فرضت الأوضاع في قطاع غزة نفسها على أعمال قمة الكويت الاقتصادية العربية بمشاركة 17 زعيم دولة عربية.
ويرى مراقبون ان أن اجتماع الدوحة الجمعة الماضي بشأن غزة أظهر التباين والتناقض الواضح بين معسكرين عربيين، الاول حليف للولايات المتحدة بقيادة مصرية سعودية داعمة للسلطة الفلسطينية بزعامة محمود عباس، والثاني معسكر داعم لحماس بقيادة سورية.
فقد اكد امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في كلمة الافتتاح أن غزة هي البند الاول على جدول أعمال القمة التي تناقش سبل التكامل الاقتصادي العربي ورفع الحواجز الجمركية وصولاً الى انشاء سوق عربية موحدة.
ودعا امير الكويت إلى الفصل بين الخلافات السياسية والعمل الاقتصادي العربي المشترك، وطالب ايضا بعدم ضرورة تحقيق إجماع على مشروعات التعاون الاقتصادي العربي.
مصر وسورية
وقال موفدنا إلى الكويت محمد نون إن كلمتي الرئيسين السوري بشار الأسد والمصري حسني مبارك في الجلسة الافتتاحية كانتا نوعا من السجال بشأن غزة.
ففي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية دعا الرئيس السوري إلى "تقديم دعمنا الصريح غير الملتبس للمقاومة الفلسطينية ورفض كل ما من شانه التشكيك في وطنيتها وشرعيتها او اضعافها".
كما اقترح الاسد على القمة ان "تتبنى رسميا وصف الكيان الصهيوني بالكيان الارهابي" خصوصا بعد الحرب في غزة.
وقال الأسد إن أهل غزة ينتظرون من القادة العرب تأييدا غير مشروط.
أما الرئيس المصري فجدد دفاعه عن موقف بلاده في أزمة غزة منذ الأيام الأولى واكد ان الجهود المصرية أسفرت عن اتفاق وقف إطلاق النار وبدء الانسحاب الإسرائيل.
وقال مبارك إن الأزمة التي عصفت بقطاع غزة كانت امتحانا كشفت تفتت الوضع العربي وانقسامه.
وأعرب عن أسفه تجاه "أن يعمل البعض الى تقسيم العرب الى دول اعتدال ودول ممانعة" متسائلا "هل هي عودة الى جبهة الرفض خلال سبعينات القرن الماضي؟".
وقال إن الوضع العربي الراهن بانقساماته لابد أن يتغير وأعرب عن ثقته في أن "الخلافات أيا كانت لا تستعصي على الحل بالجهود المخلصة فهي في النهاية خلافات بين الأشقاء".
واكد ان بلاده ستوصل دعمها للفلسطينيين وجهودها حتى تحقيق الانسحاب الإسرائيلي وفتح المعابر وإنهاء الحصار.
واكد مبارك في كلمته أن مصر ستواصل فتح معبر رفح امام الجرحى والمساعدات الإنسانية مشيرا إلى أن المعبر مفتوح منذ اليوم الاول لبدء العمليات العسكرية.
كما أشار في كلمته إلى ان مصر ستواصل جهود تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
وقال مبارك موجا كلامه إلى إسرائيل إن "غطرسة القوة لن تقهر المقاومة ولن تفرض الخضوع على الشعب الفلسطيني".
وأضاف " أمن شعبكم سيتحقق باالسلام وليس وبالطائرات والدبابات والقضية الفلسطينية ستنتصر في النهاية والاحتلال مصيره إلى زوال".
كما دعا المجتمع الدولى إلى تحمل مسؤوليته تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط التي قال إنها تراوح مكانها منذ سنوات.
وأوضح ان العرب طلاب سلام عادل وشامل يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطنية مؤكدا أنه حان الوقت لان تقبل اسرائيل والدول الكبرى بالمبادرة العربية للسلام وان تتجاوب معها.
اوضاع اقتصادية
وتعتبر هذه القمة الاولى من نوعها التي تضم الدول العربية الثرية وتلك الفقيرة.
ومن المفترض ان تضع تلك الدول خلافاتها السياسية جانبا وتركز على تطوير وتوسيع مساحة التعاون الاقتصادي بينها.
كما انها تأتي في وقت تعرضت فيه الاقتصاديات العربية، وخصوصا الغنية منها، لضربات موجعة بفعل الازمة الاقنصادية العالمية، والتي تسببت في خسارتها لما يقرب من 2,5 ترليون دولار.
وكان وزراء الخارجية العرب قد اعلنوا ان زعماء دول عربية التزموا باعادة بناء ما دمرته الحرب في قطاع غزة، وهو ما تصل تكاليفه الى ملياري دولار.
الا ان هذا الالتزام ربما بدا صعبا مع تراجع موازنات الدول العربية النفطية بسبب التراجع الحاد في اسعار النفط، مما ادى بها الى تأجيل او حتى الغاء نسبة كبيرة من خططها ومشاريعها التنموية. كما ان القمة تعقد وسط ظروف اقتصادية صعبة عربيا، اذ يبلغ عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي قرابة 20 مليونا، كما ان هناك ما يزيد على 100 مليون امي من مجموع السكان المقدر باكثر من 300 مليون نسمة.
وتقول ميرفت متولي منسقة المؤتمر ان الناتج المحلي الاجمالي للدول العربية مجتمعة، بما دول النفط الغنية والدول الفقيرة مثل اليمن والسودان، لا يزيد على 2,6 في المئة من اجمالي الناتج العالمي.
وقال وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح ان نحو 60 في المئة من المشاريع التنموية في بلدان الخليج العربية قد أجلت او الغيت بسبب الازمة الاقتصادية العالمية.
ويناقش المشاركون في القمة سبل جذب رؤوس الاموال العربية المستثمرة في الخارج، وزيادة حجم الاستثمارات العربية البينية.