لم اكن ابدا كاذبا

موضوع: لم اكن ابدا كاذبا 2009-10-19, 12:17 am

بسم الله الرحمن الرحيم
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

تضطرك الحياة أحياناً إلى تصرفاتٍ قد لا يفهمها الآخرين فلا يستطيعوا بالتالي التعامل معها ومعك وقد يُفسرونها بالنقيض التام لما قصدتهُ !!.
أما الحبُّ فهو عاطفةٌ لا يكاد يخلوا منها قلبٌ , وهو محركٌ أسمى وأجل للتصرفات , لكِننا نضطر إلى كتمانهِ كثيراً خصوصاً عندما لا نجدٌ تجاوباً من الطرف الآخر , وأحيانا تصدمنا العادات والتقاليد التي لا تكون في غالبها خاطئة بل نستطيع اعتبارها منظمةً وحامية في إطارِ خطوطٍ حمراء لا يجوزُ تجاوزها احتراماً للآخر حتى يظلُ الحبُّ داخل إطار دائرتهُ السامية التي لا تشوبها النقائص أو تلوثها الغرائز .
فعندما نجدُ الحبَّ نتمسك بهِ بكلِ ما أوتينا مُضحين في سبيله بكل غالٍ ونفيس , وإذا ما ابتعدنا عنهُ ابتعاداً مؤقتا يزول بزوال الأسباب التي قد لا تظهر بادئ الأمر , فليس معنى ذلك أبداً الانسحاب أو العزوف عنهُ لأنه أكبرُ من أن نستطيع التمكن بالسيطرة عليه ولو جزئياً , وأتذكر في ذات الموضوع قصةً حدثت لأحد الأصدقاء تشابهُ إلى حدٍ كبير ما ذهبنا إليه آنفاً لعلها تُوضح بعض اللبس الذي قد يشوبُ بعض الفقرات السابقة ...
" حيثُ أحبها وأحبتهُ والتقيا على الأثير دون أن يرى أحدهما الآخر وظل حبهما على ذلك النحر وتلك الصورة أمداً طويلاً ...فكرا باللقاء كثيراً ... تمنى زيارتها وهَمَّ بزيارتها لكنهُ كان يعدلُ عن ذلك بآخر لحظةٍ ... إلى أن حسم أمرهُ وعزم على الذهاب .. وذهب فعلاً , حيثُ لم يجد عنائاً في الوصولِ إليها فقد أعطتهُ عنواناً واضحاً وهاهو الآن أما مكتبها وقلبه يخفقُ بقوةٍ وسرعة ...
دخل فإذا هي طفلة تجلس خلف مكتبٍ مرتفعٍ عليه جهاز كمبيوتر لا يُظهِرُ إلا رأسها .. تلفت يميناً وشمالاً ... لم يجد غيرها بالمكان ... احساسة يوحي إليه وبقوةٍ أنها هي وعيناهُ تكذبُ ذلك , أما هي فقد دلها قلبها من أول نظرةٍ فاحمرت وجنتيها الورديتين .
تسمرا كلاً بمكانهِ ... هو ما يزال واقفاً يرمقُها بابتسامةٍ غير مكتملة ... في حين ما تزالُ جالسةً في مكانها تحملقُ فيهِ .
بادرها :- كيف حالُكِ ؟!.
- الحمد لله , كيفك أنت ؟! (دل كلامُها على معرفتها إياه)
- بخيرٍ ... بحمد الله .
- إجلس ..
شعرَ بإحساسٍ غريبٍ وبصدمةٍ بل لطمةٍ لم يتوقعها لبرود اللقاء الذي لك يكن متوقعاً ... جلس وعيناهُ معلقتان بها ..
- لما تنظر إليَّ هكذا ؟!
- لا شيء !.
- لحظاتٍ أُجهزُ لكَ عصيراً .
هز رأسهُ ومعالم الصدمة لا تزال مرسومة على معالم وجهه ... لم تكن الصدمةُ بوجهها شديد البراءة والذي أوحى إليه بادئُ الأمرِ أنها طفلة , لكن الصدمةُ من البرود الذي قوبل بهِ والذي لم يتوقعهُ البتة .
- تفضل .
- شكراً لكِ .
- لِمَّ لَمْ تُخبرني بموعدِ مجيئكَ ؟!.
- أردتُ أن تكونَ مُفاجئةً .... اجلسي !!.
همتْ بالعودةِ إلى خلف مكتبها فأشار إلى الأريكةِ التي تُقابلهُ قائلاً :- اجلسي هُنا أريدُ أن أتحدثُ إليكِ .
جلست وهي تُحملقُ فيهِ مبتسمةً ومعالمُ الخجل لا تزالُ مرسومةً بوضوحٍ على معالمَ وجهِها ... ظلَ يُحملقُ بها هو الآخر دون شعورٍ في حين تُحاول التخلص من نظراته ... ثُمَّ عادت لخلفِ مكتبها , وقفَ هو الآخر واقترب قليلاً من المكتب ... استئذنها وانصرف .
كانت تشعرُ بتنهداتهِ التي لم يستطع حبسها أكثر من مرة لكنها كانت تتوقع السبب بل وتعرفهُ لكن ما في اليدِ حيله .
وهكذا كان لقائهُما الأولُ جامِداً ... وغير مُتوقع , لكنها كانت معذورة ٌ لأنها كما قالت لهُ بإحدى رسائلها إليه أنها لم تكن تعلمُ باللقاءِ مُسبقاً ولم تُحضِر لهُ .. في حين يعلم ُ هو بِذلكَ اللقاء ... ولعل في ذلكَ الكثيرِ من الصحة وطلبت منهُ نسيان ذلك اللقاء بل ومحوهِ من الذاكرة نهائياً !.
وتوالت اللقاءات بعد ذلك أثيرياً وكتابياً في مقرُ عملها مرتين أو ثلاث والحبُّ يغرسُ في قلبيهما بذورهُ التي تنمو وتترعرعُ بتعَهُدهُما لهُ بالرعايةِ والمشاعرِ النبيلةِ والصادِقة ..
اضطرتهما ظروفُ الحياة وتقاليد المُجتمعِ البُعدِ أحياناً حِرصاً على حُبُهما وتقديراً للآخر على رَغمِ عِتابها لهُ في كثيرٍ من الأحيان واعتبارها لذلك انسحاباً , لكن ذلك لم يؤثرُ على حبُهما بل كان الماءُ الذي يرويهِ دائماً , أو كان يظُن ذلك !.
وانقطعَ عن زيارتِها والاتصالِ بها فترةً قد تكونُ طويلة , فقد قررَ أن يبني نفسهُ تَمهيداً للقاءٍ لا فراقَ بعدهُ .... آمِلاً ألا تَحرمهُ الأقدارُ منها فقد أحبها بِجنونٍ .... لكِنهُ لم يكن أبداً كاذِباً في مشاعرهِ تجاهها

موضوع: رد: لم اكن ابدا كاذبا 2009-10-19, 8:36 pm

موضوع: رد: لم اكن ابدا كاذبا 2009-10-20, 4:05 pm

شكر ا على المرور يازملكاوى