د.محمد هشــــام راغب |

سؤال يتكرر من كثير من الشباب:

يقول :
ممكن اسال حضرتك سؤال الانسان مخير ولا مسير مع ان الانسان والخلائق قدر لهم قبل نشات الارض بخمسين الف سنه ومع ان الانسان مش بايده يدخل الجنه او النار لانه 

فيه ناس يعملو عمل اهل الجنه ويموتون وهم يعملون عمل اهل النار والعكس بالله عليك دلنى على اجابه هذا الموضوع يعنى ممكن واحد ميسجدش سجده واحده لله ويدخل 

الجنه لحسن الخاتمه زى اللى قتل 100نفس والعكس انا عارف ان السؤال يشمئز منه الناس بس بالله عليك اجبنى.

الجواب:

الإنسان مخير في عمله بالدنيا، ويحاسب في الآخرة على هذا الاختيار، ولو لم يكن مخيرا ما كان هناك معنى للثواب والعقاب. وكل إنسان مركوز في فطرته أنه مخير يعلم هذا من نفسه، ويجده في قلبه لا يستطيع أن يدفعه، فهو يطيع الله وهو قادر على معصيته، ويعصيه وهو قادر على طاعته. كل إنسان عنده استعداد فطري للخير والشر وهو الذي يختار.

وأدلة الوحي تفيد أن للإنسان كسبا وعملا وقدرة وإرادة واختيارا ومشيئة، وبسبب تصرفه بتلك القدرة والإرادة يكون من أهل الجنة أو النار كقوله تعالى 
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) وقوله تعالى (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) .. 

وغيرها كثير. وكل هذا لا يتنافى مع حقيقة أن كل ما يجري في هذا الكون هو بقضاء الله تعالى وقدره 
وسبق علمه به في سابق أزله، كما قال تعالى (إنا كل شيء خلقناه بقدر).

أما حديث (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع . فيسبق عليه الكتاب . فيعمل بعمل أهل النار . فيدخلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار . حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع . فيسبق عليه الكتاب . فيعمل بعمل أهل الجنة . فيدخلها) فحديث صحيح في صحيح مسلم، ولكن هناك حديثا آخر في صحيح البخاري يفسره، وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنّ الرّجل ليعمل عمل أهل الجنّة فيما يبدو للنّاس وهو من أهل النّار، وإنّ الرّجل ليعمل عمل أهل النّار فيما يبدو للنّاس وهو من أهل الجنّة).

فتأمل في عبارة (فيما يبدو للنّاس).

وأما حديث الرجل الذي قتل 100 نفس، فمعناه أن باب التوبة مفتوح على مصراعيه، فم تاب تاب الله عليه ولو كان قاتلا أو زانيا أو مشركا أو جاء بملئ الأرض خطايا، لكنه تاب بشروط التوبة المعتبرة، فإن الله يقبله. وهذا من واسع فضل الله ورحمته بخلقه.

والله تعالى أعلى وأعلم.

شكرا ع التوبيك روعه
تسلم ايدك

موضوع جميـل
شكـــرا هدايــة

جزاكم الله خيراً علي مروركم
وربنا ينفعنا و إياكم بما علمنا ولا يجعلنا ممن علموا ولم يعملوا
ويجعلنا ممن علموا فعملوا بما علموا