جيش عظيم غصب عنك
بقلم - محمد فتحى
نعم هو جيش عظيم غصب عنك.
جيش يتعلم من أخطائه التى يقع فيها فيحوّل الهزيمة إلى نصر، ويطهر نفسه ذاتياً من أى قيادات فاسدة، أو يتعداها لتصير تاريخاً يُعرف منه كيف يخطط للمستقبل.
نعم هو جيش عظيم غصب عنك، وحين كنا نختلف مع مجلسه العسكرى ولواءاته، لم تطاوعنا ألسنتنا على شتيمة جيشنا، والتشكيك فى وطنيته، وإطلاق شائعات حول وجود انقسامات داخله، لأن سقوط هذا الجيش هو سقوطنا جميعاً، وبديله مرعب، لكنك أعمى القلب والبصيرة وتريد اتباع مبدأ: فيها لاخفيها، وصدقنى لا ستكون فيها، ولا هتخفيها، والأيام أكبر دليل.
نعم هو جيش عظيم غصب عنك.. حتى لو أخطأ بعض أفراده، وحتى لو كنا نهتف ضدهم أو حتى سنهتف لو فعلوا ما يستوجب ذلك مجدداً، فلا ننكر أن الجندى المصرى خير أجناد الأرض، وهى المقولة التى كانت حديثاً شريفاً حين كنت تستخدمها وأنت على وفاق معه، وتعتبره داعماً لك، ثم حوّلتها إلى حديث ضعيف حين اختلفت معه، وهتفت ضده. نعم هو جيش عظيم غصب عنك.. جيش عقيدته القتالية التى لم تتغير أن العدو الأول هو إسرائيل، وأنه مهما طال الزمن سيبقون أعداءنا، مهما أجّلت السياسة والمعاهدات المواجهة القادمة. نعم هو جيش عظيم غصب عنك، وأشرف وأنبل وأعظم من هتافاتك البذيئة وأنت تسير فى مسيراتك لتصفه بأنه (جيش نوال)، وتشبه متحدثه العسكرى الذى تتوارى خجلاً خلف دراساته الحربية، وقيمته العسكرية فى العالم أجمع، بالنساء، وإذا قامت حرب فى تلك اللحظة فقيمة هذا الرجل الذى تسبه وتشتمه أهم منك ومن جماعتك ومن أكذوبة شرعيتك، صحيح أن أحمد على أخطأ بظهوره فى مناسبات اجتماعية تسبّبت له فى العديد من المشاكل، لكن أعرف جيداً قصة تسريب صوره بسبب شهوة أحد الزملاء ورغبته فى تصوير نفسه وكأنه مقرّب من الرجل ومن المؤسسة، كما أعرف أيضاً أن أحمد على لن يحضر مناسبة اجتماعية أو إعلامية أخرى ما بقى حياً. جيش مصر جيش عظيم غصب عنك، ورغبتنا فى أن يبتعد عن السياسة مازلنا نجددها، لكن نحفظ له العهد، والانحياز لإرادة الشعب فى ثورة وليس انقلاباً كما حاولت ترويج الأمر ليتأكد لك أن كلامك كله بلا قيمة، وأن الأمر الواقع أن الخونة سيحاكمون، وأن نموذج الرئيس الإمعة الرويبضة لن يحكم مصر ثانية.
جيش مصر جيش عظيم غصب عنكم جميعاً، ولن تنجح محاولات إفساد فرحة الاحتفال بالذكرى الأربعين لانتصارنا العسكرى الوحيد فى القرن العشرين فى حرب أكتوبر التى دعوتم فى احتفالات العام السابق القتلة والإرهابيين وردّ السجون للاحتفال بها، وحشدتم لها بتليفون كما تحشدون لها الآن. جيش مصر جيش عظيم غصب عنك، ووارد جداً أن نختلف مرة أخرى فى القريب العاجل أو المستقبل البعيد مع بعض قياداته، ووارد جداً أن ندخل فى صدام مع (أشخاص) به، أو نرفض (سياسات) معينة له فى الفترة الانتقالية، ووارد أيضاً أن يعود هتاف: «يسقط يسقط حكم العسكر»، لكننا نتوارى خجلاً واحتراماً وننحنى لجندى يحمل كفنه على إيده ويقف على الحدود، أو ضابط يعد نفسه للشهادة لأن خدمته جاءت فى العريش، وينتظر أن يفتح الإرهابيون الذين أخرجهم رئيسكم المعزول من السجون النار عليه، ونوجه تعظيم سلام لشهداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، ولن نكون أداة لهدم جيشنا مهما اختلفنا مع أى (شخص) فيه، ولن نهتف أبداً أبداً أبداً ضد جيش بلدنا..
يا سفلة.
كل عام والجندى المصرى المحترم، والشعب المصرى العظيم بألف خير.
ويبقى انتصار أكتوبر أكبر من قذارة كل من يريد تلويثه.