الأهالى يسردون اللحظات المروعة أثناء انتشال جثث قطار العياط.. طالب يحتضن مسطرته.. وآخر كشكوله فى يده.. ومحاولات لإخراج سيدة بدون انفصال رأسها طالب يحتضن مسطرة.. وآخر فى يده أجندته وأوراقه، وسيدة أخرى توشك رأسها على
الانفصال من جسدها.. تلك كانت بعض المشاهد المروعة والمؤلمة أثناء عملية انتشال
الجثث أمس السبت، من قطار الموت بالعياط فى الحادث الذى جاء بمثابة نسخة كربونية
لقطار الصعيد المحروق منذ سنوات، مع اختلاف أسباب الموت من الحريق إلى التصادم.
اليوم السابع انتقل إلى مكان الحادث القريب من
محطة الرقة بحوالى كيلو متر، حيث احتشد خمسة آلاف شخص من القرية
بطول شريط السكة الحديد.
الأهالى حملوا مشاعل الإضاءة لمساعدة رجال الحماية المدنية فى عمليات انتشال جثث
الضحايا التى استمرت حوالى خمس ساعات متواصلة، بينما اصطف على طول "الترعة"
الموازية لشريط السكة الحديد أكثر من 50 سيارة مطافى.
"الحزن والقلق والذعر" عناوين رسمت على وجوه الأهالى، وكاميرات الصحفيين
والإعلاميين أنارت ظلام الليل الذى سيطر على المنطقة، بينما انتشر رجال الحماية
المدنية بملابسهم المميزة فى كل مكان، ينتشلون الجثث ويسرعون بها عدة أمتار للوصول
إلى سيارات الإسعاف الواقفة بعيداً خلف الترعة لنقل الضحايا إلى أقرب مستشفى.
سرد "شهود العيان" من أهالى قرية الزرقة لليوم
السابع، تفاصيل الواقعة بالكامل، "محمد فوزى" موظف بالمجلس المحلى يقول: فى
حدود الساعة السادسة أو السابعةـ لا أتذكر جيدا ـ حدث عطل فنى فى القطار الفيومى
القادم من محطة أم المصريين إلى الفيوم، وذلك بعدما صدم "جاموسة" كانت تعبر شريط
السكة الحديد مما أدى إلى تعطل القطار قبل محطة الرقة الموجودة بقرية الزرقة بحوالى
كيلو متر تقريباً،
فى الوقت الذى كان القطار القادم من رمسيس متجها إلى أسيوط
قادماً على نفس الشريط، الأمر الذى أدى إلى اصطدام القطار الثانى بمؤخرة الأول،
ليتم رفع العربة الأخيرة من القطار الأول من على الأرض بحوالى متر ونصف المتر، حيث
أصبحت العربة الأخيرة كتلة واحدة من الصاج بداخلها أكثر من 50 جثة.
"محمد عبد الرازق من أهالى القرية" يقول إن إدارة السكة الحديد هى المسئولة عن
الحادث، حيث لا توجد حواجز حديدية "مزلقان" للمحطة، مما يعرض المارة
للموت من قبل القطارات العابرة على الشريط الحديدى.
وأضاف أن سائق القطار الثانى أمير حليم فوجئ بوجود القطار الأول على
نفس الشريط الحديدى، فاصطدم به بكل سرعته.
"حسن على، سائق" يقول منذ وقوع الحادث أسرعنا إليه، وقمنا بمساعدة رجال الأمن
بانتشال جثث الضحايا الذين تجاوز عددهم الخمسين شخصاً، معظمهم من الذكور، متوسط
أعمارهم ما بين عشرين إلى ثلاثين عاماً، مؤكداً أن معظم الضحايا طلبة، حيث وجدت
العديد من الأوراق التى تدل على هويتهم، كما عثرنا على إيصالات سداد رسوم لطلبة من
جامعة الفيوم.
"علاء السيد، فكهانى" يقول قمنا بمساعدة رجال الحماية المدنية وانتشال جثث الضحايا
لأكثر من خمس ساعات متواصلة، ثم وضع الجثث فى سيارات الإسعاف التى بلغت حوالى 50
سيارة، التفت حول الترعة بالقرب من مكان الحادث لنقل المتوفين إلى المستشفيات
القريبة من الحادث، فى الوقت الذى غادر فيه المسئولون الحادث قبل الانتهاء من
انتشال الجثث التى كانت تكتظ بها العربة الأخيرة.
وأضاف "مصطفى حسن، طالب": عمليات انتشال الجثث كانت سريعة جدا، إلا سيدة استغرق
انتشال جثتها 45 دقيقة متواصلة، وخرجت من القطار، وتكاد أن تنفصل رأسها عن جسدها،
مشيرا إلى أنه تم انتشال جثة طالب يحضن مسطرة طويلة من أدوات كلية الهندسة.
جريدة اليــــــوم الســـــــــابع