في الوقت الذي طالب فيه والد الدكتورة المصرية مروة الشربيني، التي قتلت على يد متطرف ألماني، بتوقيع عقوبة الاعدام على قاتل ابنته، واصلت الصحف الألمانية انتقادتها لطريقة حكومة ميركل في تعاطيها مع القضية، وجهود لإنشاء مركز إسلامي في مدينة دريسيدن الألمانية يحمل اسم القتيلة.
وأعرب محمد الشربيني والد مروة، عن غضبه الشديد إزاء الواقعة، مطالبا بتوقيع عقوبة الاعدام على قاتل ابنته، مؤكدا أنه لا يمكنه تصديق أن ابنته قتلت "لمجرد أنها ترتدي الحجاب".
كما طالب الشربيني (65 عاما) بتوقيع أقصى عقوبة بحق الشرطي الذي أطلق النيران على زوج ابنته علوي عكاظ.
وأكد والد مروة لصحيفة "بيلد" الألمانية خلال مقابلة في منزله بمدينة الإسكندرية، أنه علم بنبأ مقتل ابنته عن طريق أحد أصدقاء مروة وقال إن الحكومة الألمانية لم تقم بنقل النبأ.
وأوضح أنه لم يصدق الأمر في البداية إلى أن تأكد بالفعل بعد أن اخبرته الحكومة المصرية وسفارة مصر في برلين، موضحا أنه يتابع التقارير الإعلامية التي تتناول قضية مروة.
وكانت السلطات الألمانية قد وجهت تهمة القتل العمد إلى الجاني، وهي أقصى عقوبة في ألمانيا، حيث أن عقوبة الاعدام غير مطبقة في المانيا.
ومن المنتظر أن ينظر القضاء الألماني القضية خلال خريف 2009، فيما قرر النائب العام المصري فتح تحقيق موسع في الحادث، وكلف مسئول قضائي لمتابعة التحقيقات التي تجرى في ألمانيا.
وكان الادعاء الألماني قد فرض حظر على النشر في قضية مقتل مروة، بعد صدور تقارير صحفية تؤكد ان القاتل خطط لجريمته.
وأثارت هذه الواقعة حالة من الغضب الشديد سواء في مصر أو داخل وسط المصريين المقيمين في ألمانيا، كما وجه البعض اتهامات لألمانيا بأنها تجاهلت القضية.
مركز إسلامي بالجهود الذاتية
من جانبها، أكدت صحيفة "دير تاجز شبيجل" الألمانية أن هناك جهودا مبذولة تهدف إلى تأسيس مركز إسلامي للثقافة والتربية في مدينة دريسيدن الألمانية ملحق به مصلى ودور حضانة كمبادرة من الاتحاد الإسلامي للثقافة والتربية، موضحة أن هذا المشروع سوف يحمل اسم مروة الشربينى.
وقال مؤسسو الاتحاد الإسلامي - في تصريحات للصحيفة الاثنين - إن مروة الشربينى كانت تتبنى فكرة إنشاء هذا المركز كما أنها كانت عضوة في الاتحاد الثقافي.
وأضاف هؤلاء المؤسسون - في بيان صادر عنهم - أنهم أصبحوا يشعرون بعد مقتل مروة بالتزام أكبر تجاه هذا المشروع الثقافي، والذي سوف يكون منبرا ورمزا لحوار الثقافات، وتعبيرا عن التسامح والمصالحة بين مختلف الثقافات.
جدير بالذكر أن أسرة الدكتورة مروة الشربينى تقف وراء إنشاء هذا المركز الذي سيمول بالجهود الذاتية وبالتبرعات، والذي سيحمل اسمها وسيكون تذكرة بأن بث مشاعر الكره والعنصرية تولد الكره وتؤدى للقتل وبدلا منها لابد أن يكون هناك مشاعر للرحمة والتسامح وتقبل الآخر.
العداء للإسلام
وفي سياق الانتقادات التي وجهت لحكومة ميركل، أكدت صحيفة "دي تا جيستسايتونج" الألمانية أن السكوت عن خلفيات مقتل مروة أمر خطير، خاصة أنها لجأت إلى القضاء للدفاع عن نفسها إزاء ما تعرضت له من إهانات، رغم أن الكثيرين من المسلمين في ألمانيا لا يعون إلى اليوم إمكانية الدفاع عن أنفسهم قضائيا ضد التمييز العنصري.
وقالت الصحيفة الاثنين إن ردود الفعل المتباطئة إزاء حادث مقتل مروة من شأنها أن تضعف ثقة المسلمين بألمانيا في أنهم يمكنهم الاعتماد على مثل هذا التأييد الاجتماعي في كفاحهم من أجل حقوقهم.
ودعت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل إلى العمل على توفير مناخ اجتماعي يعتبر فيه الاحتجاج ضد الإهانات والعداءات العنصرية أمرا بديهيا.
وأشارت إلى أن القاتل طعن مروة الشربينى 18 طعنة ولم يحاول أحد أن يوقفه، وأن تلك المأساة أيقظت مشاعر الغضب لدى المسلمين تجاه العداء للإسلام المنتشر في أوروبا، حيث استدعت وسائل الإعلام العربية أحداث عرض فيلم ضد الإسلام للمخرج الهولندي تيو فان جوخ الذي هاجم فيه الإسلام على مرأى ومسمع من العالم الأوروبي دون أي رد فعل أوروبي.
وقتلت مروة (31 سنة) طعنا بالسكين الأربعاء ا يوليو/تموز 2009 أمام ابنها مصطفى (ثلاثة أعوام) على يد ألماني من أصل روسي في ساحة محكمة ألمانية، وذلك بعد أن أقامت دعوى ضد الشاب الألماني لسبها في أحد ملاعب الأطفال بسبب خلاف على الأرجوحة ووصفها "بالإرهابية" لأنها ترتدي الحجاب.
وانتهت الدعوى بتغريم الجاني اليكس دبليو (28 عاما) 750 يورو، وقرر المتهم استئناف الحكم واستغل جلسة الاستئناف لتوجيه طعنات للفقيدة داخل قاعة المحكمة.
وأصيب علوي (32عاما) زوج مروة بإصابات خطيرة في الكبد والرئة، أثناء محاولته إنقاذ زوجته والسيطرة على الجاني، حيث أن الجاني طعنه هو الآخر، كما تعرض لطلق ناري من أحد رجال الشرطة في المحكمة عن طريق الخطأ.