لو بحثنا عن أفضل المدافعين في تاريخ كرة القدم المصرية لكان وائل جمعة أحد أفضل خمسة منهم علي الإطلاق حيث لم يسبق لمدافع مصري أن لعب علي مهاجمين عالمين يشار إليهم بالبنان مثلما فعل أبن قرية الشين بالغربية الذي فاز بلقب أفضل لاعب في كأس العالم العسكرية في مصر عام 2001 قبل أن ينتقل من فريق غزل المحلة الذي قاده لنهائي كأس مصر عام 2001 إلي الأهلي الذي حقق معه إنجازات و بطولات لم يسبقه إليها إلا القليل من نجوم كرة القدم في مصر و العالم.



المدافع الذي تولي رقابة مهاجم أسبانيا الأول راؤول جونزاليس في أول لقاء له بزي الأهلي الأحمر الشهير علي ملعب القاهرة ضد الريال في الرابع من أغسطس 2001 واجه في العام التالي مهاجم الأرجنتين الكبير باتيستوتا في لقاء الأهلي مع فريق روما وحقق زعيم أفريقيا الأول الفوز في اللقاءين بفضل قوة وصلابة هذا المدافع العملاق.

وما بين الفيل الإيفواري ديديه دروجبا والأسد الكاميروني صامويل إيتو اللذين واجههما جمعة في نسختي أمم أفريقيا 2006 و2008 وصولا إلي المهاجم البرازيلي لويس فابيانو والمهاجم الإيطالي فابيو كوالياريلا اللذين لعب ضدهما في كأس القارات 2009 كتب النجم الذي لم يوفق في خوض تجربة في الدوري الإنجليزي مع بلاكبيرن روفرز اسمه بحروف من نور في سجل المدافعين الأشداء وكسب الرهان في معظم مواجهاته أمام هؤلاء النجوم.

وائل جمعة المولود في الثالث من أغسطس عام 1975 والذي حقق 21 بطولة مع الأهلي خلال 8 سنوات تحدث عن البطاقة الصفراء التي منحها له الحكم التوجولي كوكو دجاوبي في لقاء زامبيا وغيابه عن المواجهة الحاسمة مع منتخب الجزائر في الرابع عشر من نوفمبر القادم وألقي الضوء علي الأجواء التي غلفت لقاء منتخب مصر مع زامبيا في ملعب كونكولا في العاشر من أكتوبر الجاري.

كما كشف لنا عن سبب خروجه من القلعة الحمراء معاراً إلي دوري المحترفين القطري في الموسم قبل الماضي وهل يرغب في تكرار التجربة مستقبلاً أم لا؟ وأكد أن منتخب مصر هو الأجدر بانتزاع بطاقة التأهل عن المجموعة الثالثة وأوضح أن أي 11 لاعب مصري سيواجهون محاربي الصحراء في لقاء الجولة السادسة قادرين علي تحقيق حلم الوصول للمونديال للمرة الثالثة في تاريخ منتخب "الفراعنة".

وفيما يلي نص الحوار كاملا:

أولاً ألف مبروك علي الفوز في لقاء زامبيا و نود أنا نعرف منك أجواء و كواليس هذا اللقاء؟

الحمد لله طبعا علي المكسب المباراة كانت صعبة جدا علينا. كان هناك الكثير من الضغوط علينا في هذا اللقاء وكنا مطالبين بالفوز والتسجيل والعودة بالنقاط الثلاث في نفس الوقت كان علينا تفادي قبول أي هدف أمام فريق قوي مثل زامبيا كان يسعى لإحراز ولو نقطة تؤمن له الصعود لنهائيات كأس الأمم.

كل هذه الأمور صعبت علينا اللقاء ناهيك عن قوة وسرعة منتخب زامبيا و تميز لاعبيه وتمتعهم بخفة حركة غير عادية وكلها أمور يندر تواجدها في المنتخبات الأفريقية.

لاعبي زامبيا كانوا دائمي الحركة في الملعب وساعدهم الجو الحار جداً وأرض الملعب السيئة جداً جداَ كل هذه العوامل مثلت ضغوط علي لاعبينا المطالبين بالفوز و لاشيء غيره مما تسبب في توتر الأداء و عدم رضا البعض عن أداء لاعبينا في هذا اللقاء.

بمناسبة التوتر فقد حصلت علي بطاقة صفراء في هذا اللقاء فهل ستغيب عن اللقاء القادم؟

أنا حزين جداً علي هذه البطاقة. لا أعرف ماذا أقول ولكن هذا قدري و أحمد الله علي كل شيء. لعبت كل المباريات الأحد عشر الماضية في التصفيات وجاء القدر ليبعدني عن أهم لقاء في التصفيات وأتمنى إلا يؤثر غيابي علي الأداء وأن يكون زميلي الذي سيعوضني أفضل مني.

الضغوط هي من تسببت في هذا الإنذار. من عادتي ألا أحب أن أشاهد أحد يؤذي أحد زملائي في الملعب وخصوصاً أن الحكم بدأ التحامل علينا في الشوط الثاني، ما حدث كان سببه الضغوط وأنا طبعا حزين جدا لغيابي عن هذا اللقاء المصيري.

من تتوقع أن يحل محلك في اللقاء؟

فيما يخص بديلي فهذا عمل الجهاز الفني حيث سيختار بديل ويبدأ في تجهيزه هناك احمد سعيد أوكا وشريف عبدالفضيل والمعتصم سالم وكذلك احمد فتحي ومحمد شوقي. الاختيار سيكون شأن خاض بالجهاز الفني, إن شاء الله من سيلعب اللقاء سيكون علي قدر المسؤولية ويسد فراغ غيابي وأتمني له كل التوفيق.

هناك أكثر من نجم في الفريق ومنهم وائل جمعة ستكون هذه هي الفرصة الأخيرة لهم من أجل المشاركة في المونديال ... هل هذا الأمر يعطيكم دفعة أخري من أجل القتال علي إدراك نهائيات جنوب أفريقيا؟

أنا من النوع الذي لا ينظر إلا لخطوته القريبة ولا أفكر في المستقبل البعيد. البعض يردد منذ فترة متى أعتزل كرة القدم و بالطبع أنا لا أفكر في هذا الآن، كأس العالم سيكون بكل تأكيد أهم البطولات في حياتي وكل زملاء الجيل الحالي , ما تقوله شيء هام و حيوي ولقاء الجزائر والفوز به هو الأهم لي وأحمد حسن ومحمد أبوتريكة ومحمد بركات وعصام الحضري ومجموعة كبيرة من زملاءنا. دائما أكرره شيء هام مفاده "لو لم يصل هذا الجيل إلي المونديال فمن الصعب أن يصل غيره في القريب العاجل".

حققنا إنجازات لم يحققها أي منتخب إفريقي أخر بأداء أبهر العالم سواء في غانا أو في كاس القارات. ومن الصعب تخيل عدم وصولنا لنهائيات كأس العالم.

بعد أن حقق منتخب مصر ما يشبه المستحيل وحقق ثلاث انتصارات في لقاءاته الثلاث الأخيرة ومنها لقاءين خارج أرضه مع رواندا ثم زامبيا ... هل تشعر أن أمر صعودكم لكأس العالم تحول من أمر مستحيل إلي أمر في المتناول؟

الكلام غير منطقي و غير مقبول منذ البداية نحن الأحق ببطاقة هذه المجموعة مع كامل احترامنا للمنتخب الجزائري لابد أن يعرف الجميع أن منتخبنا حقق لقبين في كأس الأمم في ظل غياب تام لمنتخب الجزائر لا أود الحديث أكثر في هذا الموضوع لأننا أشقاء في الأول والأخر.

المعروف أن المنتخب الجزائري لم يتأهل حتى للنهائيات في النسختين. اقول لك، دعني أتكلم عن منتخبنا فقط.

هناك 9 لاعبين بدءوا هذه التصفيات من نجوم بطولة غانا ولم يٌضاف لمجموعة اللاعبين إلا أوكا و بركات- إن شاء الله - لو لعبنا بنفس روح بطولة غانا سنفوز ونصعد و لو أحررنا هدفين يمكن أن نزيد العدد إلي خمس أهداف بمساندة الجماهير ودعواتها لنا وقبل ذلك بتوفيق الله لنا مع جهدنا و عزمنا علي الفوز سنتأهل لجنوب أفريقيا.

بأي تشكيل و بأي عناصر سيتمكن أي 11 رجل مصري من إنجاز المهمة و كما قلت لك لو سجلنا هدفين سنكون قادرون علي إحراز 5 أهداف كما حدث في تصفيات بطولة كوريا و اليابان ’ لدينا نفس الحافز الآن و نحن الأفضل والأقوى بكل تأكيد. كسبنا كوت ديفوار بأربعة أهداف ولا يستطيع أحد غيرنا فعل هذا وفزنا علي إيطاليا في كأس القارات. خضنا العديد من المباريات الكبرى، وعن نفسي سأكون موجوداً من زملائي في المعسكر لدينا تصميم كبير و سنصل لكاس العالم و كما قلت أنت هذا حلمنا و لن نفرط فيه.

الفوز بهدفين دون رد يذهب بنا للقاء فاصل والفوز بثلاثية نظيفة يصعد بنا مباشرة ...هكذا يردد رجل الشارع العادي فماذا عن نجوم المنتخب أنفسهم؟

نيتنا هي الذهاب المباشر لجنوب أفريقيا، يمكن أن نتقدم بهدفين ويأتي هدف مباغت يبعدنا عن تحقيق الحلم سنلعب علي الفوز و لو تطلب الصعود فوزنا بعشرة أهداف سنعمل علي تحقيق هذا الهدف. أمامنا لقاء واحد لتحقيق الحلم ولن نفوت هذه الفرصة.

البعض يتحدث عن وجوب وجود معسكر طويل للمنتخب قبل اللقاء من أجل المزيد من التركيز ... هل أنت مع رأي هؤلاء أم أنك تفضل المعسكرات القصيرة؟

لا نحتاج إلي معسكرات طويلة للشعور بأهمية المباراة لأن جميعنا يعرف أهمية و قيمة لقاء 14 نوفمبر. فقط نخشى من الإصابات التي قد يتعرض لها البعض في مباريات الدوري رغم أني أراها الأفضل لتجهيز اللاعبين للمباراة, مباريات الدوري مهمة و تفيد المنتخب لأن معظم قوام المنتخب من لاعبي الدوري المصري ولابد من استمرار الدوري من أجل تجهيز هؤلاء النجوم.

ذكرت في كلامك عن وجود تركيز كبير لديكم في لقاء الجزائر، فهل هذا الأمر يؤثر بالسلب علي بعض نجوم الأهلي وباقي زملاءهم الدوليين في الأندية الأخرى في مباريات الدوري؟

لاعبو الأهلي يستعدون للقاءات للمنتخب من خلال مباريات الأهلي, أمامنا أولويات و أهداف في الأهلي تساعدنا مع منتخب مصر,كل لاعب من خلال ناديه يحاول بذل أقصي ما يمكنه من أجل الظهور بأفضل مستوي مع منتخب مصر.

كمدافع في المنتخب المصري لعبت أمام الجزائر منقبل، من تراه من نجوم المنتخب الجزائري الأكثر خطورة علي مرمي منتخب مصر في لقاء 14 نوفمبر؟

أري أن خطورة المنتخب الجزائري في الكرات الثابتة حيث تمثل خطورة بالغة علي أي دفاع و معظم أهدافهم تأتي عن طريق هذه الضربات سواء عن طريق الركلات الركنية أو المخالفات القريبة من الصندوق. هم يستغلون طول البنية والقوة البدنية في هذه الكرات. لو استطعنا الحد من خطورتهم في الكرات الثابتة واستغلال مهاراتنا ستكون الغالبة لنا.

هناك تصريحات نارية علي لسان بعض نجوم منتخب الجزائر في بعض الصحف والمواقع ... هل تصدق هذه التصريحات أم تعتبرها مبالغة من هذه الصحف و المواقع من أجل لفت الأنظار إليها خصوصاً بعد تصريحات النجم الجزائري الكبير رابح ماجرفي الفترة الأخيرة والتي أكد فيها احترامه للمنتخب المصري ونجومه وأنه سيكون مساند لمصر لو تمكنت من الصعود ؟

البعض من وسائل الإعلام تهوي الإثارة ولا تعرف أنها تودي للوقيعة و الفتنة بين الأشقاء> لكن جو كرة القدم يشهد التنافس الشريف وحلاوة كرة القدم تتمحور في الروح الرياضية> لسنا أعداء ولا نحمل السلاح لبعضنا لأننا نلعب كرة القدم.

كرة القدم لعبة القوة والجدية ولكنها لعبة الروح الرياضية أيضاً، لن نتأثر بجو الإثارة هذا في الملعب , إن شاء الله سنفوز و نتأهل للمونديال في جو رياضي. نحن عرب ونفهم أحاسيس بعضنا البعض. كل ما يقال غير ذلك هو نوع من الإثارة المبالغ فيها.

بعيدا عن المنتخب و اللقاء المقبل مع منتخب الجزائر الشقيق ... هل وائل جمعة لا زال يفكر في الاحتراف الأوربي حتى الآن؟

عندما تركت الأهلي إلي قطر- انتقل علي سبيل الإعارة لفريق السيلية القطري- كانت هناك ظروف خاصة جداً, البعض يعرف هذه الظروف و البعض لا يعرفها كل ما أستطيع قوله أني أحب الأهلي جداَ و مرتبط به جدا, المرة الوحيدة التي طلبت فيها الاحتراف كانت عندما جاءني عرض بلاكبيرن الإنجليزي ,كان عمري وقتها 30 عاماً وكنت أفضل مدافع في أفريقيا ورأيت أنها فرصتي الأخيرة للاحتراف.

ظروف تركي للأهلي كانت بعد لقاء النجم الساحلي الذي حزنت جداً لعدم مشاركتي فيه وقبل قليل من كأس الأمم الأفريقية بغانا لم أكن أشارك أساسياً في الفريق ورأيت أنه لابد أن ألعب في الخارج من أجل ضمان المشاركة بشكل أساسي حتى لا أفقد مكاني في منتخب مصر. الحمد لله أنا سعيد في الأهلي حاليا ولا أفكر في مغادرته علي الإطلاق.

كلمة أخيرة منك للجماهير المصرية .. ماذا تقول لهم؟

أتمنى التوفيق لمنتخب مصر, وإن شاء الله نصل للحلم الذي يتمناه كل مواطن مصري هذه الأيام.

أتعمد التجول في الشارع و التحدث مع الجماهير و أحس أنهم يريدون أن يلعبوا هذا اللقاء لفرط حماسهم. كل ما أطلبه أن يوفقنا الله و أن يدعو الجميع لنا من أجل إدخال الفرحة في قلوب المصريين في كل مكان.

ذقنا حلاوة كأس القارات وشعرنا بشعور مختلف للاعبي كرة القدم, إن شاء الله سنسعى إلي تشريفكم في كأس العالم كما فعلنا في كأس الأمم الأفريقية.

لن ألعب اللقاء ولكني أثق أن أي 11 لاعب من زملائي قادرون علي الدفاع عن حلمنا في رفع العلم المصري في المونديال الأفريقي.