حوار محمد الجارحى ٢/ ٢/ ٢٠١٣ليس سهلاً إجراء حوار مع شخص أحيلت أوراقه للمفتى ينتظر حكما بالإعدام، خاصة إذا كان خارج السجن، فى قضية انشغل بها الرأى العام، محمد دسوقى الشهير بـ«الدسة»، ومحسن الشريف الشهير بـ«القص»، اثنان من بين ٢١ متهماً فى قضية مذبحة استاد بورسعيد أحيلت أوراقهما لفضيلة المفتى للحكم عليهما بالإعدام، كانا ضمن ٦ من الهاربين، الأول لم توجه له تهمة، والثانى تهمته الرشق بالحجارة، فى أحد كافيهات بورسعيد. التقت المصرى اليوم «القص» و«الدسة»، اللذين فضلا عدم مغادرة البلاد كما فعل آخرون من المتهمين معهما فى نفس القضية.
■ كيف تم ضمك لقائمة المتهمين؟
- أنا معروف إنى بألحن أغانى ألتراس النادى المصرى جرين إيجلز، علشان بأعرف أعزف جيتار، فالداخلية اتهمت الناس المشهورة والمعروفة فى المشجعين، كنت آخر شخص يصدر له ضبط وإحضار من خلال الضابط محمد خالد نمنم، وكيل البحث الجنائى، والمشرف على المدرج الشرقى باستاد بورسعيد الذى كان مخصصاً لجماهير النادى الأهلى.
■ ما التهمة الموجهة إليك؟
- مكتوب أمام اسمى فى الحكم «لم توجه له جريمة»، ورغم هذا صدر ضدى حكم بالإعدام، رغم أنه لا توجد لى صورة ولا شاهد واحد ضدى، ويوم المباراة كنت فى المدرج الغربى ومكتوب فى تحريات المباحث «إنى محرض».
■ وهل حرضت فعلاً؟
- أقسم بالله لوكنت حرضت أو قتلت أو شاركت فإنى أستحق الإعدام، أنا لا عندى سابقة، ولا ضدى قضية، والمرة الوحيدة اللى دخلت فيها القسم كانت علشان أطلع فيش وتشبيه.
■ وقت الاشتباكات بعد المباراة أين كنت وماذا فعلت؟
- كنت بأتفرج زيى زى الناس، وما نزلتش الملعب، لأن لما حصل ضرب أنا خفت وفضلت أتفرج، ولما روحت البيت عرفت من التليفزيون إن فيه ناس ماتت، وبدأوا يقبضوا على أصحابنا.
■ لماذا لم تسلم نفسك مادام قد صدر لك أمر ضبط وإحضار؟
- خفت، لأن كل واحد صدر ضده ضبط وإحضار كانوا بيطلعوا يقولوا عليه سوابق وقاتل ومجرم واتقبض عليه فى وكر مع مجموعات مشتبه فيها، فكيف أطمئن لتسليم نفسى.
■ أين كنت يوم صدور الحكم؟
- كنت مع أسرتى فى بورفؤاد، وعندما سمعت الحكم أقدمت على الانتحار، كنت عايز أرمى نفسى من الدور الثالث لكن لما شفت أمى مغمى عليها تراجعت وصعبت على، خفت تروح فيها.
■ هل ستسلم نفسك؟
- سأقوم بتسليم نفسى لأنى ما أقدرش أعيش أكتر من كده فى الوضع اللى أنا فيه حالياً، حياتى دُمرت، تركت شغلى كمحاسب فى شركة، وتركت خطيبتى بعد سنتين خطوبة بسبب القضية.
■ وما رد فعل الحكم على الأسرة؟
- مصدومين لأنى الولد الوحيد لأبويا وأمى وعندى ٣ أخوات بنات، والدى كان مديراً فى جهاز الإنقاذ والطوارئ بالمحافظة ووالدتى مدرسة تمريض.
■ هل تريد أن تقول شيئاً للرئيس مرسى؟
- أقول للرئيس أنا انتخبتك لأنى حسيت إن ربنا باعتك لينا فى محنتنا وح تجيب لنا حقنا، لكن لما طلعت تتكلم يوم قرار حظر التجول جسمى قشعر وحسيت إنى بأتفرج على حسنى مبارك، أقول للرئيس لما مسكت الحكم، قلت محدش ح يتظلم فى عهدى، وإن العدل ح يسود، لكنك ضحكت علينا، كنت أول واحد ضد القضاء ولا يثق فيه، ودلوقتى بتقول لازم احترام القضاء، أقول للرئيس مرسى: حكمت فظلمت فقتلت.
■ وماذا تقول لأهالى شهداء مجزرة بورسعيد؟
- أقول لشهداء الأهلى، لو متخيلين إن ده القصاص وإن أولادكم ح يستريحوا لما يعدمونا، صدوقنا عمرهم ما يرتاحوا لأننا ما قتلناش أولادكم.
■ كلمة أخيرة؟
- أقول لمفتى الجمهورية ياريت تحكم بالعدل والشريعة مش بما تريده الأحزاب والرئاسة، لأن ربنا ح يسألك على الكلام ده، أما شهداء بورسعيد، فكنت أتمنى أكون واحداً منهم.
القص: حاسبنا على المشاريب.. وقتلة الشهداء أخدوا براءة.. وسأسلّم نفسى فى إعادة الإجراءات
محسن محمد الشريف، وشهرته «القص»، ٣١ عاماً، حاصل على دبلوم صنايع، لم يتزوج بعد، هو المتهم رقم ٥٧ فى قضية مذبحة بورسعيد، محكوم عليه بالإعدام بتهمة الرشق بالحجارة حسب منطوق الحكم، يشجع النادى المصرى وعمره ١٠ سنوات، كان واحداً من ألتراس جرين إيجلز وأحد المسؤولين عن اللجان الشعبية التى تنسق مع الداخلية واتحاد الكرة المباريات المهمة فى استاد بورسعيد.
■ كيف بدأت قصة اتهامك؟
- بعد المباراة الساعة ٤ الفجر اتصل بى خالد حبيب رئيس مباحث قسم العرب، ترك منصبه حالياً، وطلب منى الذهاب للقسم لمعرفة أسماء روابط ألتراس النادى المصرى، قلت له الوقت متأخر، وأنا ما شفتش حد منهم عمل حاجة، فقام بتهديدى، قلت له اللى عندك اعمله.
■ ماذا حدث بعد ذلك؟
- بعد ١٥ يوماً من الأحداث أصدر أمر ضبط وإحضار لى، وبالفعل الداخلية راحت البيت بس أنا كنت برة، وخفت أروح أسلم نفسى لأن اللى بيحققوا معاه، ما بيرجعش.
■ ما التهمة الموجهة لك فى القضية؟
- الرشق بالحجارة، رغم إن النادى لا يوجد فيه طوب.
■ كيف قضيت الفترة ما بين بدء التحقيقات وصدور الحكم؟
- فى السنة دى كنت ضايع، تركت عملى فى أحد مصانع منطقة الاستثمار بسبب القضية وحياتى ادمرت.
■ أين كنت لحظة صدور الحكم؟
- قبل الحكم شاركت لمدة ٥ أيام فى اعتصام الألتراس أمام سجن بورسعيد العام، ولحظة الحكم كنت فى الشارع، وتعرضت لإغماء، وأصدقائى نقلونى مستشفى آل سليمان، ثم ذهبت إلى بيتى، فى منطقة الزهور، لقيت أمى عايزة ترمى نفسها من الدور الخامس، لكن الحمد لله الجيران لحقوها، لأن محدش عايش معاها غيرى.
■ ماذا ستفعل لو تم التصديق على الحكم؟
- مش ح أزعل، أنا سايبها لربنا لأن ربنا عارف إنى مظلوم.
■ يعنى هاتسلم نفسك؟
- أيوه هأسلم نفسى فى إعادة الإجراءات، لأنه حتى الآن لم يتم التحقيق معى، ولو كان عندى ثقة فى النيابة والقضاء كنت سلمت نفسى من زمان، لأن اللى بيحصل ده تمثيلية، والنيابة عايزة تخلص من القضية، ولو فيه دليل واحد ضدى يبقى أستحق الإعدام، وأنا باطلب شهادة الضابط خالد الجمال، معاون مباحث قسم شرطة العرب.
■ لماذا لم تهرب إلى ليبيا كما فعل آخرون من المتهمين فى القضية؟
- أنا رفضت الهروب بره مصر، لأنى ما عملتش حاجة، لا أنا مسجل ولا ضدى أحكام وموجود فى النادى من ٢١ سنة، وفيه ناس موجودة فى الفيديوهات لم يوجه لها أى اتهام، والمشهورون فى النادى شالوا القضية.
■ لكن أهالى ألتراس أهلاوى يرون أنه القصاص؟
- أنا بأقولهم، ربنا يصبركم، وأنا زعلت على أولادكم زيكم، لأن مالهومش ذنب، لكن بأطلب منكم تحطوا إيدكم فى ايدينا وندور على الفاعل الحقيقى اللى موت أولادكم وموت أولادنا لأنه واحد.
■ من قتل أولادكم وأولاد النادى الأهلى؟
- الأمن، الداخلية.
■ ماذا تقول للرئيس مرسى؟
- حسبى الله ونعم الوكيل، ما ذنب أهالى بورسعيد الذين ماتوا بعد الحكم، نحتسبهم عند الله شهداء وكان نفسى أكون واحداً منهم.
■ من وجهة نظرك من اعتدى على أقسام الشرطة؟
- البداية كانت غضباً طبيعياً بسبب الأحكام، الناس كانت زعلانة، لكن بعد لما الناس ماتت اكتشفنا وجود قناصة، وطلعوا شائعات أن أخويا الكبير كان بيضرب نار على القسم، طب إزاى وأنا بره أصلاً، أخويا لسه تعبان لحد النهارده بسبب الحكم ده.
المصرى اليوم