سيكون عشاق النادي الأهلي وجمهوره بصفة خاصة والجمهور المصري بصفة عامة
على موعد مع حدث هام وتاريخي عندما يستضيف نادي القرن فريق القطن
الكاميروني في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا في تمام الساعة الثامنة مساء
بتوقيت القاهرة يوم الأحد.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الفريقان، بالإضافة
إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها فريق القطن إلى المباراة
النهائية للبطولة الأقوى في إفريقيا على مستوى الأندية.
ويسعى الأهلي إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق بالفوز باللقب الرابع
خلال 8 سنوات بالإضافة إلى الانفراد بعدد مرات الفوز الذي يتقاسمه حاليا
مع الزمالك برصيد خمسة ألقاب.
ويضع الأهلي التأهل إلى كأس العالم في اليابان للمرة الثالثة
خلال أربعة أعوام وهو إنجاز لا يضاهيه فيه أي فريق على الرغم من أنه يحمل
الرقم القياسي حاليا بتأهله مرتين متتاليتين عامي 2005 و2006.
ومن المتوقع أن يخوض لاعبو الأهلي المباراة بشيء من الرهبة والخوف
لما يحمله استاد القاهرة من ذكرى أليمة من نهائي الموسم الماضي بعدما تحول
حلم الاحتفاظ باللقب للعام الثالث على التوالي إلى سراب على يدي النجم
الساحلي بعد الهزيمة التاريخية بثلاثة أهداف لهدف.
فبعد التعادل سلبيا مع النجم على ملعب المنزه في ذهاب النهائي
لبطولة الموسم الماضي، ظن الجميع أن اللقب قد حسم بشكل كبير لصالح الأهلي
الذي نجح في انتزاع اللقب في موسم 2006 من تونس.
لكن الصدمة كانت مريرة ولم يتوقع أعتد الخبراء والمحللين الرياضيين سقوط الأهلي وفوز النجم بالبطولة للمرة الأولى في تاريخه.
ويدرك مدرب الأهلي مانويل جوزيه "صائد البطولات" هذا جيدا، ولذلك
فقد حذر البرتغالي لاعبيه جيدا بعدم الالتفات إلى الضغط العصبي الكبير
الذي ستتسبب فيه عشاق وجماهير الأهلي "دون قصد".
ودلل على هذا ما صرح به جوزيه مرارا وتكرارا بأن فريقه يقدم أداء
أفضل خارج ملعبه بسبب هذا الضغط العصبي على الرغم من الرهبة الكبيرة التي
تنتاب أغلب الفرق الأفريقية من مشهد استاد القاهرة وهو ممتلىء بالجماهير
الحمراء.
ويهدف وصيف البطولة الموسم الماضي لتحقيق أقصى نتيجة إيجابية "نظيفة" في القاهرة وعدم تلقي أية أهداف لتصعيب الأمور على القطن.
وتأهل الأهلي إلى المباراة النهائية ولم يتلقى سوى خسارة وحيدة خارج أرضه
في كامل مشواره في البطولة أمام فريق بلاتينوم ستارز 2-1 في جنوب أفريقيا
في دور الـ16.
وبعد تأهله إلى دور المجموعات سار الأهلي على نفس درب الذي سلكه
في عام 2005. ففي كلا البطولتين لم يخسر الأهلي أيا من مبارياته الست في
دور المجموعات سواء داخل أو خارج أرضه ليتأهل إلى نصف النهائي متصدرا
لمجموعته.
ونجح الأهلي - الذي توج ببطولتين أفريقيتين قبل تأسيس نادي القطن
- في طريقه إلى نهائي البطولة الحالية في إقصاء فريق أنيمبا بملعبه العجيب
الذي لا يصلح إلا أن يكون حقلا للبطاطا.
ويعول جوزيه على قدرة لاعبه نجمه المفضل محمد أبو تريكة - المرشح
لجائزة أفضل لاعب أفريقي - على هز شباك المنافسين بمهارة فائقة بالإضافة
إلى إحرازه أهدافا حاسمة مع كل من الأهلي والمنتخب المصري.
وبالنسبة للخصم، فقد تأهل القطن إلى الدور نصف النهائي بعد تصدره لمجوعته التي ضمت كلا من مازيمبي والهلال السوداني وأنيمبا.
وعلى غير المعتاد، عندما ننظر إلى النتائج التي حققها القطن في
دور المجموعات، نجد أنه لم ينجح في تحقيق الفوز في أي من المباريات التي
خاضها خارج ملعبه بدءا من خسارته أمام أنيمبا في نيجريا 2-0 ومرورا
بتعادله مع الهلال في السودان 1-1، وانتهاء بخسارة أخرى أمام مازيمبي 2-0.
ولكن على الجانب الآخر فإن فوزه بجميع مبارياته على ملعبه يعد العامل الرئيسي في وصوله إلى المباراة النهائية.
ولذلك، ستكون فرص الأهلي كبيرة في تحقيق فوز عريض على فريق تلقت
شباكه 5 أهداف في ثلاث مباريات خارج معلبه من ضمنها فرق متوسطة المستوى.
ويدرك لاعبو الأهلي هذا الأمر جيدا ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن
نرى مباراة هجومية ومفتوحة بالشكل الكامل من قبل أصحاب الأرض مثلما حدث في
ذكرى النجم الأليمة وما سببته الهجمات المرتدة السريعة.
وفي هذه الحالة سيلجأ الأهلي إلى خبرته الأفريقية التي لا يستهان
بها، ومن المؤكد أن الأهلي ولاعبيه لديهم الوعي والخبرة والمقدرة الكافية
للتعامل مع هذه المباراة خاصة إذا وضعنا في الاعتبار درس النجم الساحلي.
من يللا كورة