انس بن مالك
حياته مع الرسول
يقول أنس --: «أخذت أمي بيدي وانطلقت بي إلى رسول الله -- فقالت: «يا رسول الله إنه لم يبقَ رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفتك بتحفة، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك». فخدمت رسول الله -- عشر سنين، فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، فكان أول ما أوصاني به أن قال: «يا بني اكتم سري تك مؤمنا» فكانت أمي وأزواج النبي -- يسألنني عن سر رسول الله -- فلا أخبرهم به، وما أنا مخبر بسرِ رسول الله -- أحداً أبدا» ضعيف جدًا .
بعد وفاة الرسول
[size=24]كان قد استعمله أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ما على عمالة البحرين وشكراه في ذلك، وقد انتقل بعد النبي فسكن البصرة، وقد ناله أذى من جهة الحجاج، وذلك في فتنة ابن الأشعث، توهم الحجاج منه أنه له مداخلة في الأمر، وأنه أفتى فيه، فختمه الحجاج في عنقه، الذي يعرف باسم عنق الحجاج، وقد شكاه أنس إلى عبد الملك بن مروان، فكتب إلى الحجاج يعنفه، ففزع الحجاج من ذلك وصالح أنساً
خرج أنس مع النبي إلى بدر وهو غلام يخدمه ، وقد سأل اسحاق بن عثمان موسى بن أنس
كم غزا رسول الله ؟)قال
سبع وعشرون غزوة ، ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر ، وتسع عشرة يغيب فيها الأيام )فقال
كم غزا أنس بن مالك ؟)قال
ثمان غزوات )
الحديث عن الرسول[size=24]كان أنس -- قليل الحديث عن الرسول ، فكان إذا حدّث يقول حين يفرغ : أو كما قال رسول الله ، وقد حدّث مرة بحديثٍ عن رسول الله فقال رجلٍ
أنت سمعته من رسول الله ؟)فغضب غضباً شديداً وقال
والله ما كلُّ ما نحدِّثكم سمعناه من رسول الله ، ولكن كان يحدِّث بعضنا بعضاً ، ولا نتّهِمُ بعضنا
الرمي
كان أنس بن مالك أحد الرماة المصيبين ، ويأمر ولده أن يرموا بين يديه ، وربّما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته
عِلْمه[size=24]لمّا مات أنس -- قال مؤرق العجلي
ذهب اليوم نصف العِلْم )فقيل له
وكيف ذاك يا أبا المُغيرة ؟)قال
كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله قلنا له : تعالَ إلى مَنْ سمعَهُ منه )يعني أنس بن مالك
قال أنس بن مالك لبنيه
يا بنيَّ قَيّدوا العلمَ بالكتاب
[size=24]فضله
دخل ثابـت البُنَاني على أنس بن مالك -رضي اللـه عنه- فقال
رأتْ عيْناك رسـول اللـه ؟!)فقال
نعم )فقبّلهما ثم قال
فمشت رجلاك في حوائج رسـول اللـه ؟!)فقال
نعم )فقبّلهما ثم قال
فصببتَ الماء بيديك ؟!)قال
نعم )فقبّلهما ثم قال له أنس
يا ثابت ، صببتُ الماءَ بيدي على رسول الله لوضوئه فقال لي
يا غلام أسْبِغِ الوضوءَ يزدْ في عمرك ، وأفشِ السلام تكثر حسناتك ، وأكثر من قراءة القرآن تجيءْ يوم القيامة معي كهاتين )، وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى
[size=24]
الصلاة
لقد قدم أنس بن مالك إلى دمشق في عهد معاوية ، والوليد بن عبد الملك حين أستخلف سنة ست وثمانين ، وفي أحد الأيام دخل الزهري عليه في دمشق وهو وحده ، فوجده يبكي فقال له
ما يبكيك ؟)فقال
ما أعرف شيئاً مما أدركنا إلا هذه الصلاة ).
وفاته[size=24]وأختلف في سنة وفاته فقيل توفي سنة تسعين للهجرة وقيل أثنتين وتسعين أو ثلاث وتسعين للهجرة. وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، وكان موته بقصره بالطف، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي