تريكة دوت كوم
الرسالة دي ظهرت لانك مش مسجل دخولك ... لو كنت عضو معانا اضغط دخول .. ولو لسة ماشتركتش اضغط تسجيل وهاتشترك معانا في خطوتين بس .. ولو مش حابب تشارك معانا اضغط اخفاء واستمتع بزيارتك .. واسفين لازعاجكـ .
تريكة دوت كوم
الرسالة دي ظهرت لانك مش مسجل دخولك ... لو كنت عضو معانا اضغط دخول .. ولو لسة ماشتركتش اضغط تسجيل وهاتشترك معانا في خطوتين بس .. ولو مش حابب تشارك معانا اضغط اخفاء واستمتع بزيارتك .. واسفين لازعاجكـ .
تريكة دوت كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تريكة دوت كوم
 
الفيديوالفيديو  أهداف ابو تريكهأهداف ابو تريكه  أحدث الصورأحدث الصور  خلفيات ابو تريكهخلفيات ابو تريكه  رئيسية الموقع  الرئيسيةالرئيسية  التسجيلالتسجيل  دردشة التريكاويه  راسلنا  دخولدخول  


شاطر | 
 

 شهادات ناجين من مجزرة جنين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
clever zoro
:: تريكاوي 100 100 ::

:: تريكاوي 100 100 ::
clever zoro

المشاركات : 888
العمر : 32
محل الاقامة : شمال اااااااااااااااااا
الوظيفة : طالب جامعي اااااااااااااا
الهوايات : مفيش غير النت ا ااااااااااا
بتشجع نادي إيه : الزمالك اااااااااااا
لاعبك المفضل : ااااااااااااااااااااااااا
تاريخ التسجيل : 22/08/2009
التقييم : -3
نقاط : 6476
::: : لم يحصل علي أوسمة

شهادات ناجين من مجزرة جنين Empty
مُساهمةموضوع: شهادات ناجين من مجزرة جنين   شهادات ناجين من مجزرة جنين Icon_minitime2009-12-03, 9:48 am

شهادات ناجين من مجزرة جنين

فلسطين - الجيل للصحافة

شهادات ناجين من مجزرة جنين Pic62b





قتلوا ابني الصغير


لم يكن أمام "هيثم أبو زينة" سوى خيارين: إما الموت حرقا أو ترك المنزل
للنجاة من رصاص قوات الاحتلال، فآثر الخروج من المنزل... تلك كانت أولى
شهادات أحد الناجين من مجزرة مخيم جنين بالضفة الغربية لمراسل إسلام أون
لاين.نت
يقول والمرارة تحرق صدره: "نعم خرجت وأبنائي الخمسة، والجيران وكان عددنا
يربو على المائة رافعين الرايات البيضاء، بعد أن اشتعلت النار في منازلنا
نتيجة القصف الصهيوني للمخيم"، ويتابع أبو زينة قائلا: "عندما وصلنا في
اتجاه قوات الاحتلال نطق كل منا بالشهادة، كنا على يقين أن جنود الاحتلال
سيطلقون علينا النار، ولكن قبل أن نقترب منهم طالبونا - ونحن نصرخ بأننا
مدنيون - برفع ملابسنا عن أجسادنا، ورفع بطاقتنا الشخصية إلى أعلى".
يقول هيثم: "لقد نجونا بأعجوبة من موت محقق مرتين، الأولى عندما احترق
البيت، والثانية بعد أن ابتعدنا عن قوات الاحتلال، ولكن الجريمة الأكبر هي
أن العائلة الواحدة قسمت إلى ثلاثة أقسام لا يدري الواحد منها عن الآخر
شيئا".
ويؤكد أبو زينة أن من بين الموجودين معه الآن أطفالا ونساء فقدوا أقاربهم
وباتوا لا يعرفون عنهم شيئا، ويقول: "بيننا هنا في هذا المكان الذي
التجأنا إليه بعض الأطفال يبحثون عن أسرهم وبعض الأزواج يبحثون عن زوجاتهم
ولا يعرف أحد عن أحد شيئا".


جردونا من ملابسنا
وأوضح هيثم أن العائلات التي أُبعدت عن المخيم موزعة في مقر بلدية جنين،
وبعضها في مستشفى الرازي، وآخرون في قرية حوارة، ولا يعرف أحد مصير الكثير
من العائلات والشبان الذين اختطفتهم قوات الاحتلال.
ويروي الشاب "خالد أبو شهم" من مخيم جنين، والذي تم اعتقاله وهو خارج
المخيم أن قوات الاحتلال أقدمت على تجريدهم من ملابسهم والتنكيل بهم.
ويقول: "عندما تم اعتقالنا أمرونا بالتجرد من ملابسنا والانبطاح على
الأرض، ثم تقدم عدد من الجنود وهم يشهرون أسلحتهم نحونا، وتم تقييد الأيدي
من الخلف واقتيادنا إلى معسكر سالم الاحتلالي"، ويتابع قائلا: "بقيت هناك
لمدة يومين، وأنا عاري الجسد ومقيد اليدين، وبدون طعام أو شراب".
وتحدث أبو شهم عما تعرض له في معسكر الجيش الإسرائيلي، وقال: "في اليوم
التالي تم اقتيادي إلى غرفة التحقيق، وهناك أُبلغت بأنني لست من
المطلوبين، وأن بإمكاني الذهاب إلى بلدة رمانة، وعدم العودة إلى المخيم أو
المدينة إلا بعد عدة أيام".
ويشير أبو شهم إلى أن عدد المعتقلين في معسكر سالم العسكري يزيد على ألف
وخمسمائة شاب، جزء كبير منهم ما زال عاري الجسد، وملقى على الأرض مقيد
اليدين، وأن عددا منهم يتعرض للضرب المبرح من قوات الاحتلال.


لم يرحموا العجوز

شهادات ناجين من مجزرة جنين Pic62a




نرحل قبل أن نموت

وعمد جيش الاحتلال على استغلال الشبان الفلسطينيين كدروع بشرية لحمايته
قبل اقتحام الأبنية السكنية، ويصف لنا الشاب "رشيد منصور" - 28 عاما - أحد
المهجرين من معسكر جنين إلى قرية سالم فيقول: "اقتحم جيش الاحتلال منزل
عائلتي المكون من طابقين بعد أن أحرقوا الطابق العلوي بقذائف دبابتهم،
وأخرجونا منه بالقوة، ومن ثم حشرونا في أحد أزقته مع خمس عائلات مجاورة
لنا - أي كان عددنا يزيد عن 100 رجل وامرأة وطفل - ثم ساقونا قسرا وبقوة
السلاح والهراوات التي كانت تنهال علينا إلى منزل مجاور مكون من 3 طوابق".

ويضيف منصور بنبرة حزينة: "وفور دخولنا المنزل أمامهم، حبسونا جميعا في
الطابق السفلي الذي هجر جميع سكانه، أمروا أحدنا أن يصعد أمامهم إلى
الطابق الثاني والثالث، خوفا من أن يكون البيت مزروعا بالعبوات الناسفة".
ويستطرد قائلا: "وفي البيت الذي اتخذنا فيه الاحتلال دروعا بشرية لحمايته،
لم يكن في المنزل إلا رجل عجوز (70 عاما) يده تنزف إثر أصابتها برصاصة من
جيش الاحتلال أثناء اقتحامهم المنزل، ولم نجد ما نسعف به هذا الرجل
العجوز، وكان من رحمة الله عز وجل أن كانت بيننا ممرضة، فشقت فستانا صغيرا
كان ملقى على الأرض، وعصبت على جرحه".


السعادة المفقودة


شهادات ناجين من مجزرة جنين Pic62




دمروا كل شيء


ويشار إلى أن منصور معتقل سابق لدى قوات الاحتلال، قضى ما مجموعه عشر
سنوات خلال تعرضه للاعتقال ثلاث مرات، متزوج وله من الأبناء ثلاثة، لا
يدري أين مصيرهم في المخيم، حيث قامت جيوش الاحتلال يوم السبت الماضي
بإعادة فصل النساء عن الرجال، ومن ثم إجبارهم على السير وسط الآليات
العسكرية خارج جنين بمنطقة تسمى أحراش السعادة، وحول هذا يضيف رشيد منصور:
وأجبرونا جميعا على خلع ملابسنا، والانبطاح على أرض السعادة، وإذ بها
مليئة بشظايا الزجاج، وتحت تهديد السلاح الموجهة فوهاته تجاهنا، والدبابات
التي كان الجندي يتوعدنا إن لم ننفذ الأوامر أن يفتت عظامنا بها، لنتذوق
الموت ألوانا…
ويشار إلى أنه تجاوز عدد هؤلاء الأسرى 540 أسيرا، تم احتجازهم في أحراش
السعادة ما يزيد عن 12 ساعة بالعراء والعري معصوبي العيون ومقيدي الأيدي،
ومن ثم نقلوا إلى معسكر سالم ثم هُجروا إلى قرية رمانة.


إهانات وآهات
" هذا ما جلبه أبو عمار لكم.. الموت والدمار والقتل.. لن نرحم أحدا" بهذه
الجملة كان يتوعد جنود الاحتلال الشبان المحتجزين، بالإضافة إلى الإهانات
والتهديد المستمر، أما آهات العذاب فقد فاقت أي تصور، وعن هذا يضيف رشيد:
" قيدوا أيدينا إلى الخلف، ولم يستطع أحد التحرك، وبدأ الألم يسري في
عروقنا، وإذ بصوت بكاء أخي الأصغر يرتفع من شدة الألم، فأخذت أصرخ على
الجنود، وأنا لا أدري ماذا أفعل وبأي لغة أتحدث، كلمة عبرية وأخرى
إنجليزية على ثالثة عربية، ولكن دون جدوى" ويكمل رشيد بصوت حزين ينم عن
حجم الألم الذي يعاني منه: " ومن ثم حملنا جيش الاحتلال على باصات إلى
قرية سالم لنعرض واحدا تلو الآخر على المخابرات الصهيونية لاستجوابنا وجمع
معلومات عن الإخوة المقاتلين".
أما الشاب "كمال محمد حسين" - طالب 30 عاما - فقد رأى الموت بعينه مائة
مرة، حيث استخدمه جيش الاحتلال درعا بشريا لإطلاق النار من خلفه، فبعد أن
تم اعتقاله اقتادوه إلى أحد الأبنية القريبة من منزله وعرضوا جسده العاري
أمام إحدى النوافذ المطلة على أزقة المخيم المتحصن بها رجال المقاومة،
بينما ركز ثلاثة من جنود الاحتلال أسلحتهم على كتفيه ورأسه ليطلقوا النار
من أسلحتهم على المقاومين.


الهلال الأحمر بالدم
ولم تشفع شارة الهلال الأحمر لحامليها عند جيش الاحتلال، فأطلق النار على
أصحابها، واعتقل جزء آخر ولم يكتف بمنع سياراتها وأطقمها من التحرك لإسعاف
الجرحى أو نقل الموتى، ويصف لنا "محمود ربيعة" ضابط الإسعاف في الهلال
الأحمر الفلسطيني في جنين الانتهاكات الصارخة التي تعرضت لها شارة الهلال
الأحمر أثناء تهجير أهالي مخيم جنين فيقول: "لجأ ما يزيد عن مائتي امرأة
وطفل من المخيم إلى مستشفى الهلال، لعلهم يجدون ملجأ من القصف وإطلاق
النار، بعد أن هجر الشباب إلى القرى المجاورة".
ويضيف بنبرة حزينة: "أطفال بلا عائلاتهم، ونساء فقدن أزواجهن وأبناءهن،
وكأن يوم الحشر اقتصر على أهالي جنين، لشدة الهول الذي ينتاب الأهالي لا
يدري أحدهم أيفكر كيف ينجو بنفسه، أم يبحث عن زوجته وأولاده في فاجعة لا
تدمع العين لهولها بل تجود بالدمع والدموع".
ويشار إلى أن هؤلاء المشردين اللاجئين قضوا ليلتهم في العراء وبدون ماء
وغذاء لعدم إمكانية الهلال الأحمر تغطية طلبات هذا العدد الكبير في ظل
الحصار المفروض، ولضيق المكان الذي لا يكفي إلا ستين مريضا فقط، بينما قضى
العاملون فيه ليلتهم في العمل للتنقيب عن راحتهم المفقودة.
ويكمل ربيعة: أبقت إدارة الهلال 60 فردا بينما حاولت نقل جزء منهم إلى
أماكن قريبة برفقة سيارة الإسعاف، خاصة أن جميعهم من النساء، وفي حاجة إلى
من يرافقهم طريق الموت، لعل شارة الهلال الأحمر تشفع لهم، وتم تقسيمهم إلى
مجموعتين، وما كادت المجموعة الأولى تخرج حتى أوقف جيش الاحتلال طاقمها
وأجبرهم على خلع ملابسهم، ومن ثم قيدهم واعتقلهم، وفعل كذلك بالطاقم
الثاني.
وأفاد بلهجة حزينة: "ولا ندري ما مصير هؤلاء النسوة والأطفال بعد ما انقطع اتصالنا مع كلا الطاقمين".


شهادات ناجين من مجزرة جنين _40463045_arafat10



هكذا تحدثوا عن أهوال مجزرة جنين

شهادات ناجين من مجزرة جنين A1


مخيم‎ جنين ذلك‎ المكان الذي‎ زاره‎ إعصار الحقد, ووطئته‎‎ أقدام الجاهلية
فخلفته‎‎ أكواما من‎‎ الركام‎ وأعمدة من الدخان‎‎ ومن تحت‎ الأنقاض تنبعث
مع‎ روائح‎ الأجساد المتفسخة آهات‎ أرواح مظلومة لأطفال ونساء وشيوخ وهي
تستصرخ جميع الضمائر الحية في العالم... لتحكي قصة المجزرة الرهيبة‎‎
التي‎ ارتكبتها جحافل‎ الصهاينة البربرية‎ في‎ ساحات‎ مخيم‎ جنين.‎ في‎
عرصات‎‎ هذا الركام‎‎ يخطوا أحدهم بخطوات متعثرة‎‎‎‎ ووئيدة يلفه الحزن‎
ويلجمه هول المأساة، شيخ فلسطيني في السبعين‎‎ من عمره‎ يدعى‎ احمد حسين‎
فراج‎، يجهل‎ فراج‎ أين أصبحت زوجته‎ كما لا يجد أثراً لجثة‎‎‎‎ ابنه
الذي‎ قال‎ له الجيران‎ انه استشهد, ومن‎‎ فرط حزنه‎‎ وانفعاله يعجز عن
تحديد مكان‎‎ المنزل الذي‎‎ كان فيه، والذي تحول إلى كومه من الحجارة، في
مخيم جنين المستباح.
لقد فقد الرجل‎ السبعيني‎ صلته‎ بالحياة‎‎ بفقدان‎ أغلى ما يربطه بها
وبات‎ ‎يشعر بأنه كالميت، ويصعد احمد حسين‎ فراج‎ بصعوبة بضع‎ درجات‎ تقود
إلى شقه‎‎‎ أحد معارفه الذي لم ينل ما ناله غيره من الدمار الهائل خلال
الهجوم الصهيوني الغادر.
ويروي‎ الرجل‎ المسن‎ معتمرا كوفيته‎ الفلسطينية وهو ينحني‎ فوق‎ قضيب‎
يستخدمه كعصا يتكئ عليها حافي القدمين‎ يروي ما حدث له بعد أن اقتحم
الجيش‎ الوحشي‎ منطقة‎ جنين‎ شمال‎ الضفة‎‎ الغربية.
ويقول‎‎ الرجل الذي‎ كان‎ عاملا ويملك‎ منزلا في‎ وسط المخيم‎‎ انه‎‎
اختبأ في‎ بداية الهجوم الصهيوني‎ مع‎ زوجته‎‎‎ وبناته الثلاث وأبنائه
الاربعة في غرفة النوم لاعتقاده إنها محمية اكثر من‎‎ غيرها من قصف‎
الصواريخ‎ ورجم‎ الدبابات. وبعد ثلاثة‎ أيام أمر احمد حسين‎ فراج‎
عائلته‎‎ بالمغادرة، يجهش‎ باكيا, قلت‎ لهم‎ ارحلوا من‎ هنا، كان‎ كل‎
همي‎ إنقاذهم، أنا بقيت‎ لأرى‎ ما يستجد. وذهبت بناته إلى أقرباء لهن،
ورحلت‎ زوجته‎‎ وولداه الصغيران‎‎ اللذان لا يتجاوز عمرهما الثالثة‎‎ عشر
دون‎‎ إن يأخذا معهما شيئا. ومنذ ذلك‎ الحين‎ لم‎ يسمع‎ عنهم‎ شيئا، هل‎
رحلوا مع‎ مئات‎ آخرين إلى أطراف مدينه‎ جنين‎ أم إلى أطراف المخيم. انتظر
الرجل‎ ليلة‎ ونهارا وقرر هو أيضا الرحيل‎‎. وقال رأيت الجرافات تقترب‎
من‎ بيتي‎ فخرجت‎ مسرعا ومنذ ذلك‎ الحين‎ وأنا أبيت عند معارفي . وقال‎ إن
الجنود الصهاينة لم‎‎ يكلفوا أنفسهم عناء تفقد ما إذا كان هناك‎ أحد في‎
المنزل‎ ولو لم ‎اكن‎ منتبها لقتلوني‎.
خلال‎ الهجوم‎‎ الصهيوني‎ قام الجيش‎ بتدمير ساحة‎ الحواشين‎ وسط المخيم‎
حيث وقعت‎ اعنف‎ عمليات‎ القصف، ومعها جرفوا منزل‎ احمد حسين‎ فراج ومنذ
ذلك‎ الحين‎ وهو ينتظر. ولم ترده أخبار، وقد أخبر‎ إن‎‎ ابنه عبد الرحمن
استشهد. رأى أحدهم جثته‎‎ لكنه لا يعرف‎ شيئا آخر. ويقول‎‎ الرجل المسن‎‎
إن ابنه‎ الأكبر هذا ذهب‎ مع‎ المجاهدين‎‎ كما نقل‎ إليه إن ابنه الثاني‎‎
يحيى خرج‎ من‎‎ بين الأنقاض حيا, هذا ما نقله الناس..
وكان‎‎ احمد حسين فراج‎ ينتظر رحيل‎ الدوريات‎ الصهيونية ليبدأ البحث عن‎
زوجته وجثة‎‎ ابنه سأسأل‎‎ الناس‎ أين رأوها لآخر مره‎‎, وأين رأوا جثة
ولدي‎. وسئل‎ العجوز عما كان‎ يعتزم‎ إعادة بناء بيته, فقال كيف ابني‎‎‎‎
بيتي وليس‎ معي أي شي من‎ المال, لقد فقدت‎ كل‎ شي‎‎. ويتابع‎ العجوز
والأسى يلفه‎ إنني كالميت‎ غير انه‎‎ يستدرك‎ القول‎‎ ويقول‎ لا تزال‎
هناك‎ بناتي‎ وأنا لا زلت مسؤولا عنهن‎.
ويقترب عجوز فلسطيني آخر من الساحة ببطء، هو الآخر رأى بيته‎‎ تجرفه
الجرافات هو الآخر يتملكه‎ الذهول‎ ولا يعرف‎ شيئا عن‎ أسرته . واخذ
العجوز يردد أبناء الصهاينة يذهبون‎ إلى المدارس‎ يلعبون‎‎ ويسبحون إما
نحن‎ فهذا بحرنا ومسبحنا وهو يشير بذراعه إلى أكوام الدمار الهائلة التي
تحولت‎‎ إليها ساحات جنين‎‎ التي‎ تبدو وكان زلزالا عنيفا ضربها فأحالها
إلى ركام‎.
ويضيف‎ العجوز بحرقه‎ كل‎‎ النزاعات‎ لها حل إلا قضيتنا نسأل‎ الله‎ أن لا يتخلى‎ عنا.
__________________

نعود للحديث عن الصهيونية العالمية و خير من نستعين به في خوض هذا الموضوع هو الدكتور عبد الوهاب المسيري



الحركة الصهيونية بين الآمال والمآل

د. عبد الوهاب المسيري**
شهادات ناجين من مجزرة جنين PIC44



مخلفات الصهيونية.. الاحتلال



شهدت الحركة الصهيونية تغيرًا في إطار من الثبات، وأزعم أن جوهر الحركة
الصهيونية هو "الذَّيْليَّة" للحضارة الغربية، سواء على مستوى الفكر أم
على مستوى الممارسة، فعلى مستوى الممارسة نرى أنه ما كان للمشروع الصهيوني
أن ينفذ بدون إمكانات الإمبريالية الغربية التي قامت بنقل المستوطنين
وبحمايتهم من خلال الانتداب البريطاني كما قامت أيضًا بدعمهم بالأسلحة،
وهكذا فإن كل هذه المساعدات كانت جزءًا من العملية الإمبريالية، ولم يكن
للمشروع الصهيوني أن يتم إلا من خلال مساعدة الدول الرأسمالية الغربية
الإمبريالية التي قامت بغزو العالم بأسره؛ فالصهيونية من هذا المنظور -وهو
الممارسة- حركة ذيلية مائة في المائة.

إسرائيل دولة وظيفية
يقال إن الصهيونية -على مستوى الفكر- حركة يهودية، ولكنني أرفض هذا القول،
وأزعم أن الحركة الصهيونية هي أيضًا "ذيلية" على مستوى الفكر؛ حيث إن
الفكر الصهيوني كان في جوهره وبدايته ذا نزعة بروتستانتية، ومن ثم كانت له
"ديباجات" بروتستانتية ثم أصبحت له ديباجات علمانية غربية، وصار جزءًا من
المنظومة الغربية، وقد رفضه اليهود حتى نهاية القرن التاسع عشر حين تفاقمت
أزمة المسألة اليهودية في بلاد شرق أوربا، وازداد خوف كثير من اليهود في
وسط أوربا وغربها من فيض المهاجرين اليهود من شرق أوربا -كما هو الحال
الآن حيث تخاف أوربا من هجمة شعوب شرق أوربا- مما أدى إلى وضع الصيغة
الصهيونية وظهورها بين اليهود وتبنيهم لها، بمعنى أن الصيغة الصهيونية
بدأت في الأوساط البروتستانتية الحرفية ثم أصبحت جزءًا من المشروع
العلماني الإمبريالي الغربي، ولم يتبنها اليهود إلا في مرحلة لاحقة، وهكذا
فإن الصهيونية تصبح حركة ذيلية على مستوى الفكر وعلى مستوى الممارسة
أيضًا.
إن الحركة الصهيونية سواء ذات الديباجات المسيحية أم ذات الديباجات
اليهودية أدركت منذ بداياتها أن العنصر اليهودي الذي سينقل إلى فلسطين ليس
مهما في حد ذاته، وإنما هو ذيلي للحضارة الغربية يقوم على خدمتها نظير أن
تقوم هي بحمايته، أي أن اليهود هنا يُنظر إليهم باعتبار أنهم "وظيفة"
فحسب، وهنا يمكن لنا أن نطرح فكرة "التغير داخل الثبات"؛ حيث إن "مضمون"
الوظيفة يتغير "لكن الوضع الوظائفي" يبقى كما هو ولا يتغير. فالدولة
اليهودية دولة وظيفية أسسها الاستعمار الغربي لتقوم على وظيفة، فبدأت
أولاً بوظيفة الهجوم على الاشتراكية العربية والقومية العربية، وبعد تساقط
هذا المضمون أصبحت وظيفة الدولة اليهودية، الهجوم على الإسلام، خاصة بعد
سقوط الاتحاد السوفييتي وبدايات ما يسمونه الخوف من الأصولية الإسلامية،
حيث غيرت (إسرائيل) من مضمون وظيفتها وقامت بوظيفة جديدة، ففي إطار الحرب
الباردة كانت (إسرائيل) تقوم بوظيفة التصدي للاتحاد السوفييتي والنظم
القومية العربية، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي لا تزال تقوم بوظيفة،
وهذا هو العنصر الثابت، أما المتغير فهو مضمون الوظيفة. وهكذا فإن ما يطرأ
على الفكر الصهيوني من تغيرات هي تغيرات ثانوية للغاية؛ فالفكر الصهيوني
عبارة عن "ديباجات" وهو في نهاية الأمر يقوم على خدمة الغرب، وقد تم نقل
المستوطنين اليهود إلى فلسطين لكي يقوموا بوظيفة لخدمة الغرب، هذا هو
الأساس، فالفكر الصهيوني يفرز ديباجات مثل "لقد عدنا إلى أرض الميعاد بناء
على ما جاء في التوراة والتلمود"... إلخ، ومن حقهم أن يقولوا ذلك فالنهاية
عبارة عن "ديباجات"، والبنية الأساسية هي أن اليهودي تم نقله إلى فلسطين
بوظيفة، فهو عنصر وظائفي لا أكثر ولا أقل، ومن ثَمَّ فإن التغيرات على
مستوى الفكر ليست مهمة.

تحولات مستقبلية
يبقى أن نشير إلى التغير الذي سوف يحدث قريبًا، وهو أن الدولة اليهودية
-في تصوري- سوف تقلل من حدة النبرة اليهودية وتتبنى نبرة أكثر ليونة
ومرونة، في إطار النظام العالمي الجديد وفي إطار التصدي للأصولية
الإسلامية حتى يمكن للنخب العربية أن تتعامل معها أمام شعوبها، و(إسرائيل)
تعلم في نهاية الأمر أنها لو أصرَّت على لونها اليهودي "الفاقع" -وسوف
نُصِرُّ نحن على لوننا المسلم الفاقع أيضًا- فذلك من قبيل محاولة الاختراق
ومن قبيل محاولتها القيام بوظيفتها على أكمل وجه، إذن سوف تقلل من نبرتها
اليهودية في أدبياتها وادعاءاتها، بحيث يستطيع المسافر الإسرائيلي أن
يتحرك في البلاد العربية بسهولة ويُسْر باعتبار أنه رجل يود البيع والشراء
ولا يحمل أية أوهام يهودية، ولا علاقة لما يحمله من توجهات يهودية
بالتعامل الاقتصادي، وهذه هي سياسة النظام العالمي الجديد، حيث لا توجد
هوية ولا توجد أخلاقيات ولا يوجد دين، إنما توجد المصالح الاقتصادية فقط.
وأنا أرى -على عكس الكثيرين- أنه لا يوجد "شيء" يسمى اليهود بشكل مستقل،
ولا توجد حركة صهيونية بشكل مستقل عن الحضارة الغربية، سواء على مستوى
الفكر أو على مستوى الممارسة، كما أن جوهر الإستراتيجية الصهيونية هو أن
تظل قادرة على الاضطلاع بوظيفتها، وعلى اقتناع الغرب أن لها وظيفة هامة
وحيوية بالنسبة له؛ لأن الغرب لو شعر في لحظة من اللحظات أن (إسرائيل) ليس
لها وظيفة فسوف يتركها للعرب ولمصيرها الأسود، فلا بد لـ(إسرائيل)
باستمرار أن تُظهر للغرب أنها تقوم بوظيفتها، وقد أشرنا آنفًا إلى ما حدث
مؤخرًا من تغير في التوجه ضد القومية العربية وأصبح التوجه ضد الإسلام،
وهذا دليل على الذكاء الصهيوني في هذا المجال، حيث غَيَّر بسرعة وظيفته،
وما حدث في حرب الخليج يؤكد ذلك، حيث طلب من (إسرائيل) ألا تحارب وأن
تتحمل الصواريخ؛ لأنها لو حاربت إلى جانب قوات التحالف لتسبب ذلك في
إيذائها كثيرا، و(إسرائيل) أدركت هذا ومن ثَمَّ فقد قبلت أن تتلقى
الصواريخ العراقية والباتريوت الأمريكي للدفاع عنها، وهذا الموقف كان
"فضيحة" للإسرائيليين أمام أنفسهم؛ لأنه أظهر لهم وظيفتهم وأنهم في نهاية
الأمر "قطع غيار".

الصهيونية بين التآكل والتغيير
مع تصاعد إدراك الإسرائيليين "لوظيفتهم" فإن الفكر الصهيوني أصبح في حالة
"ضمور" شديدة على عكس ما يتصوره الكثيرون، حيث إن المؤتمر الصهيوني الأخير
لم يحضره جماهير لتنتخب، ولم تحدث أية انتخابات، ومن ثم بقي الأعضاء كما
هُم، مما يدل على الانصراف الكامل عن هذا المؤتمر، وعندما ذهبوا إلى
"إسرائيل" لم تكتب الصحافة الإسرائيلية كلمة واحدة عن المؤتمر؛ لأن الحركة
الصهيونية لم تَعُد تدفع لـ"إسرائيل" أموالاً، ولأن اليهود يحتفظون
بأموالهم، بالإضافة إلى أن حجم المساعدات الغربية لـ"إسرائيل" أصبح من
الضخامة بحيث إن ما يدفعه اليهود من "ملاليم" أصبحت غير ذات قيمة،
فمساعدات يهود العالم لـ"إسرائيل" عند بداية الدولة اليهودية كانت تبلغ
60% من إجمالي المساعدات والآن لا تتجاوز 5% فقط، كما أن عدد المهاجرين
اليهود قد تناقص والحركة الصهيونية لا تستطيع أن تستقدم مهاجرين إلى
(إسرائيل)، إضافة إلى أن معظم القيادات الصهيونية لا تهاجر مما أحدث
"ضمورًا" للحركة الصهيونية، ترددت معه في السنوات الأخيرة -مع انعقاد كل
مؤتمر صهيوني- مقولة "هل انفض المولد الصهيوني".
بالنظر إلى وظيفة الدولة اليهودية فإننا يجب أن ندرك أن الدولة اليهودية
تمارس وظيفتها في حالة دينامية مستمرة؛ لأنها تغير وظيفتها ورؤيتها لنفسها
باستمرار، فعلى سبيل المثال إستراتيجية التوسع الصهيوني التي كانت إحدى
ثوابت الإستراتيجية الصهيونية لم تعد مهمة، ومسألة ضم السكان والأرض لم
تعد مهمة؛ ولذلك فأنا أتوقع أنهم سوف يسمحون بإنشاء دولة فلسطينية في
مرحلة قادمة، حيث إن الدولة الفلسطينية لا تعدو أن تكون علمًا فلسطينيًّا
ونشيدًا وطنيًّا، وهذا لا يغير كثيرًا من الأمور، ودولة فلسطينية بلا
سيادة لا تعني شيئًا، حيث تعمد (إسرائيل) خلال العامين القادمين إلى تكبيل
الدولة الفلسطينية المستقلة باتفاقيات اقتصادية وهيمنة على الموارد
والمياه وتخلق داخلها "لوبي"، عندئذ سوف تصبح الدولة عبارة عن مجموعة من
"الدراجات النارية" التي تسير أمام رئيس الجمهورية، حيث لن يكون لها حق
الدفاع عن سيادتها أو تكوين جيش وغير ذلك، ومن هنا تأتي أهمية إدراكنا
لعدو في حالة دينامية؛ لأنه بالفعل دينامي في فكره، فلم تَعُد مسألة
الحدود تزعجه حيث إنه يستطيع أن يعمل علاقات اقتصادية مع السعودية وقطر
وعُمان تقدر ببلايين الدولارات، وهو لا يريد توسعًا أرضيًّا، فماذا يستفيد
من مائة فدان في الأردن؟ وقد بدأت (إسرائيل) الآن عمليات تعاون عسكري مع
الدول العربية، فلم تعد بحاجة إلى التوسع، وسوف تسقط التوسعية الصهيونية
ويتغير كثير من ثوابت الفكر الصهيوني.

ملامح مرحلة جديدة
نحن الآن دخلنا مرحلة جديدة ومختلفة تمامًا، فأنا أرى أنه في الماضي كان
الصراع بين "السفارد" و"الإشكناز" (الشرقيين والغربيين) مهمًّا للغاية،
وفي المرحلة القادمة لا أدري هل سيبقى هذا الصراع مهمًّا أم لا؟ حيث يمكن
في المرحلة الحالية أن يصبح السفارد وسطاء بين الكيان الصهيوني والعالم
العربي، ومن ثَمَّ سوف يحققون حراكًا اجتماعيًّا قويًّا للغاية، وأعتقد
أننا مقبلون على مرحلة جديدة تُقَسَّم فيها المشكلات التي نواجهها، وعلينا
أن ندرك طبيعة هذا التوجه الجديد.
وفي نهاية الأمر فإن الأمور تتوقف على مدى قدرة العالم الإسلامي على
التجمع والقيام بحركة جهاد مناهضة لهذا الزحف، وإن لم ننجح فإننا مقبلون
على مرحلة تُقَدَّم فيها دويلات وإثنيات وعرقيات مختلفة، وستصبح (إسرائيل)
القائد و"المايسترو" الأعظم في هذا الإطار، ولعل اندفاع مصر -منذ سنوات
قليلة- نحو المغرب يبين هذه الصورة الكئيبة، حيث تجري مصر "أم الدنيا" إلى
المغرب ترجوه أن يسمح لها بالانضمام إلى اتحاد المغرب العربي؛ لأنها أدركت
بعد توقيع سلسلة من الاتفاقيات أنه ليس لها مكان، وأن "سنغافورة العربية"
التي تتكون من فلسطين و(إسرائيل) والأردن سوف تهيمن على الخليج، والسودان
في حالة عراك مع مصر، وليبيا تحت الحظر، وليس من المستبعد أن تجري مصر بعد
قليل إلى قبرص أو موزمبيق، فنحن مُفْتقِدون للرؤية، وسوف يظل الوضع هكذا
إلا إذا قررنا أن نصبح أمة مرة أخرى.




أستاذ النقد في جامعة عين شمس وصاحب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية
__________________
الاطار النظري


المرجعية النهائية، المتجاوزة والكامنة

كلمة «مرجع» من «رجع» بمعنى «عاد». يُقال «رجع فلان من سفره» أي «عاد
منه»، و«المرجع» هو «محل الرجوع» وهو «الأصل». وفي التنزيل العزيز "إلى
الله مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون" (المائدة 105 ) . ومن هنا كلمة
«مرجعية» التي تعني الفكرة الجوهرية التي تشكل أساس كل الأفكار في نموذج
معين والركيزة النهائية الثابتة له التي لا يمكن أن تقوم رؤية العالم
دونها (فهي ميتافيزيقا النموذج). والمبدأ الواحد الذي تُردّ إليه كل
الأشياء وتُنسَب إليه ولا يُردّ هو أو يُنسَب إليها. ومن هنا، يمكن القول
بأن المرجعية هي المطلق المكتفي بذاته الذي يتجاوز كل الأفراد والأشياء
والظواهر وهو الذي يمنح العالم تماسكه ونظامه ومعناه ويحدد حلاله وحرامه.
وعادةً ما نتحدث عن المرجعية النهائية باعتبار أنها أعلى مستويات التجريد،
تتجاوز كل شيء ولا يتجاوزها شيء. ويمكننا الحديث عن مرجعيتين: مرجعية
نهائية متجاوزة ومرجعية نهائية كامنة.



المرجعية النهائية يمكن أن تكون نقطة خارج عالم الطبيعة متجاوزة لها وهي
ما نسميها «المرجعية المتجاوزة» (للطبيعة والتاريخ والإنسان). هذه النقطة
المرجعية المتجاوزة، في النظم التوحيدية، هي الإله الواحد المنزَّه عن
الطبيعية والتاريخ، الذي يحركهما ولا يحل فيهما ولا يمكن أن يُردَّ
إليهما. ووجوده هو ضمان أن المسافة التي تفصل الإنسان عن الطبيعة لن
تُختَزل ولن تُلغى. فالإنسان قد خلقه الله ونفخ فيه من روحه وكرَّمه
واستأمنه على العالم واستخلفه فيه، أي أن الإنسان أصبح في مركز الكون بعد
أن حمل عبء الأمانة والاستخلاف. كل هذا يعني أن الإنسان يحوي داخله بشكل
مطلق الرغبة في التجاوز ورفض الذوبان في الطبيعة، ولذا فهو يظل مقولة
مستقلة داخل النظام الطبيعي. كما أنه يعني أن إنسانية الإنسان وجوهره
الإنساني مرتبط تمام الارتباط بالعنصر الرباني فيه. ومع هذا فبإمكان النظم
الإنسانية الهيومانية (التي لا تعترف بالضرورة بوجود الإله) أن تجعل
الإنسان مركز الكون المستقل القادر على تجاوزه ومن ثم تصبح له أسبقية على
الطبيعة/المادة.



يمكن أن تكون المرجعية النهائية كامنة في العالم (الطبيعة أو الإنسان)،
ومن هنا تسميتنا لها بالمرجعية الكامنة. وفي إطار المرجعية الكامنة،
يُنْظر للعالم باعتبار أنه يحوي داخله ما يكفي لتفسيره دون حاجة إلى
اللجوء إلى أي شيء خارج النظام الطبيعي. ولذا، لابد أن تسيطر الواحدية
(المادية)، وإن ظهرت ثنائيات فهي مؤقتة يتم محوها في نهاية الأمر وفي
التحليل الأخير، ففي إطار المرجعية الكامنة لا يوجد سوى جوهر واحد في
الكون، مادة واحدة يتكون منها كل شيء، وضمن ذلك المركز الكامن نفسه (ومن
هنا إشارتنا أحياناً إلى «المرجعية النهائية الكامنة» باعتبارها «المرجعية
الكامنة المادية» أو «المرجعية الواحدية المادية»). ونحن نذهب إلى أن كل
النظم المادية تدور في إطار المرجعية الكامنة، ومن هنا إشـارتنا إلى
المادية باعتبارها وحدة الوجود المادية.

وفي إطار المرجعية المادية الكامنة، فإن الإنسان كائن طبيعي وليس مقولة
مستقلة داخل النظام الطبيعي، وإنما هو مُستوعَب تماماً فيه، ويسقط تماماً
في قبضة الصيرورة، فتسقط المرجعية الإنسانية وتصبح الطبيعة/المادة هي
المرجعية الوحيدة النهائية.

ويذهب دعاة المرجعية المادية الكامنة إلى أن رغبة الإنسان في التجاوز رغبة
غير طبيعية، ومن ثم غير إنسانية (باعتبار أن الطبيعي والإنساني مترادفان)،
وإلى أن الأجدر بالإنسان أن يذوب في الكل الطبيعي بحيث يظهر الإنسان
الطبيعي. وبهذا المعنى، فإن المرجعية الكمونية المادية تشكل هجوماً على
الإنسان ككيان حر مستقل عن الطبيعة/المادة وعلى مركزيته في الكون.

وقد وُصفت الوثنية بأنها محاولة إنزال الآلهة من السماء إلى الأرض
(وإدخالها في نطاق المرجعية المادية الكامنة) بحيث تخضع لقوانين الأرض
الطبيعية/المادية، ومن ثم يخضع الإنسان هو الآخر لهذه القوانين، إذ كيف
يمكنه تجاوزها إذا كانت الآلهة نفسها خاضعة لها؛ مستوعَبة تماماً في
الواحدية المادية الكونية؟ (والنزعة الوثنية لا تختلف في هذا عن النزعات
العلمانية المادية الطبيعية التي ترجع كل شيء إلى الطبيعة/المادة وتنكر أي
إمكانية للتجاوز الإنساني). أما الديانات التوحيدية، فهي نوع من محاولة
الصعود بالإنسان إلى الإله في السماء (وإدخاله في نطاق المرجعية
المتجاوزة). فالإنسان، بما فيه من رغبة في التجاوز، له قانون خاص ووجود
مستقل عن المادة وعن الطبيعة. ومن ثم تُطرح أمام الإنسان إمكانية أن
يعبِّر عما بداخله من طاقات غير مادية (ربانية إن شئت)، وأن يتجاوز قوانين
الطبيعة والمادة ويحقق القانون الإلهي (أو الجوهر الإنساني) المختلف عن
القانون المادي الطبيعي.

موسوعة المسيري


الرد (رد إلى)
«ردَّ الشيء» أي «حوَّله من صفة إلى صفة»، و«ردَّ الشيء إلى الشيء» «أرجعه
إليه». والرد في اصطلاح الفلاسفة إرجاع الشيء إلى ما نتصور أنه عناصر
أساسية وتخليته من العناصر الغريبة عنه. كأن نقول "رد المذهب إلى نقاطه
الأساسية". وفي إطار المرجعية المادية الكامنة يتم رد كل الظواهر إلى
المركز الكامن في الكون وهو الطبيعة/المادة وهو ما يؤدي إلى هيمنة
الواحدية المادية، على عكس المرجعية المتجاوزة إذ لا يمكن رد الإنسان في
كليته إلى شيء كامن في الكون، فهو يحوي داخله النزعة الربانية. وأية عملية
تفسيرية تحليلية تتضمن عملية رد، إذ تُردَّ التفاصيل الكثيرة الظاهرة إلى
الوحدة الكامنة غير الظاهرة.


موسوعة المسيري


موسوعة المسيري
المسافة والحدود والحيز الإنسانى

«المسافة» هي «البُعْد» وهي أيضاً «المساحة»، وقد تُستخدَم في الزمان
فيُقال «مسافة يوم أو شهر». والمسافة مرتبطة تمام الارتباط بفكرة الحدود.
والحد في اللغة يعني «المنع والفصل بين الشيئين»، و«منتهى كل شيء» هو
«حده» (المعنى الأنطولوجي). والحد هو أيضاً تأديب المذنب كقولنا: «طُبِّقَ
عليه الحد»، و«حدود الله تعالى» هي الأشياء التي بيَّن حرامها وحلالها
(المعنى الأخلاقي). و«الحد» هو «التعريف الكامل» أو «تحليل تام لمفهوم
اللفظ المراد تعريفه»، و«حد الشيء» هو «الوصف المحيط بمعناه المميَّز له
عن غيره» (المعنى الدلالي). وأخيراً «حدّ الشيء» هو مصدر تميُّزه وهويته
(المعنى النفسي). فكأن الحدود مرتبطة كل الارتباط بوجود الشيء وبمضمونه
الأخلاقي وبإمكانية معرفته ودلالته وهويته.

ونحن نذهب في هذه الموسوعة إلى أن المنظومات المعرفية التي تدور في إطار
المرجعية المتجاوزة (مثل العقائد التوحيدية) نظم تحتفظ بالحدود الفاصلة
بين الخالق العلي المتجاوز ومخلوقاته، فهو مركز النموذج المفارق والمتجاوز
له. ولذا، تظل المسافة والحدود قائمة بين الخالق والمخلوق لا يمكن
اختزالها مهما كانت درجة اقتراب المؤمن من الإله. ومن هـنا، لا يمكن في
الإطار التوحيدي أن "يصل" المتصـوف إلى الالتصاق بالإله أو الاتحاد به،
فثمة مسافة جوهرية ثابتة. ولذا، فإن رسول الله نفسه (صلى الله عليه وسلم)
لم "يصل"، بل ظل قاب قوسين أو أدنى في أقصى حالات الاقتراب. وهذا ما سماه
أحد الفقهاء «البينية»، أي وجود حيز "بين" الخالق والمخلوق.

ووجود الحدود بين الخالق والمخلوق يعني أن المخلوق له حدوده لا يتجاوزها،
ولكنها تعني أيضاً أنه له حيزه الإنساني المستقل، ولذا يظل الإنسان صاحب
هوية محددة وجوهر مستقل، ومن ثم فهو كائن حر مسئول.

والمسافة بين الخالق والمخلوق يمكن أن تصبح ثغرة أو هوة إن ابتعد المخلوق
عن خالقه وانعزل عنه ونسي خصائصه الإنسانية (المرتبطة بأصله الرباني) التي
تميزه عن بقية الكائنات. ولكن إن حاول الإنسان التفاعل مع الإله وتذكَّر
أصوله وأبعاده الربانية التي تميزه عن الكائنات الطبيعية، فإن المسافة
تتحول إلى مجال للتفاعل ويصبح الإنسان نفسه كائناً مُستخلَفاً في الأرض
يشغل المركز، وذلك بسبب القبس الإلهي داخله وبسبب تفاعله مع الخالق.

أما في المنظومات التي تدور في إطار المرجعية الكامنة (مثل النظم
الحلولية)، يحاول المخلوق، أي الإنسان، أن يضيِّق المسافة بينه وبين
الخالق تدريجياً إلى أن يصل إلى الإله ويلتصق به ثم يتوحد معه، وبذا يصل
إلى مرحلة وحدة الوجود حين يصبح المركز كامناً في الإنسان وفي كل
المخلوقات وفي العالم المادي، إذ تُلغى المسافة بين الخالق ومخلوقاته
ويختفي الحيز الإنساني ويصبح الخالق ومخلوقاته واحداً، ويُردُّ الكون
بأسره إلى مبدأ واحد فتُلغى المسافات وتُسد الثغرات، ويصبح الكون كياناً
عضوياً صلباً (أو ذرياً مفتتاً) تسوده الواحدية المادية. وهنا يصبح
الإنسان جزءاً لا يتجزأ من الطبيعة/المادة ليس له ما يميِّزه عن بقية
الكائنات، وتضيع الحدود بين الخير والشر وبين الدال والمدلول.



موسوعة المسيري
المركز
كلمة «المركز» من فعل «ركز»، ويقال " ركز السهم في الأرض " بمعنى «غرزه»
و«ركز الله المعادن في الأرض أو الجبال» بمعنى «أوجدها في باطنها».
و«المركز» هو «المقر الثابت الذي تتشعب منه الفروع»، و«مركز الدائرة» هو
نقطة داخل الدائرة، تتساوى الشعاعات الخارجة منها إلى المحيط. ونحن نستخدم
كلمة «مركز» في هذه الموسوعة بمعنى: مطلق مكتف بذاته، لا يُنسَب لغيره،
واجب الوجود، لا يمكن أن تقوم رؤية للعالم بدونه. وفي إطار المرجعية
المتجاوزة، فإن مركز الكون متجاوز للكون منزَّه عنه، أما في إطار المرجعية
المادية الكامنة فمركز الكون كامن فيه. والمركز عادةً موضع الكمون والحلول
أو النقطة التي تتحقق فيها أعلى درجاته، ومن ثم فإن العنصر (المادي) الذي
يشغل المركز في المنظومات الكمونية تكون له أسبقية على بقية العناصر.



المبدأ الواحد
«المبدأ الواحد» عبارة تتواتر في هذه الموسوعة وتشير في المنظومات
الحلولية الكمونية الواحدية (الروحية والمادية) إلى مصدر وحدة الكون
وتماسكه وهو القوة الدافعة التي تضبط وجوده، قوة سارية في الأجسام، كامنة
فيها، وتتخلل ثناياها وتضبط وجودها، قوة لا تتجزأ ولا يتجاوزها شيء ولا
يعلو عليها أحد. وهي النظام الضروري الكلي للأشياء؛ نظام ليس فوق الطبيعة
وحسب، ولكنه فوق الإنسان أيضاً، لا يمنحه أو أي كائن آخر أية أهمية خاصة.
هذه القوة قد يجسدها الموجود ويصل إلى كماله الطبيعي من خلالها، ولكنها هي
أيضاً قوة غير متعينة لا تكترث بالتمايز الفردي. وهذه القوة يسميها دعاة
وحدة الوجود الروحية «الإله»، بينما يطلق عليها دعاة وحدة الوجود المادية
«قوانين الحركة»، أو أية عبارات أخرى. وحيث إن المبدأ الواحد كامن في
الظواهر الطبيعية فنحن نشير إليه أحياناً باعتباره «المبدأ المادي
الواحد». والمبدأ الواحد هو عادةً مركز النسق، وهو يأخذ أشكالاً مختلفة
أهمها «الطبيعة/المادة»، وتنويعات أخرى عليها نسميها «المطلقات
العلمانية».
__________________

موسوعة المسيري
«التجاوز والتعالي» تُترجَم بالإنجليزية بكلمة «الترانسندانس
transcendence»، وهي من اللاتينية: «ترانس كنديري transcendere» من مقطعي
«ترانس» بمعنى «وراء»، و«كنديري» بمعنى «يتسلق»، أي «يذهب وراء». وكلمة
«تجاوز» عادةً ما توضع مقابل «كمون»، و«حلول» (وقد ترجمت الكلمة
الإنجليزية إلى الكلمات العربية التالية: «صوري» - «مفارق» - «متسام» -
«ترانسندنتالي» - وأحياناً «جواني»). والتعالي هو أن يعلو الشيء ويرقى حتى
يصير فوق غيره؛ ولذا فهو شيء مفارق ليس فوقه شيء، وهو يجاوز كل حدٍّ معلوم
أو مقام معروف. والشيء المتعالي لهذا السبب يتحدى التجربة المادية
والتفسير العلمي المادي. وعكس التعالي والتجاوز الحلول والكمون.
بالإنجليزية «مانثيزم pantheism»، و«إمننانس immanence» (انظر الباب
المعنون «الحلولية ووحدة الوجود الكمونية»).

وفلسفة التعالي تذهب إلى القول بأن وراء الظواهر الحسية المتغيرة جواهر
ثابتة أو حقائق مطلقة قائمة بذاتها مجردة من شروط الزمان والمكان، وأن
هناك علاقات ثابتة محيطة بالحوادث ومستقلة، أي أن النظام الطبيعي، بكل ما
يتسم به من تغيُّر وتعدُّد ونسبية وسيولة وراءه نظام يتسم بالوحدة والثبات
والمطلقية، وثمة مركز ثابت للظواهر العارضة متجاوز لها (وهذا ما نسميه
«المرجعية المتجاوزة»). ولذا، توصف أية فلسفة تذهب إلى القول بأن في
العالم ترتيباً تصاعدياً تخضع فيه الحوادث للتصورات والتصورات للمبادئ
بأنها فلسفة متعالية (على عكس فلسفات الحلول والكمون الواحدية التي تأخذ
شكل مسطح أفقي تحوي مركزها داخلها أو تكون بغير مركز، ولا يكون فيها أعلى
أو أسفل وتتسم بالواحدية).

وفي الأنساق التوحيدية، التعالي الحق هو ارتقاء يستمر إلى غير نهاية إلى
أن يصل إلى اللانهاية. والتعالي النهائي، بهذا المعنى، لا يمكن أن يُرد
إلى ما هو دونه لأنه لو رُد إلى ما هو دونه لفقد تجاوزه وتعاليه
وتَنزُّهه، أي أن فلسفة التعالي الحقة تصل دائماً إلي أن وجود الإله يسبق
كل الموجودات الأخرى، ومن ثم فهو سببها النهائي ولكنه منزه عنها وله وجود
مستقل، وهو مركزها وهو الغاية التي تسعى نحوها. فالله تعالى هو المتعالي
والعالي والعلي وهو «الكبير المتعال» البائن عن خلقه، أي أنه مركز الكون
والمدلول النهائي المتجاوز للطبيعة والتاريخ المنزه عنهما. ورغم وجود
مسافة تفصل بين الكائن المتجاوز العلي وعالم المادة، فإن له تجلياته في
العالم المادي، فالمتجاوز والمتعالي هو اللامحدود اللامتناهي الذي يعبِّر
عن وجوده داخل المحدود والمتناهي دون أن يُرد إليهما. وهذه التجليات تشكل
انقطاعاً في النظام الطبيعي ولكنها تزوِّده كذلك بقَدْر من التماسك
وباتجاه متصاعد لا يمكن فهمهما أو تفسيرهما في إطار مادي محض.

والعلمنة هي إنكار إمكانية التجاوز، فالعالم الطبيعي/المادي مكتف بذاته،
يحوي داخله كل ما يلزم لفهمه (مرجعية كامنة). والإنسان جزء من هذا العالم،
فهو إنسان طبيعي/مادي لا يمكنه تجاوز الطبيعة/المادة ولا تجاوز ذاته
(الطبيعية) أو التحكم ضد التجاوز. فالإنسان القادر على التجاوز لا يمكن
التحكم فيه تماماً، ولا يمكن تسويته بالكائنات الطبيعية إذ يظل داخله ما
يتحدى القوانين الطبيعية المادية، ومن ثم فهو غير خاضع لقوانين المادة ولا
يمكن حوسلته.

ويُلاحَظ أن تاريخ الفلسفة الغربية الحديثة هو تاريخ تصاعُد معدلات الحلول
(الكمون) والإنكار المتصاعد لأي تجاوز، ومن ثم فهو تصاعد للواحدية المادية
وتصفية لثنائية المتجاوز/الكامن إلى أن نصل إلى الفكر التفكيكي وفكر ما
بعد الحداثة الذي ينكر أي تجاوز وأية مركزية لأي شيء بل ينكر فكرة الكل
نفسها باعتبار أن الكل متجاوز للأجزاء.
__________________


موسوعة المسيري
«المُطلَق» في المعجم الفلسفي (هو عكس النسبي) ويعني «التام» أو «الكامل»
المتعرى عن كل قيد أو حصر أو استثناء أو شرط، والخالص من كل تعيُّن أو
تحديد، الموجود في ذاته وبذاته، واجب الوجود المتجاوز للزمان والمكان حتى
إن تجلى فيهما. والمطلق عادةً يتسم بالثبات والعالمية، فهو لا يرتبط بأرض
معيَّنة ولا بشعب معيَّن ولا بظروف أو ملابسات معيَّنة. والمُطلَق مرادف
للقَبْليّ، والحقائق المطلقة هي الحقائق القَبْلية التي لا يستمدها العقل
من الإحساس والتجربة بل يستمدها من المبدأ الأول وهو أساسها النهائي.
ويمكن وصف الإله الواحد المتجاوز بأنه «المُطلَق»، ويشـار إليه أحياناً
بأنه «المدلول المتجـاوز»، أي أنه المدلول الذي لا يمكن أن يُنسَـب لغيره
فهو يتجاوز كل شـيء. وقد عرَّف هيجل المُطلَق بأنه «الروح» (بالألمانية:
جايست Geist) ويُقال «روح العصر» (أي جوهر العصر ومطلقه) و«روح الأمة»
(جوهرها ومطلقها). وتَحقُّق المطلق في التاريخ هو اتحاد الأضداد والانسجام
بينها، والحقيقة المطلقة هي النقطة التي تتلاقى عندها كل الأضداد وفروع
المعرفة جميعاً من علم ودين، وهي النقطة التي يتداخل فيها المقدَّس
والزمني (فهي وحدة وجود كاملة).

وفي مجال المعرفة، تعبِّر المطلقية (مصدر صناعي من «المطلق») عن اللا
نسبية وهي القول بإمكان التوصل إلى الحقيقة واليقين المعرفي بسبب وجود
حقائق مطلقة وراء مظاهر الطبيعة الزمنية المتغيِّرة المتجاوزة لها.
والمطلقية في الأخـلاق هي الذهاب إلى أن معايير القيم - أخلاقيةً كانـت أم
جماليةً - مطلقةٌ موضوعيةٌ خالدةٌ متجاوزةٌ للزمان والمكان، ومن ثم يمكن
إصدار أحكام أخلاقية. أما في السياسة، فهي تعني سيادة الحاكم أو الدولة
بغير قيد ولا شرط. والدولة المطلقة هي الدولة التي لا تُنسب أحكامها إلى
غيرها فمصلحتها مطلقة وإرادتها مطلقة وسيادتها مطلقة.

أما «النسبي»، فهو ينُسَب إلى غيره ويتوقف وجوده عليه ولا يتعيَّن إلا
مقروناً به، وهو عكس المطلق، وهو مقيد وناقص ومحدود مرتبط بالزمان والمكان
يتلون بهما ويتغيَّر بتغيرهما، ولذا فالنسبي ليس بعالمي.

ونحن نذهب في هذه الموسوعة إلى أنه داخل المنظومات التي تدور في إطار
المرجعية المتجاوزة (مثل الرؤية التوحيدية) لا ينقسم العالم بشكل حاد إلى
مطلق ونسبي، فالمطلق النهائي الوحيد (المطلق المطلق) هو الإله المتجاوز
وهو مركز النموذج والنسق والدنيا الذي يوجد خارجها، أما ما عداه فيتداخل
فيه المطلق والنسبي، فالإنسان يعيش في الطبيعة النسبية ولكنه يحوي داخله
النزعة الربانية التي لا يمكن ردها إلى العالم المادي النسبي، ولذا فهو
يشعر بوجود القيم المطلقة ويهتدي بهديها (إن أراد). والكائنات نسبية فهي
تُنسَب لغيرها، ومع هذا لها قيمة مطلقة، ولذا لا يمكن قتل النفس التي
حرَّم الله إلا بالحق لأنها مطلقة، ومن قَتَل نفساً بغير حق فكأنما قتل
الناس جميعاً. وأقل المخلوقات في الكون هي من صنع الله، ولذا فلها قيمتها
المطلقة. وتداخل النسبي مع المطلق لا يلغي المسافة بينهما، ولذا فهما لا
يمتزجان ولا يذوب الواحد في الآخر.

ويمكننا الحديث عن النسبية الإسلامية باعتبارها نسبية تنصرف إلى خطاب
الخالق، فنحن نؤمن بأن ثمة مطلقات نهائية لا يمكن الجدال بشأنها، نؤمن بها
بكل ما تحوي من عقل وغيب؛ منها ننطلق وإليها نعود، أما ما عدا ذلك فخاضع
للاجتهاد والحوار.

أما في المنظومات التي تدور في إطار المرجعية الكامنة، كالنظم الحلولية
الواحدية والمادية، فإن مركز العالم كامن فيه. ولذا، قد يتجسـد المطلق في
أحد عناصر الدنيا (يتجسد فيه ولا يتبدى من خلاله) فيصبح هذا العنصر المادي
أو الملموس هو المطلق والمقدَّس وأما ما عداه فمدنَّس.

وأي نموذج مهما بلغ من مادية ونسبية يحتوي على ركيزة أساسية تدَّعي لنفسها
المطلقية والقَبْلية، ولذا فإن النماذج المعرفية العلمانية التي تدور في
إطار المرجعية المادية الكامنة تحتوي على مطلق علماني يفترض فيه أنه
الركيزة الأساسية والمرجعية النهائية لكل الأشياء، يمنحها الوحدة
والتماسك. وأهم مطلق علماني هو الطبيعة/المادة والتنويعات المختلفـة عليه
مثل الدولة وحتمية التاريخ... إلخ. وكلمة «مُطلَق» هنا تكاد تكون مرادفة
لكلمة «ركيزة أساسية» وكلمة «مـركز» أو «المبدأ الواحد» أو «اللوجوس»،
فحينما نقول: "لقد حلَّ المُطلَق في المادة"، فنحن نعني "لقد حل المركز في
المادة" وأصبح كامناً فيها غير متجاوز لها.




























جمالي لحتى الأن من الذين تم التعرف عليهم من الشهداء كالتالي:



الشهيد اللواء : توفيق جبر قائد الشرطة


الشهيد محافظ الوسطى: ابو احمد عاشور


الشهيد : اسماعيل الجعبري قائد جهاز الامن والحماية في الشرطة


الشهيد الشيخ الداعية نظير اللوقة


الشهيد احمد قنوع


الشهيد المنشد: صهيب عبد العال


الشهيد : حسن نجل القائد الشهيد اسماعيل ابو شنب


الشهيد صهيب عسفة


الشهيد : محمد مهنا


الشهيد : أبو أكرم جندية قائد في الشرطة الفلسطينية


الشهيد :طارق رحمي - من المباحث


الشهيد : نعمان حجي - مدني-


الشهيد: يوسف ثارى من مدينة جباليا البلد


الشهيد البطل :حسام صيام


الشهيد البطل : باسل دبابش


الشهيد البطل : سائد شامية


الشهيد : فاروق سليم


الشهيد : محمود اللبان


الشهيد القائد: عماد ابو الحاج


الشهيد: انس حمد


الشهيد: ابو طارق حميد


الشهيد: شادي السباخي


الشهيد: علاء القطراوي


الشهيد:عزمي ابو دلال


الشهيد: عبد الرحمن حمدان


الشهيد : هشام كوارع من خانيونس


الشهيد : محمد بكر النمس


الشهيد : بهاء زياد الغرابلي


الشهيد حسن الرحال


الشهيد شحادة قفه


ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دلوعة بس كلمتها مسموعة
:: تريكاوي 100 100 ::

:: تريكاوي 100 100 ::
دلوعة بس كلمتها مسموعة

المشاركات : 503
العمر : 30
محل الاقامة : مصرية وافتخر
الوظيفة : طالبة
الهوايات : كرة المضرب(التنس)
بتشجع نادي إيه : نادي القرن
لاعبك المفضل : بوتريكة والعمدة
تاريخ التسجيل : 06/03/2009
التقييم : 1
نقاط : 6194
::: : شهادات ناجين من مجزرة جنين Empty

شهادات ناجين من مجزرة جنين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهادات ناجين من مجزرة جنين   شهادات ناجين من مجزرة جنين Icon_minitime2009-12-03, 10:02 am

يااااااااااااااااارب أنصر فلسطين

اللهم ارنا في اليهود عجائب قدرتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
clever zoro
:: تريكاوي 100 100 ::

:: تريكاوي 100 100 ::
clever zoro

المشاركات : 888
العمر : 32
محل الاقامة : شمال اااااااااااااااااا
الوظيفة : طالب جامعي اااااااااااااا
الهوايات : مفيش غير النت ا ااااااااااا
بتشجع نادي إيه : الزمالك اااااااااااا
لاعبك المفضل : ااااااااااااااااااااااااا
تاريخ التسجيل : 22/08/2009
التقييم : -3
نقاط : 6476
::: : لم يحصل علي أوسمة

شهادات ناجين من مجزرة جنين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهادات ناجين من مجزرة جنين   شهادات ناجين من مجزرة جنين Icon_minitime2009-12-03, 10:42 am

نورتي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد الشعار
:: مراقب عام ::

:: مراقب عام ::
احمد الشعار

المشاركات : 15936
العمر : 36
محل الاقامة : ميت غمر _ المنصوره
الهوايات : التامل _ قراءه القران _ الشغل
لاعبك المفضل : سيد معوض
تاريخ التسجيل : 06/01/2009
التقييم : 109
نقاط : 30526
::: : شهادات ناجين من مجزرة جنين 34896247

شهادات ناجين من مجزرة جنين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهادات ناجين من مجزرة جنين   شهادات ناجين من مجزرة جنين Icon_minitime2009-12-03, 10:53 am

ربنا ينتقم منها ونرتاح من شرهم
فعلا المغضوب عليهم
شكرا يا اهلاوي علي الخبر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
clever zoro
:: تريكاوي 100 100 ::

:: تريكاوي 100 100 ::
clever zoro

المشاركات : 888
العمر : 32
محل الاقامة : شمال اااااااااااااااااا
الوظيفة : طالب جامعي اااااااااااااا
الهوايات : مفيش غير النت ا ااااااااااا
بتشجع نادي إيه : الزمالك اااااااااااا
لاعبك المفضل : ااااااااااااااااااااااااا
تاريخ التسجيل : 22/08/2009
التقييم : -3
نقاط : 6476
::: : لم يحصل علي أوسمة

شهادات ناجين من مجزرة جنين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهادات ناجين من مجزرة جنين   شهادات ناجين من مجزرة جنين Icon_minitime2009-12-03, 11:04 am

يارب كلنا بنعي
نورت الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

شهادات ناجين من مجزرة جنين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» جنين له أكثر من 260 صديقاً على «فيس بوك»
» صور و فيديو.. شهداء مجزرة رفح
» بالفيديو: شهادات مجندين نجوا من قطار الموت بالبدرشين
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تريكة دوت كوم :: °l||l° منتدي التريكاويه العام °l||l° :: خبر ع الماشي-