كل هذه الألقاب.. كيف؟ بقلم/حسن المستكاوي•• لست من الذين يرون أن وصول الأهلى إلى اليابان للمرة الرابعة
يكفى أن يكون مدعاة للاحتفال والقول إنه إنجاز رهيب.. وليس صحيحا أيضا أن
الأهلى هو رابع أندية العالم، ولكنه الرابع فى كأس العالم للأندية.. ومع
ذلك أظن أن الفريق كان قادرا على لعب المباراة النهائية. وكان قريبا منها
بتفوقه الكامل على كورينثيانز البرازيلى. فلماذا نحتفل بالقليل؟ •• أعرف أن إعجاب الصحفيين والإعلاميين العالميين بالأهلى يعود إلى
الأداء الرفيع الذى قدمه الفريق بأسلوبه الذى يجمع بين الكرة الشاملة، التى
يتبادل فيها اللاعبون مراكزهم، وبين الكرة الإسبانية التى يتبادل فيها
اللاعبون الكرة.. إلا أن الإنجاز الحقيقى كان لعب المباراة النهائية.. لكن
هناك لوغاريتما فى أداء الأهلى فى مبارياته الخمس الأخيرة، وفى فوزه بكأس
أفريقيا، وفى فوزه بلقب أفضل ناد، وأحسن لاعب، فيما استحق المدير الفنى
لمنتخب زامبيا الفرنسى هيرفى رينار الفوز بلقب أفضل مدرب وكان فوز فريقه
بكأس الأمم الأفريقية من أكبر مفاجآت العام. أما حسام البدرى فهو المدرب
الثانى فى القارة حتى لو كان أحرز الأهلى لقب بطل أفريقيا قبل التاريخ
المحدد للترشيحات.
••تكريم اسم الكابتن محمود الجوهرى واختياره للقب الأسطورة، لم يكن
لإنجازاته مع المنتخب ومع الأهلى فحسب.. لكنه كان مدربا محترفا بكل معنى
الكلمة، يسبق بالجديد، ويطالع الجديد، وحياته هى مهنته، ومهنته هى حبه
وهوايته.. وكان رحمه الله إنسانا خفيف الظل. لكنه كمدرب، وفى لحظة العمل
يكون رجلا آخر شديد التركيز والجدية.. أما محمد صلاح المحترف فى بازل فهو
بالفعل أحسن لاعب صاعد فى أفريقيا. وهو جزء من مستقبل الكرة المصرية.
••تحققت كل هذه الألقاب بدون كرة قدم.. بدون موسم وبدون نشاط.. وهو ما
يعد لغزا من الألغاز ويسقط الافكار التى يلوكها الجميع منذ عرف الإنسان
الرياضة، من نوعية: حساسية المباريات.. ارتفاع اللياقة.. حرارة المنافسة..
تنوع الاحتكاك.. يسقط المطر فى الشتاء.. حتى تلك الأخيرة لم تعد حقيقة فى
مصر؟
●●●
•• خارج الإطار: خرج المصريون للمرة السادسة فى عامين لممارسة السياسة
والتعبير عن إرادتهم الحرة.. هذا فى الإجمال، بغض النظر عن خروقات (يعنى
إيه خروقات بالمناسبة.. أشعر أنها مش لطيفة؟)، وكان المشهد صباح أمس حضاريا
(أرجو أن يكون انتهى كذلك وانت تقرأ تلك الكلمات).. وطوال عقود لم يمارس
المصرى السياسة بتلك الصورة، ولم يعبر عن رأيه فى قرار أو اختيار.. لكنه
الآن يفعل ذلك، لأنه استرد بلده، وكنت أظن أن محاكمة الأنظمة السابقة كلها
يجب أن يكون على اختزال الرأى والقرار فى رأيهم وقرارهم كحكام.. أو فى سلب
إرادة الشعب، وقد كانت سلبا للوطن.. كنت اظن أن هناك مائة سبب للحساب..
يأتى فى مقدمتها حق الناس فى ممارسة السياسة والتصويت والرأى والقرار.
لو كان يوم 25 يناير منح المواطن المصرى حق إبداء الرأى فى أمر يتعلق
بوطنه فقط.. فهذا إنجاز.. يبقى منا جميعا أن نكون على مستوى هذا الحق.