رمزي صالح: لولا مصر ما عاد أسرانا من سجون الاحتلال

رمزي صالح: لولا مصر ما عاد أسرانا من سجون الاحتلال

رمزي صالح ـ بالمناسبة ـ ليس أول لاعب كرة قدم فلسطيني يحرس مرمي النادي الأهلي المصري‏,‏ فقد سبقه مروان كنفاني‏.‏
ولكن رمزي قد سبق كل اللاعبين الفلسطينيين ـ المهمين ـ ممن لعبوا للأندية المصرية في كونه قد لعب28 مباراة دولية وأنه رئيس فريق المنتخب الفلسطيني.
وإذا كانت ولادته قد تمت بحي عابدين الشعبي بالقاهرة التي أمضي بها أول ثماني سنوات بها قبل الانتقال مع أسرته للحياة في السعودية التي عاش بها حتي أتم الرابعة عشرة قبل أن ينتقل لحياة المدافع والدبابات ويقيم مع أهله وعشيرته في غزة ويسهم مثل كل صبية وشباب وطنه في الانتفاضة قبل أن ينتقل للقاهرة مجددا محترفا بصفوف النادي الأهلي ومنه إلي المريخ السوداني والعودة من جديد هذا الموسم إلي الإسكندرية, حيث الحياة مع أحبائه من أبناء الإسكندرية.
يقول رمزي صالح: أدرك ـ كفلسطيني أن الفضل أولا لله ـ سبحانه وتعالي ثم لجهود الحكومة المصرية وجهاز المخابرات العامة بها.. وأتصور أن كل أبناء الشعب الفلسطيني يقدرون تماما هذه الجهود, ويدركون أن عودة الأسري الفلسطينيين لأسرهم, ما كان سيتحقق إلا بوجود مصر.
.....................................
أحلم بسلام دائم في المنطقة, ولكن السلام لم يتحقق للآن رغم المفاوضات الطويلة التي عشناها علي مدي81 عاما كاملة.. والواضح أن إسرائيل لاتريد السلام, فكيف يعقل أن تتفاوض معي وأن تعاملني كمعتقل داخل بيتي.
.....................................
المرارة التي يعيشها كل فلسطيني لا يمكن أبدا محوها إلا بمرور الوقت.. ولي مواقف كثيرة علي المستوي الشخصي مع السلطات الإسرائيلية, وإن كان أكثرها قسوة عندما أغلقوا معبر رفح عام4002 وحرموني من تشييع جثمان والدي وتقبل العزاء فيه.
.....................................
لاعب الكرة الفلسطيني يعاني الأمرين من أجل الحفاظ علي مستواه.. فهل تعرف ـ علي سبيل المثال ـ أن الدوري من الممكن أن يمتد لأكثر من عامين نتيجة لحظر التجوال, كما أن نقاط التفتيش لا يمكن المرور منها بسهولة في بعض الأحيان.. وكثيرا ما يتأخر فريق ما عن موعد المباراة فيضطر الحكم لإلغائها.
.....................................
أهم حدث كروي فلسطيني وقع في السنوات الأخيرة لم يأخذ ـ دون سبب منطقي حقه من الاهتمام الإعلامي الذي يستحقه. واعني قرار الفيفا باللعب في فلسطينكملعب بيتي, فقد صار لنا ملعبا معترفا به في ضاحية الرام في رام الله والذي لايبعد أكثر من2 كيلومتر عن المسجد الأقصي.
.....................................
صدق أو لاتصدق أننا برغم قرب المسافة التي تفصل بين استاد الشهيد فيصل الحسيني بالقدس الذي نلعب عليه والمسجد الأقصي, فإن احدا منا لم يدخل المسجد ويصلي فيه ولو لمرة واحدة فقط في حياته والسبب ان السلطات الإسرائيلية تمنع الصلاة في المسجد لمن يقل عمره عن40 عاما, وهو مايطرح سؤالا مهما هو: هل هؤلاء جادون في السلام الذي يتشدقون به.
.....................................
قطاع غزة وحده قدم للقضية الفلسطينية82 شهيدا من نجوم الرياضة في كل اللعبات.. وخاصة كرة القدم.. بخلاف الأسري الذين وصل عددهم بالمئات.. وحزني عظيم علي زميلي محمد السرسك لاعب ناد خدمات رفح الذي لايزال اسيرا في السجون الإسرائيلية..
ولدي مايشبه اليقين من ان مواقف السلطات الإسرائيلية من الرياضيين الفلسطينيين لاتكون صدفة.. فهم يتعمدون التصفية الجسدية والاعتقال لأبناء الشعب الفلسطيني من نجوم الرياضة.
.....................................
أقولها بكل صراحة: نحن شعب سلبت حقوقه.. ولذا أري ان كل الوسائل مشروعة لتحرير ارضنا المحتلة.. علما بأننا أول من ينادي بالسلام والتعايش مع كل الأديان علي أرض فلسطين المتسامحة.
.....................................
الشعب الفلسطيني يدمن كرة القدم.. وبحكم الموقع الجغرافي فإن سكان الضفة الغربية يتابعون الدوري الأردني بشغف بالغ.. بينما يتابع سكان القطاع بحكم الموقع الجغرافي أيضا الدوري المصري. وفي غزة رابط لمشجعي النادي الأهلي.. وقد أدي انضمامي لصفوف الأهلي إلي مضاعفة اهتمام الشعب الفلسطيني كله للدوري المصري, وإن كنت اعتقد ان أبناء الضفة يتساوون في التشجيع بين الأهلي والزمالك, في حين تبدو الغالبية الأهلاوية كاسحة لدي سكان قطاع غزة.
.....................................
تأثرت كثيرا, ولم استطع ان امسك دموعي عندما رأيت عبر الشاشة الصغيرة منظر الأسري الفلسطينيين العائدين إلي اسرهم.. وأكثر م مائتي ألف واطن بانتظارهم في غزة ومثلهم في الضفة
.....................................
ظللت اتابع التليفزيون طوال فترة عودة الاسري حتي الساعة الثالثة من بعد الظهر موعد التحرك إلي الملعب لملاقاة فريق نادي اتحاد الشرطة, وكم تمنيت ان نفوز في هذا اليوم حتي تكتمل فرحتي..
ولكنها مشيئة الله التي جعلتني اصاب في الدقيقة60 ولم استطع ان اكمل المباراة.
.....................................
تصريح الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط بأنه يتمني تحرير السجون الإسرائيلية من كل الأسري الفلسطينيين جاء طبيعيا ومنطقيا لأنه عاني الأسر وذاق قسوته.
.....................................
الحصار الذي يفرضونه علينا يعطينا قوة فوق قوتنا.. فنحن شعب يزداد صلابة وقوة وعزيمة وإيمانا كلما ضيقوا علينا الحصار وقطعوا الكهرباء والمياه والسلع الغذائية والبنزين.. فهذا هو أكبر دليل علي ضعفهم و... قوتنا.
.....................................
كان لي شرف لقاء الرئيس أبو عمار بوصفي أحد لاعبي المنتخب الفلسطيني.. ودائما ما كان يولي الفريق اهتماما خاصا رغم مشاغله التي لا تنتهي.. وأعتقد أنه لو كان موجودا لما حدث الانقسام بين فتح وحماس بوصفه رمز القضية الفلسطينية علي مدار التاريخ.
.....................................
أتذكر أننا فزنا يوما في أحلك الظروف الإنسانية التي يمكن أن يمر بها إنسان وليس لاعب كرة.. وإذا بالرئيس أبو عمار يرسل لنا ـ وكنا في إيران ـ رسالة مهمة يقول لنا فيها أنتم شعب الجبارين.. ولا أحد يتصور وقع هذه الرسالة في نفوسنا جميعا حتي الآن.
.....................................
أسرتي قليلة العدد بعض الشيء, فنحن أربعة أشقاء بيننا ثلاثة يقيمون في السعودية.. ولي شقيقتان متزوجتان في غزة.. وتكره أمي أن ترك بيتها في القطاع, وتفضل أن تعيش وتموت وتدفن في فلسطين.
.....................................
كل لاعب في الدنيا معرض للخطأ.. ولكن خطأ حارس المرمي يكون ظاهرا للجميع.. والمشكلة أن تركيز الجمهور لمركز الحارس داخل النادي الأهلي هو الذي يدفع الحراس للأخطاء.. ولو تركوا الأمور تمضي دون تركيز فسوف يتغير الموقف تماما.
.....................................
ربما كان الشيء الذي ميزني عن باقي زملائي الحراس داخل الأهلي هو الثبات الانفعالي.. وأعتقد أن هذا الثبات سببه الحياة التي عشناها في غزة.. فنحن متعايشون تماما مع الظروف هناك لدرجة أنه يمكنني متابعة مباراة ما وقصف الطائرات يحلق فوق رءوسنا.
.....................................
ظلمني كثيرا الكابتن حسام البدري.. فقد أخطأت مرة واحدة في مباراة إنبي وبعدها كسبنا4 مباريات متتالية.. وفزنا بالدوري في أصعب مسابقة فاز بها النادي الأهلي بعد اللعب مباراة فاصلة مع الإسماعيلي.. وقد لعبت21 مباراة كنت فيها أحد أهم النجوم ـ حسبما ورد في المواقع الإلكترونية ـ في18 منها.
.....................................
أنا الذي رشحت الكابتن حسام البدري لتدريب المريخ السوداني الذي كنت قد انتقلت إليه بعد تركي النادي الأهلي.. وفوجئت به يطلب التعاقد مع عصام الحضري.. فكان طبيعيا أن أرفض الاستمرار وأنتقل للعب بناد آخر هو سموحة الذي أثق تماما في أنه سوف يحصل علي مركز متقدم هذا الموسم وليس مجرد البقاء في الدوري.

الجمهورية

شكراا ياكابتن رمزى