كانت «مريم» تلهو وحدها فى البيت، تعبث بأشياء صغيرة على قدر كفين عمرهما عامان فقط، تسمع أصواتاً فى الخارج فتعتقد أن أمها عادت، تقول لعروستها: «ماما جت»، لكن أمها لم تفتح الباب، وفجأة هزم الضجيج سكون المكان، ودخل الفزع إلى قلبها الصغير بلا استئذان، وانهار السقف على رأسها وتهدمت الجدران.
لم تعرف مريم أن خارج المنزل «لودر» ضخماً تابعاً لهيئة الإصلاح الزراعى، جاء إلى قريتها التابعة للتل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، ليهدم المنزل لأن القانون يراه «مخالفاً».
عادت أنعام حامد عبدالله إلى منزلها فى قرية الشروق، لتفاجأ به ركاماً وأطلالاً، بينما عقلها المصدوم يفكر فى طفلتها التى تركتها تلهو وحدها.
تقول الأم لـ«المصرى اليوم»: «ذهبت لمنزل شقيقى وتركتها تلعب وحدها وغبت عنها لحظات لأفاجأ بلودر وسيارة شرطة ولجنة إزالة تهدم المنزل دون سابق إنذار، وسارعت أبحث عن مريم لأجدها بين ركام تئن بين الحياة والموت، ولم أشعر بنفسى وأغمى علىّ فور رؤية ابنتى والدماء تسيل من كل جسدها ولم أفق سوى على مشهد رقدتها على سرير بمستشفى جامعة قناة السويس، ولا أدرى بأى ذنب تعرضت للقتل».
قال والد مريم، عامل بمصنع غزل ونسيج فى المنطقة الصناعية بمدينة الإسماعيلية: «كل ما يهمنى الآن إنقاذ ابنتى من الموت وأخبرنى عدد من الأطباء أنها تحتاج إلى عناية فائقة فى مستشفيات القاهرة، وأنا لا أملك سوى راتبى، وتقريرها الطبى أكد إصابتها بشرخ بالجمجمة وكدمات بالمخ».
من جانبه، حمل حمدى سليمان، رئيس قرية الشروق، مسؤولى الإصلاح الزراعى مسؤولية ما حدث، وقال اللواء وهبة سعد، رئيس مركز ومدينة التل الكبير: «الموضوع فى النيابة وعلينا انتظار التحقيقات، ولكنى غير مسؤول عما حدث، لأنى لم أصدر قرار إزالة من مجلس المدينة».