Rony Mohammed :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 4388 تاريخ التسجيل : 27/09/2008 التقييم : 16 نقاط : 11106 ::: :
| موضوع: حدث فى مباراة الجزائر 2009-12-03, 2:49 pm | |
| حدث فى مباراة الجزائر بقلم سليمان جودة ٣/ ١٢/ ٢٠٠٩ أكتب هذه السطور من البحرين، حيث ينعقد الملتقى الأول لقادة الإعلام العربى، الذى بدأ أعماله أمس، وينتهى اليوم، وإذا كان الملتقى يتكلم فى إحدى جلساته عن مستقبل الإعلام العربى، وأزماته وعوائقه، فليس من الممكن أن نتكلم عن مستقبل لإعلام من أى نوع، إلا إذا كان، مثل هذا الإعلام، على وعى حقيقى بالدور الذى عليه أن يؤديه فى مجتمعه، لينتقل به من حالة إلى حالة أخرى تماماً، وبمعنى آخر، فإن على الإعلام فى مجتمعنا، مسؤولية تغيير الأفكار، لا الأشخاص، وتلك هى المهمة الصعبة التى عليه أن ينهض بها دون أن يكون أمامه خيار فيها!
وسوف يكون علينا أن نتذكر، كيف أن عملاً فنياً اسمه «توينتى فور» فى الإعلام الأمريكى، كان هو الذى جعل الجمهور هناك يتقبل فكرة أن يكون فى البيت الأبيض رجل أسود يحكم الولايات المتحدة، ومن ورائها العالم، ربما!قبل مسلسل «توينتى فور» لم يكن الأمريكان، فى عمومهم، يتصورون أن يأتى يوم على مجتمعهم، يتقبل فيه، أن يكون الرجل الأول، فى بلدهم، من الأقلية التى عانت طويلاً، وجاء عليها وقت كان الرجل الأبيض فيه إذا صعد أتوبيساً، فإن على الرجل الأسود الجالس أن يقف، ليجلس الأبيض فى مكانه،
ولم يكن المزاج العام يتقبل، فى وقت من الأوقات، فكرة أن يكون الأبيض واقفاً فى الأتوبيس، كوسيلة نقل عام، بينما الأسود مستقر على مقعده!القصة طويلة، ولكن أهم ما فيها أن «أوباما» حين أصبح رئيساً، فى ٢٠ يناير الماضى، فإن الذاكرة قد عادت بالجميع إلى أيام كان «توينتى فور» يجرى عرضه على الجماهير الأمريكية، وكيف أن مثل هذا العمل الفنى، لم يكن مجرد عمل سوف يستغرق وقته فى العرض، ثم ينتهى أمره، وإنما كان يخاطب العقل فى كل رأس وكان يلعب على رهان تغيير ثقافة فى داخل هذا العقل، وكانت هذه الثقافة، وقتها، تستبعد فئة السود فى المجتمع وتقصيهم، ولا ترى لهم مستقبلاً من المساواة، أو العدل، أو الحرية فى البلد!
ولم يكن للناخب الأمريكى، الذى ذهب إلى صندوق الانتخابات، فى نوفمبر من العام الماضى، قادراً على أن يختار بين «أوباما» الأسود، مرشح الحزب الديمقراطى، و«جون ماكين» الأبيض، مرشح الحزب الجمهورى، إلا إذا كان هذا الاختيار قائماً، فى أصله، على ثقافة جديدة كانت قد شاعت فى جنبات المجتمع الأمريكى كله، وهى ثقافة كانت قد استطاعت أن تغير قناعات قديمة للمواطن الأمريكى، والفرد الأمريكى، وبالتالى الناخب الأمريكى أيضاً.
وحين شاهد الأمريكان، مؤخراً، حلقات مسلسلة كان إعلامهم يعرضها، تحت عنوان «House» فإنهم تذكروا أجواء «توينتى فور» على الفور، وكيف أن الإعلام، فى الحالتين، وفى غيرهما أيضاً، كانت لديه رسالة يريد أن يصل بها إلى عقول الناس، بحيث يغير ما فيها من أفكار، من الضرورى أن تتوارى، لتحل فى مكانها أفكار أخرى تنتمى إلى العصر الذى نعيشه، بدلاً من أن تأخذ الفرد وتشده إلى خارجه!فى أزمة مباراة مصر والجزائر مثلا، كان الإعلام، فى أغلبه، على الجانبين، يماشى الناس، ولا يقودهم، وكان هذا هو أشد الخطر! |
|