من المؤكد أن الدكتور هشام قنديل يستحق الشكر والتقدير كرئيس حكومة قرر، رغم الشواغل الكثيرة والأعباء الثقيلة، التدخل فى أزمة مشاركة «المصرى» فى الدورى الممتاز.. فالدكتور هشام قنديل يريد الاجتماع مع قيادات بورسعيد ونوابها البرلمانيين، لبحث تهدئة الأجواء وإقناع الجميع هناك بتقبل قرار عدم مشاركة «المصرى» فى الدورى الموسم المقبل الذى سيبدأ بعد أيام.. وهو بالتأكيد حس سياسى وإنسانى رائع لرئيس حكومة يريد تلافى أى حوادث أو صدامات قبل أن تقع بالفعل، ويريد احتواء أى غضب أو إحساس جماعى بالمرارة والغضب.. وأنا أتفهم تماما أى مشاعر للغضب قد تجتاح قريبا بيوت بورسعيد وشوارعها.. فالناس هناك لها العذر ومعها الحق فى أن تثور وتحزن..
فـ«المصرى» نال حكماً قضائياً أصدرته المحكمة الرياضية الدولية بمشاركة النادى فى الدورى المقبل.. فلماذا تأتى سلطات محلية بعد صدور هذا الحكم وتحول بين بورسعيد وبين مشاركة ناديها الكبير والعريق فى هذا الدورى.. وبدلاً من الانشغال بمحاولة احتواء غضب أهل بورسعيد أو جمهور الأهلى.. والاثنان بالمناسبة لهما كل الحق فى الثورة والغضب.. فأنا أود أن ألفت انتباه رئيس الحكومة ووزير الداخلية ورئيس اتحاد الكرة.. وعموم الناس أيضا.. إلى أن هناك من خططوا وتعمدوا أن يصل بنا الأمر إلى هذا الصدام والاختيار الصعب.. هناك من تحايلوا على الحق والعدل وتآمروا علينا كلنا.. ولا يمكن قبول فكرة أن يفلت هؤلاء بجريمتهم وهم يتظاهرون بالبراءة التى فى أعينهم ويجيدون ارتداء أقنعة الأطهار والشرفاء، رغم أياديهم الملطخة من الآن بكل الدماء التى ستسيل مستقبلاً.. وجريمة هؤلاء بالتحديد هى ما قاموا به من خلال الاتحاد السابق لكرة القدم.. فالأمر كان قد انتهى بقرار بحرمان «المصرى» سنتين من اللعب.. وكان من حق «المصرى» اللجوء للمحكمة الرياضية الدولية للتظلم من هذا القرار.. وهو ما جرى بالفعل..
وبدلا من أن يلجأ «المصرى» للمحكمة الدولية مزوداً بأدلته ودفاعه ومحاميه.. ويذهب اتحاد كرة القدم المصرى بردوده وأسانيده ومحاميه أيضا.. تم فجأة تعطيل دور الاتحاد المصرى.. وكانت المؤامرة باختصار أن يبقى «المصرى» وحده هناك فى المحكمة الدولية يقدم وجهة نظره ورؤيته، دون أى رد أو دفاع من الطرف الآخر.. فكان من الطبيعى أن تصدر المحكمة الرياضية الدولية حكمها ببراءة «المصرى».. وبالتالى بات من حق جمهور المصرى أن يفرح وأن يطالب بحق ناديه فى المشاركة.. ومن حق جمهور الأهلى أيضا أن يغضب ويثور نتيجة تلك المؤامرة التى جرت.. ويرفض مشاركة «المصرى» فى الدورى.. فلو كان الاتحاد المصرى لكرة القدم قام بواجبه وأشرك الأهلى معه فى القضية وكان هناك دفاع ومحامون..
لم يكن وقتها جمهور الأهلى ليغضب لو صدر حكم المحكمة لمصلحة «المصرى»، لأن الجميع كانوا سيشعرون بأنهم أدوا ما عليهم، لكنهم خسروا القضية فى النهاية.. أما أن تأتى الخسارة بسبب الخداع والتآمر والفساد فهذا هو الوجع الحقيقى الذى يصعب قبوله أو التسامح معه.. ولهذا أطالب رئيس الحكومة بالتحقيق فى تلك المؤامرة أولاً، وتحديد الجناة والفاسدين الذين شاركوا فيها وخططوا لها وتقديمهم للمحاكمة، ومنعهم من ممارسة أى نشاط له علاقة بكرة القدم مستقبلاً.. وقتها سيهدأ جمهور الأهلى، ويشعر بأن كثيراً من حقوقه عادت إليه.
ياسر ايوب
الفيديو 
أحدث الصور 
موضوع: نصيحة لرئيس الحكومة 
2012-09-06, 1:19 am
