سعت إدارة نادي الزمالك المصري لتدعيم الفريق بكل قوة من اجل تعويض
إخفاقات السنوات الماضية التي شهدت تخبط أدارى غير مسبوق ، والنتيجة كانت
ابتعاد الفريق عن منصات التتويج وسط خيبة أمل كبيرة بين أنصاره وعشاقه في
كل مكان .
و من اجل إعادة الفريق لطريقه الصحيح نجح مجلس إلادارة في تكوين فريق جديد
تنعقد عليه طموحات كبيرة ، وعندما نلقي نظرة علي قائمة الزمالك التي
ستمثله مع انطلاق فعاليات الدوري المصري الجمعة المقبل سنرى أسماء رنانة
لم يكن يتخيل احد أن تتواجد في قائمة واحدة والختام كان بإعلان النادي عن
ضم المحترف المصري احمد حسام ميدو بعد جولات متعددة للاعب بالملاعب
الأوربية ، وسبق ميدو بقاء اللاعب عمرو زكي والذي تصورنا انه لن يعود لمصر
من جديد بعد تألقه مع ويجان لكنه بقى ليكمل تعاقده مع ناديه الزمالك.
يشكل الثنائي السابق ثقل كبير لاى فريق فاللاعبان مثلا منتخب مصر على
المستوى الدولي لسنوات وشاركا في حصد ألقاب الفراعنة وينتظر جمهور الزمالك
مثلث رعب هجومي بقيادة ميدو وزكى وخلفهم الحريف شيكابالا!.
بالإضافة للتعاقد مع مجموعة كبيرة من اللاعبين مثل حسن مصطفى لاعب الاهلى
والغاني إبراهيم ايو الذي من مشاهدتي له مع منتخب غانا للمحليين أراه
لاعباً بأكبر الأندية الأوربية قريباً كما ضم الزمالك الايفوارى اديكو
لاعب وفاق سطيف الجزائري بالإضافة إلى احد هدافي الدوري المصري الموسم
السابق احمد جعفر من فريق الاتصالات وظهير المحلة الأيسر محمد عبد الشافي.
لتكتمل قائمة الزمالك بعد إضافة كل المنضمين حديثاً لمجموعة ناشئي الزمالك المتألقين منذ أتيحت لهم الفرصة مع نهاية الموسم الماضي.
بالطبع تدعيم الفريق أمر مطلوب وهام خاصة بعد إخفاقات عديدة وكل
اللاعبين المتعاقد معهم قادرين على حمل اسم الزمالك من الناحية الفنية
ولكن تبقى لتلك القائمة المدججة باللاعبين أصحاب الخبرات والمستويات
العالية العديد من السلبيات التي يمكن أن تؤثر علي مسيرة الفريق، فهاجس
فريق الأحلام الذي كونه الزمالك في التسعينات وضم أفضل اللاعبين حينها
مازال يطارد الزملكاوية، وتخشى جماهيره من تكرار التجربة مجدداً في عهد
ميدو وزكى!.
- للأسف الشديد أرى خميرة المشاكل في الزمالك موجودة وتتمثل في التالي:
أولاً – مجموعة "المزاجنجية" فبعد رحيل جمال حمزة إلى الدوري الالمانى
لانضمامه لماينز واستغناء الزمالك عن محمد ابوالعلا تنفست جماهير الزمالك
الصعداء ظناً بأن المعلمين أصحاب المزاج المتقلب والمسيطرين على أحوال
الفريق ابتعدوا نهائياً ولم يتبقى سوى شيكابالا والذي لن يجد من يساعده
على إثارة المشاكل في اى وقت فباقي زملائه بالفريق مشهود لهم بالالتزام.
ولكن الان أضيف إلى شيكابالا الثنائي ميدو وزكى وهم من نوعية اللاعبين
الذين لا يمر عليهم شهر إلا وتجد أسم احدهم في مشكلة ما مع زميل أو مدرب
أو جمهور أو أعلام بالإضافة للمشاكل الكامنة بينهما والنفوس الغير صافية
منذ ما حدث في مباريات المنتخب الأخيرة بالإضافة إلى نجومية كل منهما
وسماتهم الشخصية والتي إن عرفت التضحية من اجل الفريق فلا تستمر عليها
كثيراً.
لا اعرف كيف لا تتعامل أدارة الزمالك مع شيكابالا من الناحية النفسية
ومحاولة تأهيله ليصبح واحد من أفضل اللاعبين في القارة، على إدارة الزمالك
إلحاق شيكابالا بدورات تثقيفية تعليمية في معاهد متخصصة لتغيير شخصيته
وثقافته ، فهذا اللاعب إذا تغيرت عقليته ليصبح أكثر وعياً وفهماً وتقديراً
للأمور خصوصاً وان سنه لازال صغيراً سيكون مكسب غير عادى لفريقه ثم للأهم
وهو منتخب مصر وبطبيعة الحال سينعكس تغير فكره على أدائه وقراراته داخل
الملعب وستزول الحالة المزاجية التي تجعله "يمشى على سطر ويترك سطر"!..
ثانياً – هذا العدد الكبير من اللاعبين القادرين على تمثيل الفريق و
بالطبع كلهم يريدون المشاركة في المباريات ، والملعب لا يستوعب سوى 11
لاعب من أصل 30 لاعب اكتظت بهم قائمة الزمالك، فالفريق الان أكثر من نصف
لاعبيه من الدوليين وقد تشهد قائمة المنتخب بعد بداية الدوري 10 لاعبين من
الزمالك.
ثالثاً – الإعلام القابع داخل نادي الزمالك والذي لا يفارقه أبدا وعدم
قدرة النادي على السيطرة الإعلامية نهائياً والمعروف للقاصي والداني أن
الزمالك محيط كبير يمكنه ملئ 100 مطبوعة و50 قناة بمادة ثرية على مدار 24
ساعة دون غيره من الفرق الأخرى ، فاللاعبون الغاضبون من عدم المشاركة في
المباريات والذين أتوقع الا يصمدوا لأبعد من الأسبوع الثالث من مباريات
الدوري المصري سيجدون ملاجئ كثيرة في شتى القنوات الفضائية من اجل الشكوى
من حالة التجاهل الفني لتتحول تصريحات اللاعبين إلى قصص وروايات تنفجر في
النهاية بوجه الفريق وجماهيره.
رابعاً - طعن مرتضى منصور في صحة الانتخابات والذي يهدد بنسف كل الأحلام البيضاء.
كل ما سبق أراه يحوم بميت عقبة ليهدد استقرار الزمالك وحلمه الكبير للعودة
والذي بذل من اجله جهد كبير من قبل مجلس الإدارة خلال الشهور الماضية،
فالفريق الأبيض الان يحتاج لسياسة واضحة معلنة للجميع وعلى الجميع
الالتزام بها ولابد من وضع الأمور في نصابها الصحيح من البداية إذا ما
أرادوا النجاح فالسيطرة على هذا الكم من النجوم ليس بالهين ويحتاج لإدارة
حازمة وجهاز فني ذو شخصية قوية قادر على استيعاب النجوم بمشاكلهم ومتفهم
لطبيعة اللاعبين الموجودين بصفوف الفريق ، وللزمالك عبرة بالمنتخب الوطني
فعندما قبض المعلم حسن شحاتة بيد من حديد على فريقه حقق نجاحات مدوية
وعندما بدأ الزمام في الانفلات من بين يدي المعلم تعثر الفراعنة وطفت
المشاكل على السطح وتناولتها كل الألسنة ووسائل الأعلام.
وأعاود التساؤلات للتنبيه قبل أن يبدأ الموسم وتبدأ المشاكل ويظل الزمالك داخل نفس الدائرة المغلقة:
هل مجلس إدارة الزمالك وجهازه الفنى مدركين إن القائمة القوية للفريق لها وجه أخر متمثل في السلبيات السابقة ؟
هل يدرك المجلس والجهاز الفنى كيفية التعامل مع كافة النقاط السابقة؟؟
هل تقدم تلك الكوكبة من النجوم مصلحة الفريق على مصالحهم الشخصية؟؟؟
هل تتعامل كافة وسائل الأعلام مع مشاكل الزمالك بحيادية وتروى دون إثارة مفتعلة ، وهل الزمالك قادر على كبح جماح الاعلام المصرى ؟؟؟؟
هل يترك "مرتضى منصور" الزمالك في حاله لينعم بالاستقرار ولو لسنة واحدة فقط.. سنة واحدة فقط يا سيد مرتضى!.
الأسئلة السابقة ستجيب عنها منظومة الزمالك فهم وحدهم قادرين على تحديد
الإجابة خاصة والموسم الكروي يدق الأبواب بمصر ، وسنرى هل ينجح جلاكتيكوس
الزمالك أم أن فريق أحلام جديد سيكون بمثابة كابوس للجماهير البيضاء.
يبقى السؤال الأخير الموجه للسيد، الأستاذ، المستشار، النائب، الرئيس،
الشرعي، الدرع والسيف "مرتضى منصور": هل ستترك الزمالك في حاله ؟!!
هذا السؤال يمكن حله فقط عن طريق منظمة الأمم المتحدة بعد أن تنجح في حل اى قضية تهم العرب!!