ما تعزوناااااش (!)



بقلم - محمد أمين




ما تعزوناش فى اللى ماتوا.. عزونا فى
العايشين.. كلنا استبن موت فى دولة الاستبن.. عزونا فى الدولة اللى مش شايف
لها ملامح دولة.. كل شىء فيها باطل.. برلمانها باطل.. دستورها باطل..
قطاراتها قش.. حكومتها قش.. ما تعزوناش النهارده، استنوا بكرة عزا تانى..
الجيش قال ما تعزوناش احنا، العزاء للشرطة، دول مش جنودنا.. العزاء مش ليهم
ولا ليكم.. العزاء لمصر!


ما تعزوناش ما خلاص، أنا فاض بيا ومليت..
اسألوا مرسى هيقولك قضاء وقدر.. اسألوا «العريان» هيقولك المعارضة.. اسألوا
الإخوان هيقولك ده مغرز لإحراج النظام.. كلام فارغ.. اسألوا الصعيد نفسه
هينتخب مرسى مرة تانية.. بيقولك اديله فرصة تانية.. سلام على اللى لسه
عايشين.. سلام على اللى لسه فيهم نفس.. لابد من تأهيلنا نفسياً لتحمل
الكوارث كل يوم!


ما تعزوناش مادمنا بنركب قطارات المواشى..
عسكرى يصرخ: إحنا كنا محشورين زى المواشى.. المتحدث العسكرى قال مش
عساكرنا.. العزاء للداخلية.. القطار مش قطار حربى.. الداخلية سكتت.. وزارة
النقل لسه بتبحث.. هيحاكموا عامل المزلقان.. اعملوا زار على مزلقان
البدرشين.. اذبحوا بقرة.. لا تسألوا ما لونها؟.. اعملوا حاجة فى الصعيد..
همه اللى كانوا عاوزين استقرار!


ما تعزوناش، عزوا أهالى البدرشين.. همه اللى
شايلين الضحايا.. همه اللى دايما يتبرعوا بدمهم.. همه اللى قاعدين فى
الطوارئ.. روحوا شوفوا الناس هناك.. لابد من تأهيلهم نفسياً.. رؤية الدم كل
يوم تميت القلب.. همه أولى بالعزاء.. الضحايا من الصعيد.. يا العياط يا
البدرشين يا أسيوط.. كتير عليهم تصليح مزلقان.. كتير عليهم إننا نمسح
دموعهم.. الضحايا النهارده برضه من أسيوط!


ما تعزوناش فى الضحايا، عزونا فى الحكومة..
قنديل: همه دول تبع مين؟.. مين اللى جابه هنا؟.. دول جيش ولا شرطة؟.. يعزى
وزير الداخلية ولا وزير الدفاع؟.. كل واحد بيرمى البلوة بعيد عنه.. فى
كوميديا سوداء وزارة النقل تقول: القطر مش قطرنا.. إحنا كمان بنقول البلد
دى مش بلدنا.. الحكومة دى مش حكومتنا.. قنديل مش رئيس وزراء.. البلد تركع
وتغرق مع الإخوان!


ما تعزوناش.. مش هننصب سرادق عزا.. تعزوا
مين ولا مين؟.. مش هناخد عزا العساكر.. مش هناخد عزا أطفال منفلوط.. الدم
لسه سايح على شريط السكة الحديد.. استنوا لما نحصر الضحايا.. استنوا لما
نشوف المتهم والجانى.. إمبارح «مرسى» راح المعادى العسكرى.. المستشفى كان
فيه رئيسين.. واحد سجين، والتانى مستنى حكم.. «مبارك» قام يواسى اللى جنبه
فى السرير (!).


ما تعزوناش لو كنتوا زعلانين.. اعرفوا الأول
القطر تابع لمين؟.. اثبتوا إن انتوا لسه موجودين.. اثبتوا إن انتوا ممكن
تحافظوا على الباقيين.. مش بعد أربع سنين، يخطب «مرسى» فى الميتين؟.. ما
يهمناش انتوا مين؟.. إخوان ولا مسلمين؟.. عاوزين حد يحكم صح.. عاوزين حد
يرحمنا، من نزيف الدم.. مش عاوزين حد يتبرع لنا بالدم.. دول كانوا جنودنا
يا مرسى، ولا جنود مين؟!


ما تعزوناش ما خلاص.. ما حدش يقول هنعمل
تحقيقات ونيابات، ونحاسب المقصرين.. هتحاسبوا مين ولا مين؟.. إن لاقيتوا
الجناة فى الثورة عزونا.. إن لاقيتوا الجناة فى البالون، وماسبيرو، ومحمد
محمود، عزونا.. إن عملتوا دولة عزونا.. إن عملتوا سكة حديد بجد عزونا.. إن
عملتوا برلمان عزونا.. غير كده ما تعزونااااااش!