فى الذكرى الأولى للكاتب جلال عامر رحل الساخر وبقيت المسخرة

بقلم - محمد صفاء الدين




جلال
عامر قيمة كبيرة لن تتعوض في الالتزام واحترام مبادئه ومن المواقف التي
تثبت ذلك أنه حين طلبت منه إحدى الصحف الواسعة الانتشار ألا يكتب إلا فيها
مقابل مرتب كبير" 25 ألف جنيه " وكان يعنى هذا أن يتوقف عن الكتابة في
جريدة الأهالي رفض هذا العرض ولم يعرف أحدا عن هذا الموقف إلا المقربون منه
.



وُلد جلال عامر مع ثورة يوليو في 25 سبتمبر سنة 1952 تخرج في
الكلية الحربية واشترك في حرب 67 وكان أحد أبطال معركة رأس العش وكان أحد
ضباط حرب أكتوبر، قائدا لسرية في الفرقة 18 بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى،
شارك مع فرقته في تحرير مدينة القنطرة شرق.. درس القانون في كلية الحقوق
والفلسفة في كلية الآداب .



كتب القصة القصيرة والشعر وله أعمال منشورة يعمل كاتبا صحفيا
وتنشر مقالاته في عدة صحف ويُعد أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر ... ابتدع
مدرسة جديدة في فن الكتابة الساخرة تعتمد على التداعي الحر للأفكار
والتكثيف الشديد وطرح عددا كبير من الأفكار في المقال الواحد وربطها معا
بشكل غير قابل للتفكيك بحيث تصير المقالة وحدة واحدة شديدة التماسك على
الرغم من احتوائها على أفكار منفصلة عن بعضها، كما يتميز أسلوبه باحتوائه
على الكثير من التوريات الرائعة التي تشد انتباه القارئ وتجعله منتبها حتى
نهاية المقال كما أنها تفتح مداركه على حقائق ربما غابت عنه.



انضم لحزب التجمع منتصف الثمانينيات بعد أن ترك القوات
المسلحة برتبة عميد، وكان عضو لجنة محافظة حزب التجمع بالإسكندرية وعضو
اللجنة المركزية للحزب.



بدأ جلال عامر الكتابة الصحفية بجريدة " التجمع " والتى كانت
تصدر من لجنة المحافظة بالاسكندرية . ثم عمل بجريدة الاهالى بعد أن تم
إغلاق جريدة التجمع وفى نفس الوقت كان يكتب بجريدة القاهرة الصادرة عن
وزارة الثقافة المصرية ويرأس تحريرها الأستاذ صلاح عيسى، وله عامود يومى
مقروء على نطاق واسع بعنوان "تخاريف" في المصري اليوم، صدر له عن دار العين
كتاب"مصر على كف عفريت"، وله تحت الطبع كتاب"استقالة رئيس عربى" .



توفي جلال عامر فجر يوم 12 فبراير 2012م إثر إصابته بأزمة
قلبية أثناء مشاركته في مسيرة ضد حكم العسكر في رأس التين، عندما شاهد
مجموعة من البلطجية يهاجمون المتظاهرين، فسقط وهو يردد عبارة «المصريين
بيموتوا بعض» .



وبهذا توفي الساخر جلال عامر وبقيت المسخرة التي تعيش فيها مصر رحل عن عالمنا المبدع وبقيت أعماله العظيمة التي مازالت تضحكنا .



وفيما يلي بعض أقوال الكاتب الساخر جلال عامر



-الكلام رخيص وإن غلا والفعل غال وإن رخص .

-هل تخلص الشعب من النظام أم أن النظام يتخلص من الشعب ؟

-تحولت الفترة الانتقالية إلى فترة انتقامية.

-فى بلادنا السياسة تحمى تجاوزات الأمن والأمن يحمى تجاوزات السياسة، لنحصل على المواطن «الساندوتش» المحصور بين السياسة والأمن.

-هل ما نعيشه هو انفلات «أمنى» أم انفلات «أمن»؟ فإذا كان «انفلات أمنى» أدينا بننسرق، وإن كان «انفلات أمن» أدينا بننقتل..

-المشكلة ليست فى أنه لا يوجد حل ولكن المشكلة أنه لا أحد يريد الحل.

-المفروض أن نحصل على دستور «توافقى» ورئيس «على الكيف» وليس رئيس «توافقى» ودستور «على الكيف» !

-اليوم كان من المفترض أن يكمل «خالد سعيد» عامه الثلاثين
لولا «المخبرين»، وأن تكمل الثورة عامها الأول لولا «المتربصين»، وكلاهما
تم تشويه وجهه .

- نزعت الخوف من نفوس الشعوب وزرعته فى قلوب الحكام.

-قامت الثورة ضد «محمد حسنى» لكنها أطاحت بـ«محمد البرادعى».

- لم ينجح الذين يريدون «تغيير النظام» ولكن نجح الذين يريدون «تغيير الهوية».

- تغيرت قوائم الشهداء إلى قوائم مرشحين، وأثبتت أن الضرب بالرصاص المطاطى لكن الانتخاب بالحبر الفسفورى.

- أعادت إلى الذاكرة المثل القائل (واحد يعكر والتانى يصطاد).

- رحل «سرور» الذى كان يحصل على (400) صوت وجاء «الكتاتنى» الذى حصل على (399) صوتا بفارق صوت واحد يقال إنه صوت العقل.

- حولت منافقى مبارك إلى منافقين للثورة.

-أثبتت أن الثورات يمكن أن يقوم بها ثائر واحد وسبعة ملايين زعيم.

- طالبتهم برفع قيمة «الإنسان» فرفعوا سعر «الأنبوبة».

- طالبت بإقامة دولة «القانون» فأقاموا دولة «الاستفتاء».. فأنتجت خيام الميدان خيام الصحراء.

- «كولومبوس» أعاد اكتشاف «أمريكا» و«أمريكا» أعادت اكتشاف الإخوان وتحالف «الإخوان المسلمين» مع «الإخوان الرأسماليين».

-قالت إن فلانا «حمى» الثورة لكنها لم تحدد اسم «حماتها».

-نقلت خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى إلى تذكرة الانتخابات.

-أثبتت الثورة أن «الإجهاض» يمكن أن يكون بعد الشهر التاسع.

- سوف يتوقف التاريخ طويلا أمام هذه الفترة للبحث عن «عسكرى
مرور» فإذا كانت الأحداث عند لاظوغلى فلماذا يختفى العسكرى من ميادين
أسوان؟

- بعد أن حصل على «الليسانس» بدأ فى «تحضير» الماجستير وبعد أن حصل على «الماجستير» بدأ فى «تحضير» الشاى للزبائن.

-عندنا فى مصر استبدال «صمام القلب» أسهل من استبدال «النظام»، فالأولى تحتاج إلى «مجدى يعقوب» والثانية تحتاج إلى «صبر أيوب»..!

-انتشرت جدا درجة «الدكتوراة» المضروبة.. فى الأسواق «دكتوراة» صينى لكل المقاسات.. بعد عام واحد من استعمالها تتحول إلى «إعدادية».

- سوف نعبر هذه المحنة عندما نعرف أن الضابط ليس «قابيل» والثائر ليس «هابيل»!

- أعظم ما تعلمته من نظام الرئيس مبارك هو كيف ينهزم وطن دون أن يحارب وكيف يتحلل مجتمع دون أن يموت.

- ابنى يعيش فترة المراهقة وبدأ يشاهد الأغانى الخليعة والصور الإباحية وجلسات مجلس الشعب.

- نحن ديمقراطيون جدا…تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء فى السياسة والاقتصاد وتنتهى بتبادل الآراء فى الأم والأب.

- إذا أردت أن تضيع شعبا اشغله بغياب الأنبوبة وغياب البنزين، ثم غيِّب عقله واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة.

- ليس المطلوب هو رفع «ثمن» الشهيد كما يريد النواب ولكن رفع «قيمة» الشهيد كما يريد الثوار.

- لا تبحث عن النكد ... اطمئن هو يعرف عنوانك.

- المجتمع لا يهمه الجائع إلا إذا كان ناخبا ولا يهمه العارى إلا إذا كانت امرأة.

- المضحكات السبع، الاستقرار والتنمية والرخاء والأمن والشفافية والديمقراطية (فاضل واحد لما أفتكره هاتصل بيك).

- لا يوجد مدرس يتظاهر من أجل تطوير التعليم، ولا يوجد طبيب
يعتصم من أجل تحسين العلاج، وإذا لم نهتم بالبناء الاجتماعى والاقتصادى
فسوف يظل البناء السياسى آيلا للسقوط .

- ليس ضروريا أن من يدافع عن الفقراء يجب أن يكون حافيا أو
تجتمع الجمعية العمومية للذباب على وجهه، وقد كان «أحمد شوقى» الثرى يصف
الفقر أفضل من «حافظ إبراهيم» الفقير .

- الحصار لا يهزم الشعوب.. منذ أربعين عاما أمريكا تحاصر كوبا والمجارى تحاصر مصر