نعود قليلا الى ثلاث سنوات الى الوراء
الى منتصف رمضان عام الفان وخمسه
عندما اخذ يودع القريب والبعيد الاحباب والاصدقاء
بعد ان اخذ منه الجميع قبلات واحضان الوداع
ربما كان الاخير
اخذ هذا الشاب يتذكر شريط حياته القصير
منذ ان كان طفلا بين احضان امه
التى كافحت بشرف حتى صار هو اخوته
بين الناس من المحترمين
بعد ان رفع الاب يديه عن دوره
كافحت حتى صار شابا على اعتاب
التاسعة عشر من عمره
حيث جاء قبول الالتحاق بالجامعه
لكنه رفض
رفض هذا الالتحاق
و رأى الى هنا يكفى
الان يجب عليك ان تستريح يا امى
قال الشاب
بعد محاولات من الشد والحذب
بينه وبين دموع وتسولات امه
اخذ قراره بعدم الالتحاق
ثم تذكر الطفل الذى عاش بين جنبات جسمه
يوما بدمعةٍ حانيةٍ لهذا الزمان سالت على خديه
وشقاوه وضحكات لم تكن تعلم
ماذا ينتظرها فى قادم الايام
اخذ يودع البيت الذى تربى فيه
كما يودع الساكنين فيه
وجاء الاذان
اذان مؤذن رحلةٍ لا يعرف مداها
ولا الى اين يحط الرحال بها
الا من يقلب الليل والنهار العزيز الغفار
رحلة الانتحار فى اعالى البحار
كما يحب ان يسميها
خرج هذا الشاب مولياً قبلته الى حيث
قدرٍ يترصده مع موجٍ هائج
الى مواكب الموت المجانى
تصرف هناك فى مدينة زواره
مدينه حدوديه تقع بين ليبيا وتونس
حيث موطن حفلات الموت الجماعى
فى هيئة اشخاص يوصلونك الى حلم
الى حلم يرودك
يرقص امامه موتٌ
لا
ينجوا منه الا من كان بسبعة ارواح
لانه سيفقد ستةٍ منها بالفعل