«لا» للمقاطعة.. «لا» للدستور

«لا» للمقاطعة.. «لا» للدستور

بقلم - عمر طاهر

التصويت لن يكون على الدستور، ولكن على طريقة حكم ومشروع تمكين لتغيير
مصر التى نعرفها إلى واحدة طاردة، الدستور نفسه مش مشكلة، نعيش بدون
دستور منذ عامين (حسيت بحاجة؟)، وكنا قبل ذلك نعيش بالدستور ثلاثين عاما
فماذا حدث؟ رسخ النظام القديم وجوده وكاد أن يورثنا بالقانون، المقاطعة
غير مفيدة، لأن الحل الآخر وهو إسقاط الرئيس مرسى أمر لا يقوى عليه أحد،
لا المعارضة ولا المؤيدون، وسيحوِّل البلد إلى خرابة، أو فى أحسن الأحوال
سيعجل بعودة العسكر، وهو أمر مرفوض تماما، فقل لا.

وأبلغ الأمهات بأن يقلن «لا» خوفا على أبنائهن من علوم معرَّبة بسذاجة
وتعصب سيبدأ من مدارس الأطفال وغسيل مخ سيتعرض له المراهقون، يلغى شخصية
الفرد ويجعله ترسا فى كيان يتحرك بالتكليف، يقلن «لا» حتى لا يكبر ابنها
فظًّا يمد يده على سيدات فى عمر والدته دون أى حرج مثلما حدث مع شاهندة
مقلد.

وأبلغ شباب الأقاليم بأن يصوتوا بـ«لا»، لأن رجال الجماعة وأصدقاءهم
سيتحولون إلى جهاز أمن دولة جديد يفتش ويراقب ويحتجز ويعذب، ذكِّرهم بأن
رجالهم يقومون بذلك ضد الشرعية، فما بالك عندما يصبح شرعيا وبالقانون؟

وأبلغ سائقى التاكسى بأنه إذا تشاجر مع صول فى الجيش فسيتم تحويله إلى
محاكمة عسكرية، لن يغلبوا فى تحويل المشاجرة إلى قضية عسكرية، ولنا فى
ذلك قصص فى الفترة الماضية.

وأبلغ رجال الأعمال بأن يقولوا «لا» لأن بيزنس الإخوان ستكون له الغلبة
والقوة بالقانون، وسيتم النظر إلى كل بيزنس غير إخوانى باعتباره دخيلا
على مشروع التمكين (باستثناء رجال الأعمال القطريين طبعا).

وأبلغ المتزوجين حديثا بأن يصوتوا بـ«لا» قبل أن ينجبوا طفلا فنراه محل
الطفل فى الصورة الشهيرة التى يتعرض فيها إلى اعتداء رجال الجماعة، لأنه
شارك فى مظاهرة، صوِّتوا بـ«لا» قبل أن يشب طفلكم فى مجتمع لا يعرف قيمة
الحضارة والفن والثقافة والحرية والجمال.

وأبلغ أهالى الشهداء وأبناءهم ما بين عالِم دين مستنير وأستاذ للفنون
وشاعر وشاب حالم، بأن يصوتوا بـ«لا»، لأن هذا المصير لم يرد ببالهم أبدا،
وهم يلقون ربهم بابتسامة مَن ضمِن لأهله مستقبلا أفضل.

وأبلغ علماء الدين بأن الإسلام فى خطر إذا ما رسخ هذا الدستور وجود
المشايخ الشتامين مستحلى دماء المعارضين، الخائضين فى الأعراض، المضللين
باسم الجنة والنار، حاملى صكوك التقرب إلى الله كذبا، أبلغهم بأن يقولوا
«لا» قبل أن يختلط التشويه بجهل من لا يعرف الإسلام حقا فترى الثورة
القادمة ضد الدين نفسه، ساعتها سيحاسبكم الله لأنكم لم تدافعوا عن صحيح
دينه ورسالته.

قل لسائقى التوك توك إن الأمر فيه لىُّ ذراع لا يقبله صاحب كرامة، وفيه
تهديد صريح بأن تتوقف الدنيا وتتعطل ما لم يتم التصويت بـ«نعم» على
الدستور، على الرغم من أن لمَّ الشمل والقضاء على الفتنة سيصنعان تحسنا لا
يصنعه مئة دستور، لكنهم يصرون على الخداع لأمرٍ ما فى أنفسهم.

لا تخف إن قلت «لا» من أن يتم تشكيل «التأسيسية» القادمة بانتخاب يأتى
بأشخاص أسوأ، فالحقيقة أنه لا يوجد أسوأ مما نراه الآن، صدِّقنى.. كلمة
«لا» ستغير الحسابات تماما وستجعل كل واحد يعرف قيمته بالضبط ويعيد
حساباته بالعقل ويفكر ألف مرة قبل أن يتغول على هذا البلد العظيم.

» من أجل الاستقرار... «لا» للدستور
» المسودة الكاملة للدستور الجديد | الباب الأول: الدولة والمجتمع

«لا» للمقاطعة.. «لا» للدستور

«لا» للمقاطعة.. «لا» للدستور

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة