ما ينفعش نندهش تحت أى ظرف بقلم - خالد كساب
وهكذا.. نبه أحد العاملين بالمطبخ رئيس الطباخين أن المياه تغلى بداخل
الحلَّة منذ فترة وأنه ينبغى إطفاء النار تحتها.. فأمرهم رئيس الطباخين
بوضع الغطاء عليها وتعلية النار تحتها لجعل المياه تغلى أكثر.. ثم نبه أحد
العاملين الآخرين رئيس الطباخين ان اللحمة قد قاربت على الإحتراق وأنه
ينبغى إبعادها عن الجريل.. فأمرهم رئيس الطباخين بالضغط عليها أكثر فوق
الجريل حتى تحترق تماماً.. ثم نبه أحد العاملين الآخرين رئيس الطباخين أنه
ينبغى تهدئة النار تحت الرز حتى تتشرب كل رزاية المياه جيداً ويستوى الرز
بطريقة صحيحة فأمرهم رئيس الطباخين بتعلية النار تماماً حتى يتلسع الرز
ويبوظ ويحترق.. نظر العاملين أحدهم إلى الآخر ثم نظروا جميعهم إلى رئيس
الطباخين بدهشة وغضب بينما تتصاعد ألسنة الدخان من حلل الأطعمة جميعها من
خلفهم حيث تحترق.. ثم ما لبثت النار أن بدأت فى الإشتعال فى المطبخ نفسه..
ثوان وبدأت النار بعدها تمتد إلى باقى المنزل.. وعندها انطلق الجميع فى
الجرى.. وبينما هم يجرون سأل احد الطباخين رئيسهم: إنت متأكد إنك بتشتغل
رئيس طباخين؟!.. ليجيبه الرجل وهو يجرى ويلهث: رئيس طباخين مين يا معلم..
أنا أصلاً سباك وجاى أصلَّح الحنفية؟!.. توقف الطباخ عن الجرى فى غضب
مختلط بالمفاجأة مختلط بإحساس أن أحداً ما قد سَكَعَك على أفاك: سباك؟!..
وقبل أن ينبس ببنت شفة أخرى كان إنفجاراً هائلاً فى المنزل برمته من خلفهم
يطيح بهم جميعاً فى الهواء.. هو وزملائه والسباك الذى ظنوه من غفلتهم
وعدم تدقيقهم جيداً رئيس الطباخين الجديد..
والآن.. ما هى الحكمة المستفادة من تلك القصة وما هى العبرة المستقاة
من وراء تلك الحكاية؟!.. إذا وجدتم ذات يوم الطعام يحترق بداخل الحلل..
فلا تلوموا الطعام ولا تلوموا الحلل ولا تلوموا بالطبع البوتاجاز.. وإنما
لوموا رئيس الطباخين المسؤول عن العمل بداخل المطبخ وعن إصدار أمره لباقى
الطباخين بتهدئة أو تعلية النار أسفل كل حلَّة فى الوقت المناسب.. وفى حال
إكتشافكم أن من ظننتوه رئيس طباخين طلع سباك وجاى أصلاً يصلح الحنفية لا
ينبغى أن تلوموه.. عندها لا ينبغى أن تلوموا أحداً سوى أنفسكم.. وفى حال
إكتشافكم أن ذلك الخلل الذى قد يبدو فى رأى البعض منكم بسيطاً ولا يمكن أن
يسفر سوى عن مجرد أكلة طعمها بايظ وخلاص قد يتعدى ذلك إلى التسبب فى
إحتراق المنزل بأكمله عندها لا ينبغى عليكم أن تندهشوا.. خاصةً أنه وكما
تعلم عزيزى القارىء.. إنت عارف إنه – خلاص - ما عادش ينفع نندهش تحت أى
ظرف.. أياً كانت ظروف ذلك الظرف.. حتى ولو لوح لنا أحدهم بقطعة فرسكا..
مكونة من ست طبقات من الويفر المغطى بالعبث والكذب والخداع وشقلبة الحقائق
والغرور والكِبر والشيكولاتة فى شكل هرمى غريب!
................................................فاصل غنائى:
يا رئيساً زرت يوماً أيكه..
طائر الشوق أغنى ألمى..
لك إبطاء اللى مش واخد باله إن فيه ثوره قامت..
وتجنى اللى حس إنه بقى ديكتاتور رسمى..
وحنينى.. للدولة يكوى.. أضلعى..
والثوانى لحد ما الإخوان يحلوا عن سمانا جمراااااتٌ.. فى دمى..
...
أعطنى حريتى أطلق يديا..
إننى عصرت على نفسى لمون وعملت اللى عليا..
آه من قيدك أدمى معصمى..
آه من قيدك أدمى معصمى..
لما أبقيه وما أبقى عليا..
مع إحتفاظى بعهود بالهبل لم تصنها..
وإلام الحكم الفاشى والدوله المدنيه لديا..
...
هل رأت مصر مشاكل.. مشاكل مثلنا..
كم بنينا من مؤامراتٍ حولنا..
ومشينا فى طريقٍ خاطيءٍ..
يثب الإخوان فيه قبلنا..
وعقدنا صفقه حلوه وجميله مع العسكر..
وعدونا.. فسبقنا خرطوشنا..
...
يا أيها الشعب العظيم..
كل شيءٍ بقضاء..
ما بأيدينا خلقنا تعساء..
ربما تجمعنا أقدارنا..
ذات يومٍ فى الميدان تانى بعد أن عز اللقاء..
فإذا نزلت الميدان دلوقت وبقيت مش فاهم فيه إيه اللى بيحصل بالظبط..
لا تقل شئنا..
فإن الإرشاد شاء..
فإن الإرشاد شاااااااااااااء....