عامُ مضى
****

لازال حبك في فؤادي مثلُ نقشٍ في حجر
مازلت أغفو..إن رأيتك في خيالي مثل أطيافِ القمر
مازلتُ أجرى نحوَ صوتُكَ إن تردد في السَحَر
لِمَ قد رحلتَ وأنت لي كلَ العُمُر..!
وغدوتَ حُلماً غاب عنى؛واندثر..
عامٌ مضى...
رغم ابتعادُكَ يا أخي..في الروح أنت بلا انتهاء
في كل ليلٍ يا أخي في القلب وجهُكَ كالضياء
مازلت تسرى في كياني كل صبحٍ ومساء
في كل شئٍ يا أخي ألقاك حياً..لم يبددك الفناء..!
لِمَ لا تَعُدْ..؟ فلقد خنقت العين من طول البكاء
عامٌ مضى...
قل لي بربك..هل تعود لكي تشاركني السَهَر
فلقد أضعت العمر..كل العمر..أبحثُ عن أثر
وبحثتُ في كل المدائنِ والديار..وكل وجهٍ من بشر
حتى المفارق في الشوارع والدروب..حتى الحُفَر
وسألت نفسي حائراً..ماذا جرى..؟ طال السفر
عامٌ مضى...
حدثتُ نفسي :هل سيرجع ذلك البدر الجميل
ويشِعُ نوراً في الضلوع؛ويشفىَ القلبُ العليل
ونطوفُ فردوس الهوى وندمرُ القهرَ الثقيل..؟!
حدثتُ نفسي بعدما طال الرحيل..
أدركتُ أنك قد رحلت..أما رجوعك..مستحيل
عامٌ مضى...
وأمام قبرُكَ جئتُ مكسورَ الجبين
ونثرتُ فوق القبر زهر الياسَمين
فاهتزَ شوقي في فؤادي والحنين
وانسابت الدمعاتُ من عيني..
وفوق الأرض راحت تستكين
فذكرتُ يوم فراقنا في ساعةِ الأمسِ الحزين
عامٌ مضى...
ومضيتُ في دربي وحيداً..قد عرفتُ الانكسار
أدركت أنك دائماً ستظل في ذاكَ المزار
قدرٌ بأن أبقى وقلبي دون وجهُكَ..في احتضار
قدرٌ بأن أحيا وحيداً فيكِ يا دنيا المرار
قدرٌ...ومن في الكون يوماً..واجه الأقدار...؟!
____________________
منقووووووووووووول
صاحب القصيدة اسمه : محمد حسن ابراهيم