أزمة مستحكمةأفلت العيار من يد الجميع فلم يعد هناك أمل في حل أزمة مصر والجزائر، بل يبدو أنها
ستتصاعد أكثر في الفترة القادمة فالكل مصمم علي التصعيد.. الجزائريون مصممون علي
اعتذار مصر وبدأوا تحركات لنقل بعض مقار الاتحادات الإقليمية من مصر ونحن في مصر لن
نقبل بغير الاعتذار عما فعله الجزائريون في حق الجماهير المصرية في السودان.. قد
نصدق أن بعض المتعصبين قذفوا أتوبيس الفريق الجزائري بالحجارة وحطموا زجاجه وقد
نصدق أن بعض صغار المسئولين لم يكونوا علي قدر المسئولية وقد نعترف أننا لم نحسن
التعامل مع هذه الأزمة في بدايتها ولكن هذا لايبرر أبدا ما فعله المسئولون أولا
والجماهير ثانيا في مباراة الخرطوم،
فما حدث كان ترتيب دولة بدءا من نوعية المشجعين
مرورا بالطائرات الحربية التي أقلت هؤلاء المشجعين إلي الخرطوم وصولا إلي الهمجية
والعدوان غير المقبول من تلك الجماهير علي كل ما هو مصري في السودان وما صاحب
ذلك من انفلات إعلامي في بعض الصحف الجزائرية في الفترة ما بين مباراتي
القاهرة والخرطوم.
فلم يكن من المقبول أو المعقول أن تكتب الصحف الجزائرية عن سقوط قتلي في
شوارع القاهرة ولم يكن من المقبول أو المعقول أن تكتب وسائل الإعلام الجزائرية
واصفة مصر بأنها أرض اليهود ولم يكن مقبولا أبدا أن تشتعل حملة شعواء ضد كل ما هو
مصري في وسائل الإعلام الجزائرية كل هذا ردا علي بعض الهواه من مقدمي البرامج
الفضائية والذين مهما فعلوا فإنهم لم يقتربوا بأي درجة مما فعله الاعلام الجزائري
وبنبرة هادئة أقول للبعض ممن يدعون أن الجزائر لا تملك أي فضائية ولذلك فإن تأثيرها
الإعلامي محدود أوضح أن الصحف الجزائرية مجتمعة يقترب توزيعها من 4 ملايين نسخة وأن
المواقع الالكترونية لهذه الصحف وصل عدد زوارها إلي أرقام قياسية في الآونة
الأخيرة، ورغم اعترافي بقوة الإعلام المصري والفضائيات المصرية إلا أننا يجب أن نقر
بأن الاعلام الجزائري لعب دورا هاما في إذكاء روح العصبية والتعصب أيام الأزمة ولعل
أكثر ما يخيفني هو هذا التصعيد المستمر والذي نتج عنه أيام الأزمة تحطيم المنشآت
المصرية بالجزائر وتهديد أرواح المصريين هناك
والكل يعلم أن الشركات المصرية
العاملة في الجزائر تعاني بشدة من تعنت السلطات الجزائرية لدرجة أنها مطالبة
بملايين الدولارات كضرائب اكتشفها الجزائريون فجأة بل وتمنع هذه السلطات الجزائرية
العاملين المصريين بالجزائر من تحويل مرتباتهم إلي ذويهم بمصر واسمحوا لي أن أكون
أكثر صراحة فالأزمة ما هي الا صراع بين شخصين هما سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري
ومحمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري وكل منهما يحاول استعراض قوته امام جماهيره
وقادته وهذا الصراع طويل وممتد من سنوات ولن ينتهي فالمصالح كثيرة والبيزنس أكثر
لذلك لا أري بارقة أمل تلوح في الافق لإنهاء هذه الأزمة الصعبة.
اللهم إلا إذا تدخل الكبار والكبار جدا وانقذوا العلاقة بين مصر
والجزائر لأنها ستسوء أكثر وسيكون الثمن أكبر بكثير مما نتصور.