لا وقت للحساب!لا أخفي إعجابي الشديد بالفيلم الرائع «لا وقت للحب» بطولة الرائعة فاتن حمامة
والراحل العظيم رشدي أباظة فقد جسدا قصة حب رائعة علي الشاشة، لكنها اصطدمت بالكفاح
ضد الاستعمار الإنجليزي لمصر في ذلك الوقت، لذلك جاء اسم الفيلم رائعا ويحمل كل
المعاني لأنه بالفعل لم يكن هناك وقت للحب، ويبدو أننا بعد سنوات طويلة وعلي غرار
الدراما المصرية قررنا أن نعيد تمثيل الفيلم ولكن بعد إدخال بعض التعديلات بحكم
الزمن والظروف،
فتغير رشدي أباظة وجاء مكانه سمير زاهر وأيضا تغيرت فاتن حمامة ولكن
فشل المخرج الجديد في إيجاد بديل لها فجعل البطولة جماعية بمعني أن كل واحد يحب
البطل بعض المشاهد وذلك ضمانا للإقبال الجماهيري الرائع والحقيقة أنني لا أعلم علي
وجه الدقة كم حقق فيلم فاتن حمامة ورشدي أباظة من الإيرادات ولا حتي حجم نجاحه في
ذلك الوقت، لكني أبصم بالعشرة أن النسخة الجديدة في نهاية 2009 والتي حملت اسم «لا
وقت للحساب» حملت نجاحا لا يمكن لأي فيلم في التاريخ القديم أو الحديث أن يضاهيه
لأن النجاح جاء هذه المرة من القمة إلي القاع،
فالدولة بكامل هيئاتها ساهمت وسارعت
لإنجاح هذا الفيلم وفرضت مكافآت بالملايين للأبطال البواسل وأفردت المساحات من
الصحافة والبرامج والتحقيقات للإشادة بهذا الفيلم العبقري وتسابق الجميع لتقديم
التهاني ومعها القرابين «والأضحية» من أجل المساهمة في نجاح الفيلم العظيم «لا وقت
للحساب»، فوجدنا استقبالات وأفراحا بدءاً من أول دار عرض وهي مطار القاهرة الدولي
وصولا إلي آخر دار عرض وهي مبني اتحاد الكرة بالجبلاية، وعلقت الزينات احتفالا
بالنجاح الباهر للفيلم وعقدت الندوات لتحليل أسباب هذا النجاح العظيم وظهر بعض
الأبطال علي استحياء في بعض من هذه الندوات ليشرحوا لنا ويقرروا أسباب التألق
العظيم الذي قادنا إلي هذا الإنجاز غير المسبوق لفيلم «لا وقت للحساب»
بل إن البعض
يراهن من الآن علي أن جائزة الأوسكار وأيضا جائزة هوليوود محجوزتان مقدما لهذا
الفيلم العظيم وأن البطل سمير زاهر سيكون ضيف الشرف لمعظم مهرجانات السينما
العالمية هذا العام، ويؤكد البعض أن هذا الفيلم سيتلوه جزء ثان قريبا جدا بإذن الله
بل إن البعض يعود ويؤكد أنه لا يكفي جزء ثان بل لابد من عدة أجزاء علي غرار أجزاء
ليالي الحلمية الرائعة والتي بدأها صلاح السعدني ويحيي الفخراني شبابا وأنهياها
شيوخا لذلك لا مانع من أن نستمر مع مجموعة فيلم «لا وقت للحساب» حتي يصيروا
كهولا لأنهم بالفعل يستحقون الفُرجة.