الفعل يسحل.. هل تلك رياضة؟
بقلم/حسن المستكاوي
•• على أنغام السياسة والتظاهر وأحيانا على ألوان قنابل النار
التى تعرف باسم كوكتيل مولوتوف نسبة إلى السياسى الروسى ياتشيسلاف
ميخائيلوفيتش مولوتوف.. تمضى الحياة فى مصر. فتقام مباريات الدورى الممتاز،
وتفتح المعارض والمتاحف أبوابها وتستقبل زوارها، وتحتشد المقاهى بروادها
الراغبين فى نسيان شريط الحياة اليومى، وتعرض صالات السينما أفلامها
القليلة، حتى أصبحنا فى كم الإنتاج لا نقارن بسينما بولييود الهندية ولا
سينما نولييود النيجيرية. •• على أنغام السياسة يغنى الجميع. فالمانشيت الرئيسى لملحق صحيفة أخبار
اليوم الصادر أمس استخدم فعلا رياضيا جديدا، وهو الفعل يسحل، فكان
العنوان: «الشرطة تتوعد الزمالك بالسحل».. وهو استخدام فيها افتعال للأسف،
واستغلال لحادث مؤسف أثار مصر كلها وأصابها بالقهر والمهانة. لكنه ليس فعلا
رياضيا من الأفعال الجميلة التى تتحدث عن الإنجاز، والإبداع، والتفوق،
القدرة البشرية، والارقام القياسية. ولا أظن ابدا أن الفعل سحل يستحق أن
يدخل الساحة الرياضية، فيكفينا ما فيها من أفعال أهدرت فيها قيم البطولة،
وعززت التعصب، بطريقة الفعل يمحق، ويسحق ويكتسح.
•• فى النصف الثانى من مانشيت أخبار اليوم استخدم فعلا قديما، فى سياق
العنوان التالى: «والأهلى يسعى لعبور وادى دجلة».. وكان ذلك الفعل، عبر
ويعبر، استخدم لأول مرة فى مطلع السبعينيات من القرن الماضى البعيد.
إنها مبالغات الصحافة عموما، والصحافة الرياضية خصوصا، ونحن منها، ومثل
الجميع. كتبنا، وبالغنا، واستخدمنا بعض الأفعال. لكن بقى فى عقلنا القيم
الرياضية، وعدم استهلاك الأحداث والمعانى، من نوع مثلا مثلا: «شيكابالا
يسدد قنبلة مولوتوف تحرق أصابع حارس الغزل.. قلت مثلا؟!».. او عماد متعب
يقود مظاهرة حمراء على أبواب مرمى الاتحاد.. (وهنا يكون فى بطن الشاعر
المعنى العميق والإسقاط المكشوف، بأن الاتحاد فيه شىء من الاتحادية)..!
•• عاد الدورى. وكل أسبوع يمضى منه هو أمر يستحق الحمد والشكر، فمن يدرى
ماذا عن الاسبوع التالى.. وسوف أكرر دائما أن الدورى عندى يكون عاد
بعافية، حين ينتهى بسلام. إلا أن أهم ملاحظات العودة أن فريق الاتحاد
السكندرى كان مدهشا فى أوزان لاعبيه. وإذا كان الكابتن أحمد سارى يجد فى
الفريق خطأ لا يراه. فنحن نراه ونخبره به. الوزن الزائد. ومع أن الوقت ما
زال مبكرا للحديث عن الصعود وعن الهبوط. إلا أنه بعد ثلاثة أسابيع أخرى قد
تتضح الصورة. وإذا اتضحت، فهو أمر مرفوض عودة الحديث عن إلغاء الهبوط. بقدر
ما نرفض سلوك الذين قد يفرضون إلغاء الهبوط بإفساد المسابقة. ففى العامين
الماضيين أصبحت الفوضى سلاحا جهنميا يفسد كل شىء.. حتى الحياة؟!