Treikawymagoody :: مراقب سابق ::
المشاركات : 4146 العمر : 45 محل الاقامة : مصــــــــر بتشجع نادي إيه : الأهلــــــى لاعبك المفضل : أبو تريــكة تاريخ التسجيل : 14/07/2008 التقييم : 4 نقاط : 7711 ::: :
| موضوع: من منا سوف يموت اليوم يا صغيري ؟؟؟ 2008-08-26, 7:15 am | |
| من منا سوف يموت اليوم يا صغيري ؟؟؟
- هذا اليوم ؟؟ بماذا يختلف عن غيره من الأيام ؟؟ لا شيء. سأل نفسه هذا السؤال و هو يركب سيارته في هذا الصباح و يتجه إلى العمل فكل شيء كما هو، مشادة مع زوجته على أي شيء،عمل لا يحبه و لكنه يدر مال وفير، أصدقاء فرقتهم الأيام و المشاغل و أصبح لا يجدهم، حالة ممتدة من السخط ثم السخط ثم السخط رغم سنوات عمره الثلاثين ... وصلت السيارة إلى مقر العمل، و قبل أن ينزل منها، تأمل هذا الطفل الصغير الذي يجلس على الرصيف و هو يضع القليل من المناديل الورقية و يستعد لبيعها بينما يمسك بكراسه و يكتب بقلمه كلمات عديدة. تعود على رؤية هذا المنظر يومياً و منذ أكثر من أربعة اشهر، بل أنه في يوم ٍ ما و منذ ثلاثة اشهر تقريباً تقدم ناحية هذا الطفل الصغير و تعلل بأنه سوف يشتري علبة مناديل، فقد كان يريد أن يعرف ماذا يفعل طفل مثله بالكراسة و القلم ؟؟، و رآه يكتب عدة كلمات و يعيدها مراراً و تكراراً لدرجة أنه أثار رغبته في أن يفهم ماذا يكتب هذا الطفل، فتقدم منه و سأله عما يفعله، و لا يعرف لم شعر الصغير بالخوف منه ؟؟ و لم قام باحتضان كراسته و قلمه بقوة ؟؟ و كأنه يخشى عليهم أكثر مما يخشى على نفسه ... لم يتضايق ... فهو طفل صغير لم يبلغ الثامنة بعد، و بعد أن طمأنه إلى أنه فقط يريد أن يفهم ماذا يحدث ؟؟ أخبره الصغير بأن شقيقه الأكبر قد حصل على قسط بسيط من التعليم و أنه يتعلم منه بعض الكلمات البسيطة، و أخبره أنه يعشق القراءة و الكتابة و لكن فقر أسرته و وفاة والده جعله لا يحقق حلم الدراسة فحاول تحقيق حلم التعليم. منذ هذا اللقاء أصبح يحرص على الاطمئنان على أحوال الصغير بشكل يومي و ارتبط به جداً ، و ذات يوم قام بشراء كراسة و عدة أقلام ملونة و أعطاهم له و كتب له عدة كلمات و طلب منه أن يتعلمها و رأى شيئاً غريباً.!!ً فقد حرص الصغير على أن يكتب كلمة " يا رب " في مقدمة كل الصفحات، و قبل أن يبدأ في كتابة أي شيء. كان يرى في الصغير نقاء النفس رغم ملابسه الرثة، والعزيمة رغم صغر سنه، و الرضا بكل شيء رغم فقره و جلوسه طيلة النهار على الرصيف من أجل بضعة جنيهات قليلة.. كان يرى فيه ما يفتقده في نفسه ...!!! و أيضاً كان يرى فيه ابناً لم يشأ الله أن يرزقه به بعد رغم زواجه منذ عدة سنوات. أفاق من تأمله و نزل من السيارة و أتجه صوب الصغير و أعطاه كراسة جديدة و عدة أقلام و رأى فرحة كبيرة في عينيه و كالعادة قام بشراء علبة مناديل، ثم صعد إلى مكتبه و بدأ في ممارسة عمله و كل شيء كالمعتاد بداية من رسائل البريد التي ستصله الآن إلى دفتر المواعيد إلى لوم أصدقائه في العمل على التأخير أو أي شيء، و نصائحهم له بأن الحياة معركة و أن عليه أن يكون أكثر شراسة في هذه الغابة البشرية. مرت ساعة كاملة و المكتب في حالة تأهب فبعد قليل سوف يأتي وفد أجنبي هام، و كل شيء على أهبة الاستعداد و فجأة ....!!! سمع صوت ارتطام و صرير عجلات سيارة و صراخ و هرج و مرج 000و لا يعرف ما الذي جعله ينتفض من مقعده و يجرى ناحية الشباك و شاهد الصغير ... و لكنه لم يكن ممسكاً بكراسته و أقلامه بل كان غارقاً في دمائه ..!!! نزل من عمله كالمجنون و هو يسابق خطواته و ذهب صوب الصغير و حمله بين ذراعيه و عرف أن سيارة ضالة قد صدمته و هو يعبر الشارع، لم يشعر بأنه يحمل طفل لم يبلغ الثامنة من عمره بعد، بل شعر بأنه يحمل بين ذراعيه قطعة من أرض مصر الطيبة، يحمل حلم النقاء و الرضا و الأمل .اتجه به نحو السيارة و توجه فورا إلى المستشفى، و سرعان ما بدأ العمل من أجل إنقاذ هذه القطعة الطيبة من أرض مصر. لحظات و وجد الأطباء يُحضرون له الكراسة و يقولون أنهم وجدوها بداخل ملابس الطفل، لم يصدق نفسه و تساءل، لهذه الدرجة كان الصغير يرى في هذه الوريقات البسيطة حلم و كان يحرص عليه ؟؟؟ لهذه الدرجة كان الصغير يحقق سعادته من وراء كلمات بسيطة على هذا الورق ؟؟؟ لهذه الدرجة كان يرفض أن يترك حلمه و يبتعد عنه ؟؟؟ فتح الكراسة و وجد كلمة " يارب " مكتوبة بخط الصغير الطفولي على كل الصفحات، و تحوطها كمية كبيرة من الدماء. لم يبك في حياته كلها مثلما بكى في هذه اللحظة ..!!! بل أنه سقط على الأرض و هو يبكي و يقبض على الكراسة بقوة، و مرت عدة ساعات و الأطباء يحاولون و دموعه تتوقف ثم تهاجمه من جديد، و رأى طبيب يجري نحو غرفة الإنعاش فسأله عن الحالة فأخبره أن الطفل في حال سيء و أنه قد يموت ؟؟ " من منا سوف يموت اليوم يا صغيري ؟؟؟ " هكذا سأل نفسه هذا السؤال، فبعض الأنفاس حين تتوقف لا تعني موت أصحابها و لكنها قد تعني موت الآخرين، فهناك موت بمعنى الحياة و هناك حياة لا تعني سوى الموت . ماذا يفعل ؟؟ دار حول نفسه، و تملكه يأس شديد و شعور بالعجز .. و فجأة وجد كلمة " يا رب " الموجودة على الكراسة تتجسد أمامه، و تنبه إلى ما يجب أن يفعله، لقد دله هذا الصغير على الطريق الصحيح، و في هذه اللحظة جاءه صوت آذان الظهر، و رأى أقدامه تتجه نحو الجامع الصغير الموجود بجوار المستشفي و بدأ الصلاة مع المصلين، و كل حياته من سخط و غضب و صراع و مال كانت تمر بخاطره بين الركعة و الأخرى، و عند الركعة الأخيرة انهمرت دموعه بغزارة، لدرجة أن المصلين قد قاموا بينما ظل هو لا يقوى على القيام، و وسط دموعه، كان يدعو للصغير و لنفسه و لكل من أصابه ظلم أو قهر أو مرض أو زادت آثامه أو ضل عن طريقه .. لم يتجه إلى الله بهذا الصدق و الخشوع من قبل ..لدرجة أنه تصور أن لسانه قد توقف بينما قلبه هو الذي يتحدث. عاد إلى المستشفي بعد حوالي ساعة قضاها في الجامع بين الصلاة و الدعاء و قراءة القرآن و تشبث بالكراسة و كأنه يستمد منها القوة و اتجه إلى الطبيب و كلمة " يا رب " تتردد بداخله و جاءت الكلمات لتخبره .. أن الأمور تتحسن و أن الطفل سوف ينجو بمشيئة الله تعالى. لم يشعر بنصر في حياته كلها مثلما شعر به الآن، لم يشعر بطعم الفرح و الرضا و الهدوء النفسي مثلما شعر به في هذه اللحظة، كان يشعر أن الله بجواره، و لأول مرة يشعر بأنه قد تطهر من كل آثامه و خطاياه، بكى بقوة و كأنه بدموعه يريد أن يغسل روحه، و كأنه بدموعه يريد أن يستعيد نفسه من جديد. لمح صديقه في العمل يقترب منه و على وجهه كل إمارات الغضب و هو يخبره بأنه قد ذاق الويل من أجل الوصول إلى المستشفي و أخبره أن الوفد الأجنبي قد جاء و رحل و هو غاضب جداً لأنه لم يجده. لم يسمع كلمات صديقه و اتجه إلى نافذة المستشفى و نظر للخارج، صوب الجامع الصغير و وجد أنه كان مخطئ حينما تصور أن هذا اليوم لا يختلف عن بقية الأيام، بل أنه يختلف و بقوة ... بل أنه أهم أيام عمره ...
تمـــــــت _____________________________________________ منقووووووووووووووووووووووووووووووول
|
|
سارة :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 2341 العمر : 34 محل الاقامة : فلسطين الوظيفة : طالبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة بتشجع نادي إيه : النادي الاهلي لاعبك المفضل : محمد ابو تريكة تاريخ التسجيل : 09/12/2007 التقييم : 0 نقاط : 6568 ::: :
| موضوع: رد: من منا سوف يموت اليوم يا صغيري ؟؟؟ 2008-08-28, 10:36 am | |
| سبحان الله انك لا تهدي من احببت و لكن الله يهدي من يشاء يسلمووووووووووووووووووووووووو مجدي على القصة الرااااااااااااااااااائعة |
|
Treikawymagoody :: مراقب سابق ::
المشاركات : 4146 العمر : 45 محل الاقامة : مصــــــــر بتشجع نادي إيه : الأهلــــــى لاعبك المفضل : أبو تريــكة تاريخ التسجيل : 14/07/2008 التقييم : 4 نقاط : 7711 ::: :
| موضوع: رد: من منا سوف يموت اليوم يا صغيري ؟؟؟ 2008-08-28, 10:53 am | |
| يسلمووووووووو سارة على المرور بجد انتى حساسة ومتفاعلة قوى مع القصص |
|