خامس «أتخن» شعببقلم/يسرى فودةالأربعاء، 9 ديسمبر 2009
خلال عيد الأضحى طلعت علينا منظمة الصحة العالمية بإحصاء جديد عن أكثر عشر دول
فى العالم بدانة، احتلت مصر فيه المركز الخامس بجدارة. وهكذا أصبحنا رسمياً خامس
«أتخن» شعب فى العالم، وهو ما يمكن أن يستخدمه البعض، مثلما فعلوا أمام تراكم أكوام
الزبالة المنزلية، للإيحاء بارتفاع القدرة الشرائية للمواطن.
لتقرير المنظمة
الدولية رأى آخر؛ فهى تقول إن مصر فى الستينيات كانت تنتج بصورة مستقرة ما يكفى
شعبها من اللحوم الحمراء والبيضاء والعدس والذرة ومشتقات الألبان، أما فى
الثمانينيات فقد بلغ عدد السكان حداً لم يعد الإنتاج المحلى معه كافياً لتلبية
الحاجة، ومن ثم فقد فتحت سياسات استيراد الطعام الباب واسعاً أمام خلخلة عادات
المصريين فى الأكل فصارت أكثر فقراً. وبينما يضع التقرير نسبة البدانة فى مصر لدى
66 % من مجموع الشعب، فإنه يشير إلى ارتفاع النسبة أكثر من ذلك بين النساء على
وجه الخصوص عازياً الظاهرة إلى ما يصفه بالمحرمات الثقافية وقلة ممارسة
الرياضة.
تحتل دويلتان من دول المحيط الهادى المركزين الأول والثانى بنسبة
مخيفة تصل فى حالة أولاهما، وهى سامووا، إلى أكثر من 93 %، بينما تحتل الولايات
المتحدة الأمريكية المركز الثالث بنسبة 66.7 % تليها ألمانيا فى المركز الرابع
بنسبة 66.5 %. أما الدول الأقل بدانة من مصر فهى البوسنة والهرسك فى المركز السادس
بنسبة 62.9 % ونيوزيلاندا فى المركز السابع بنسبة 62.7 % ثم إسرائيل فى المركز
الثامن بنسبة 61.9 % وكرواتيا فى المركز التاسع بنسبة 61.4% وأخيراً المملكة
المتحدة فى المركز العاشر بنسبة 61 %.
يعتمد تعريف البدانة على اتساق الطول
والوزن، وقد استحدثت منظمة الصحة العالمية مقياساً على هذا الأساس يعرف باسم «مؤشر
كتلة الجسم» Body Mass Index أو اختصاراً BMI. توجد على هذا الرابط
http://www.nhlbisupport.com/bmi آلة حاسبة تسمح لك بإدخال
بيانات الطول والوزن قبل أن تعطيك قيمة مؤشر كتلة الجسم، فإذا تعدى هذا 25 فأنت بدين
Fat، وإذا تعدى 30 فأنت فى منتهى البدانة Obese.
ويمكن ملاحظة صعود منحنى البدانة الفائقة على مستوى
العالم خلال السنوات الثلاثين الماضية بصورة موازية لصعود منحنى العولمة والتمدين
وانتشار الأطعمة السريعة واختلاف أسلوب الحياة. فبدلاً من المشى صار الناس يركبون
السيارات إلى العمل، وبدلاً من السلالم صاروا يستخدمون المصاعد، وبدلاً من الطبخ
صاروا يطلبون البيتزا إلى المنزل. وكان من نتائج ذلك أن صار ثلث سكان العالم يعانى
من البدانة بينما صار عُشرهم يعانى من البدانة الفائقة. والأخطر من هذا أن الظاهرة
انتقلت إلى الأطفال.