عن أبوتريكة
بقلم - حسن المستكاوى
●● شيئان كانا حديث الساعة والدقيقة فى 48 ساعة. الأول هو موضوع أبوتريكة، والثانى هو ملعب الفرق المصرية.
●● نفى أبوتريكة ما تردد بشأن تطاوله على الجيش. (هكذا كانت معظم العناوين والحكايات). وقال أبوتريكة فى نفيه إنه يحترم كل مؤسسات الدولة. وأن واقعة إهانته للجيش كاذبة. وقد تعرض نجم الأهلى والمنتخب لحملة عنيفة من الهجوم وتنوعت مطالب المهاجمين، ما بين نفيه، وإقصائه، واستبعاده، وشطبه، وحذفه، وعزله. وكل هذا كان بعد أن نفى أبوتريكة الواقعة..
●● لا أحد يعرف الأن الحقيقة بالضبط.. لو كان أبوتريكة فقد أعصابه بصورة أو بأخرى مع أحد أفراد القوات المسلحة لكان عليه الاعتذار بدلا من النفى. والتجاوز فى حق فرد من القوات المسلحة يؤدى عمله لا يجوز من أبوتريكة أو من غيره مادام هذا الفرد لم يتجاوز بدوره فى حق مواطن. وللأسف هناك فرضية تمنح نجوم المجتمع حق التجاوز ضد السلطة لمجرد أنهم نجوم، والحكايات كثيرة.. المهم أن سر الغضب الشديد هو أن الجيش من وجهة نظر الأغلبية يقوم بعمل وطنى ويحمى إرادة الشعب المصرى (كتبت هنا فى «الشروق» عن العقيدة الوطنية للجيش المصرى فى عز نداءات موجهة بسقوط حكم العسكر دون النظر إلى تأثير هذا السقوط على الدولة المصرية)، وهذه وجهة نظر يمكن أن يراها أبوتريكة وغيره مغايرة لوجهة نظره. وهذا حقنا وهذا أيضا حقه بدون أن يتطاول أحدنا على الآخر.
●● أعرف عن أبوتريكة أنه ذكى. وأعرف عنه الانتماء للإخوان. وهذا حقه السياسى والإنسانى. ومن يرغب فى محاسبة أبوتريكة فعليه أن يحاسبه على أدائه ودوره وقيمة هذا الدور فى الملعب دون خلط برؤية الناقد الشخصية السياسية. فمن يكره الإخوان ويرفض أداءهم السياسى وعنف بعضهم لا يجوز له رفض لاعب موهوب لمجرد أنه يؤمن بأفكار الإخوان المسلمين. ثم لا تنسوا أنه نفى القصة كلها.. وتظل الحقيقة مدفونة داخل هذا النفى وأمثاله.
●● الشىء الآخر هو الملعب الذى ستقام عليه مباراة مصر مع غينيا فى تصفيات المونديال ومباراتى الأهلى والزمالك فى البطولة الأفريقية. فللمرة الألف تدور دائرة السؤال: أين نلعب؟ فى برج العرب أم فى الجونة؟ فى مصر أم خارجها؟ لا يمل المتسائلون من تكرار السؤال قبل كل مباراة. ففى صفحة الرياضة بالأهرام تجد هذه العناوين: ألأهلى والزمالك فى الطريق إلى الجونة.. أمن الإسكندرية يرفض والكاف ينتظر وأين تقام مباراة مصر وغينيا.. مدير أمن البحر الأحمر: لم نخطر باستضافة المباراتين. الجبلاية (اختصار اتحاد الكرة ) تؤكد أن المنتخب لن يلعب خارج الحدود.
●● أليس هذا تهريجا؟ ألا يمكن حسم موضوع الملعب وفقا للظروف التى تمر بها البلاد لفترة محددة؟ هل من المعقول أن يطرح هذا النقاش قبل كل مباراة، ويطرح نفس السؤال: اين نلعب وعلى أى ملعب؟ ألا تملون من تكرار الأمر أم أنكم لا تجدون شيئا تفعلونه؟!
●● السؤال للجميع.. ولن تكون هناك إجابة؟