منطلق عدم اطلاق يد الحاكم في الشئون المالية ومحاسبته اذا حدث تجاوز لهذا الشأن يروي أن "معاوية قد وقف علي المنبر بعد أن قطع بعض الأعطيات المالية عن أفراد المسلمين فقال : اسمعوا وأطيعوا فقام اليه أبو مسلم الخولاني فقال :لا سمع ولا طاعة يامعاوية قال ولما يا أبا مسلم ؟ فقال يامعاوية كيف تمنع العطاء وانه ليس من كدك ولا من كد أبيك ولا من كد أمك ؟.....فقال صدق أبو مسلم انه ليس من كدي ولا من كد أبي فهلموا الي عطائكم " (الاحياء للغزالي ج5 ،ص 70 ) والأمثلة كثيرة في هذا الصدد ينظر لكتاب (الاسلام بين العلماء والحكام :عبد العزيز البدري ،ص73 ومابعدها وقد جمعها من امهات كتب التراث) "موقف الامام محمد عبده حين كان مفتيا للديار المصرية حيث أصبح بحكم هذا المنصب عضوا في المجلس الأعلي لديوان الأوقاف الذي أنشأ للحد من تصرفات الخديوي في أموال الديوان حيث يروي أن خليل باشا حمادة قال للشيخ محمد عبده ذات يوم :ياسيدي دع الخديو يتصرف في الأوقاف كما يشاء ولا تعارضه فيها ونحن نضمن لك أن يطلق يدك في الأزهر فكان جواب المفتي (محمد عبده)أنا أعلم هذا ولكن وجداني ومراقبتي لله لا تمكنني من اقرار مالا يبيحه الشرع والباطل لا يكون وسيلة للحق" (دروس للشباب في سيرة السيد الامام ، ص98 ) خطأ المفكرين حين اعتقدوا أن الاسلام سبب في وأد كرامة الانسان واستغلاله وتقييد حريته وهنا سنبرز دور مفكر اسلامي تصدي للدفاع عن الاسلام وبيان براءته من تلك التهم وأن السبب الحقيقي للوضع المزري للانسان في عالمنا لاسيما الاسلمي والعربي نابعا من تحريف لقيم الدين عن مضمونها الصحيح علي يد بعض أتباعه والذين ينظر اليهم الكثيرون علي أنهم ممثلين عن الاسلام والمعبرين عما يحمله من معاني وهذا خطأ فادح يقول دكتور علي شريعتي في تصحيحه لمفاهيم التوكل والصبر والقناعة والانتقال به من معاني سلبية مستقرة في وجدان البعض الي طاقة ايجابية :" يمكن لمفكر ملتزم جرب النضال الاجتماعي في نظام انحطاط وجهل واستعمار أن يفهم ويحس أكثر حتي من الزاهد والمتدين والعالم والعارف كيف أن التوكل عامل واهب للقوة وواهب للثقة وضامن لانتصار فرد ما أو جماعة ما في المجتمع أو انتصار فكر في نضال ما نضال في سبيل تحقيق هدف تشهد كل العوامل والظروف علي استحالة تحقيقه التوكل هو الذي يدعو فئة ضعيفة أو شعبا متأخرا الي القيام ضد ظلم القوي العظمي بالرغم من افتقاده للقدرة والامكانات والظروف السياسيةوالاقتصادية والعسكرية ثم ينصر في النهاية " وهكذا الصبر أيضا ذلك الذي فسروه بالتحمل والتسليم والسكوت والرضي والاستسلام لكل ما يحدث هو تماما علي العكس ...هو بمعني المقاومة ومواصلة الطريق وعدم القاء أحمال المسئولية عن الكواهل وعدم الشعور باليأس والاحباط والضعف والاتصاف بقصر النفس والوهن انظروا الي قوله تعالي ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا )ال عمران :200 القناعة التي تفسر اليوم كعامل من عوامل الفقر وطلب القليل والاستسلام لفلسفة العيش علي الكفاف وترك الباقي لأصحاب الشهوات الكبري الذين يبتلعون الأراضي بأصحابها ولا يسد لهم جوع ثم يسخرون بعدها ويطلبون المزيد من الفرائس لقد تعلمنا هذا النوع من القناعة والصبر من حياة الكلاب فلسفة فراغ الروح وانعدام الحاجة والقناعة والصبر والتحمل بمعني صبر الانسان علي السوط الشديد والشكر علي التراب الناعم والقناعة بأكل فتات الموائد ان ديننا ليس دين تبرير الفقر هو الدين الذي يعتبر الفقر جار الكفر اللاصق يقول أبو ذر :عندما يدخل الفقر من باب دار يخرج الدين من الباب الآخر ، وعلي رضي الله عنه يحذر ابنه قائلا : بني استعذ بالله من الفقر فان الفقر منقصة من الدين ومدهشة للعقل وداعية للمقت . ثم نري علي يصيح في عاصم بن زياد الحارثي الذي كان يزاول الزهد والرياضة الصوفية : ياعدي نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك وولدك أتري الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها ؟ أنت أهون علي الله من ذلك . (نهج البلاغة شرح الشيخ محمد عبده 470 ) اذا فذلك المذهب الذي ينمو في الفقر والشقاء ليس مذهبنا هذه مزاولة رياضية فردية وصوفية هندية ومسيحية فالاسلام يوجد في العزة والثروة والقوة والجهاد وان ذلك الاله الذي نؤمن به لايجعل بيته مثل معابد الآخرين وسيلة لنهب البشر بحيث نرضيه باعطاء النذور والاتاوات انه اله يجعل من الناس عيالا له وأسرة له يقوم في المجتمع البشري الي جوار الانسان وفي تعاون وتعاطف معه بالوقوف ضد الظلم والجور والفساد ورسولنا هو رسول السيف في مواجهة الجريمة والخيانة ...ورأينا ذلك السيف الذي أخذ به بنو قريظة وألقي برممهم في البئر ومنذ أن وضع ذلك السيف في غمده يقومون بذبحنا جماعة جماعة والقائنا في البئر هذا هو رسول ديني هو رسول القوة ورسول العزة " (أبي أمي نحن متهمون : علي شريعتي 144،176) |
|
AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22581 ::: :
| موضوع: رد: الحقوق السياسية للشعوب (مدخل لدراسة الخطاب السياسي في القرآن الكريم ) 2012-08-02, 6:24 pm | |
| |
|
le roi :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 2517 العمر : 29 محل الاقامة : مصر الوظيفة : طالب في كليه طب الهوايات : القراءةو العب مع الارقام بتشجع نادي إيه : الاهلى و ريال مدريد لاعبك المفضل : تريكة تاريخ التسجيل : 05/03/2011 التقييم : 5 نقاط : 7936 ::: :
| موضوع: رد: الحقوق السياسية للشعوب (مدخل لدراسة الخطاب السياسي في القرآن الكريم ) 2012-08-03, 8:01 am | |
| - AmiRa 3mR كتب:
- أفادكم الله
شكـــــــرا شكرا لمرورك الجميل دة |
|