95 عامًا على ميلاد عبد الناصر.. رمز العدالة الاجتماعية في أعين البسطاءفي منطقة كوبري القبة، تدخل ابنته "الضريح" في تمام
العاشرة صباحًا، وسط العشرات من محبيه، الذين اعتادوا التجمع في كل ذكرى
ترتبط به، من مولده لوفاته وما بينهما من ذكريات وثورات.. ومع كل هتاف في
الميادين بـ "عيش – حرية – عدالة اجتماعية"، تجده حاضرًا بصورة يرفعها
المتظاهرون، اعتبروه رمزًا لعدالة اجتماعية افتقدوها على مر العهود. 95 عاما مرت ولم تنس "منى جمال عبد الناصر" زيارته، في صباح
يوم مولده من كل عام، وبصحبتها مجموعة من "الناصريين" اتخذوا من أفكاره
دربًا لهم. ما يقرب من 700 شخص من جميع الأحزاب الناصرية في مصر والوطن
العربي؛ ومن بينهم حمدين صباحي، يقدمون باقات الورد ويقرؤون الفاتحة على
قبر «الزعيم جمال عبد الناصر».
"عبد الناصر هو تجسيد لفكرة العدالة الاجتماعية في أعين
البسطاء الحالمين.. وتظل صورة عبد الناصر هي الأقرب لقلب المصريين"، هذا هو
عبد الناصر في نظر الناصري "محمد سليمان"، المتحدث الإعلامي باسم حزب
الكرامة الناصري، ونظر غيره من متبعي هذا الفكر، ويقول في حديثه لـ(بوابة
الشروق) في ذكرى الميلاد، أن عبد الناصر أيقظ في داخلنا فكرة "المقاومة
والكرامة المصرية والعربية.. لذا تجده حاضرًا في كل المواقف الوطنية".
«الشعب» فكرة آمن بها عبد الناصر، “كان كل خطابه السياسى
والاجتماعي موجهًا للشعب ومن أجله، آمن بحق الشعوب في الحياة، وأن الثورات
تكون من الشعوب"، ودلل متحدث "حزب الكرامة" على ذلك بأن ثورة يوليو وإن كان
قد بدأها الضباط الأحرار، ولكنها تحولت إلى ثورة شعبية بانضمام الشعب
إليها وانضمامه إلى الشعب، "وإن كنا طالبنا بإسقاط حكم العسكر.. فلم نقصد
العسكر وقت عهد ناصر وإنما العسكر الذي أتى بهم الاحتلال والمعاهدات
واتفاقيات السلام وبداية الانكسار".
أما الناصرية ابنة الناصري حتى النخاع، الذي حصد قرابة 5
ملايين صوت من أصوات المصريين في انتخابات الرئاسة الماضية «حمدين صباحي»،
كان أول كلامها عند الحديث عن ميلاد عبد الناصر "هو 15 يناير قرب أوي
كدة؟!".
قالت سلمى صباحي لـ(بوابة الشروق): "عبد الناصر هو رمز للثورة
والعدالة الاجتماعية ويكفيه أنه الرئيس الوحيد الذي شعر بما فيه الغلابة
وهم غالبية المصريين"، لم تجد سلمى تعقيباً على ما يردده البعض من تشويه
لعبد الناصر وما تعرض له الإخوان في عهده من قمع، وما إلى ذلك "لا أستطيع
أن أراه هكذا.. أنا أرى ناصر إنسانيًا وليس سياسيًا".
وأضافت سلمى: "5 ملايين صوت جمعهم المرشح الوحيد الذي حمل
"المشروع الناصري" بكل أفكاره ومبادئه علناً، دون خوف من أن يحدد لنفسه
توجهاً معيناً، وكاد أن ينافس على الرئاسة في الجولة الثانية إلا أن الحظ
لم يحالفه، "لا معنى له سوى أن الشعب بعماله وفلاحيه وبسطائه، رأوا في فكر
ناصر ما لم يجدوه في غيره، رأوا عدالة اجتماعية وأكثر حياة".
ما اجتمع عليه الناصريين جميعاً عما يردده تيار اليمين عن قمع
وديكتاتورية جمال عبد الناصر، لخصه "سليمان" في أن «التاريخ كان دائماً
منصفا لعبد الناصر، ولن تنجح محاولات التشويه أو إخفاء الحقائق عن الأجيال
القادمة؛ فالتاريخ أظهر كلا على حقيقته والإخوان بهذه الطريقة لن يطول
عهدهم».
بعد ما يقرب من قرن من الزمان على ميلاد الرئيس الراحل جمال
عبد الناصر، يؤكدها الناصريون أن "لو كان ناصر ديكتاتوريًا.. فهو أكثر
ديمقراطية من النظام الحالي، الذي نسي الشعب ولم يلتفت إلى من هم أولى وأحق
بالاهتمام من البسطاء والغلابة، والمصابين في الثورة وأهالي شهدائها".