Rony Mohammed :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 4388 تاريخ التسجيل : 27/09/2008 التقييم : 16 نقاط : 11105 ::: :
| موضوع: مَنْ أنت؟ 2010-01-03, 4:58 pm | |
| مَنْ أنت؟
بقلم/ سليمان جودة ٣/ ١/ ٢٠١٠ حوارات مهمة قرأناها على مدى الأسابيع الماضية، مع رموز فى البلد، من أول الأستاذ محمد حسنين هيكل، مروراً بالدكتور البرادعى، وعمرو موسى، وانتهاء بالدكتور سرور.. وفى كل مرة كان الحديث يدور حول الموضوعات نفسها تقريباً، بوجهات نظر مختلفة!ولكن السؤال الذى لم يسأله أحد لنفسه، وهو يطالع أى حوار من هذه الحوارات، هو: ما الذى يخرج به هو كقارئ، أو يخرج به غيره، من قراءة حوار من هذا النوع؟!..
وبمعنى آخر، هل تتغير وجهة نظرك فى القضايا التى يدور حولها الحوار فى العادة، بعد أن تفرغ من قراءته، أم أنك تظل على قناعاتك السابقة ذاتها؟!وإذا كان الدكتور البرادعى، مثلاً، يتكلم عن المادة ٧٦ فى الدستور، وكيف أنها مادة مانعة لترشيح رجال محترمين فى أى معركة رئاسية، فهل يضيف إليك الدكتور البرادعى جديداً، حين يقول مثل هذا الكلام عن هذه المادة؟!ليس القصد بطبيعة الحال أن نقلل من شأن كلام الرجل، أو من قيمته لدى محبيه، ولكن القصد أن نقول إن الذين يقررون قراءة حوار معه، أو مع غيره، إنما يقررون ذلك بعد أن يكونوا قد استقروا تماماً، على آرائهم، بالنسبة للمادة ٧٦، وللمادة ٧٧، وللمادة ٨٨، التى رفعت الإشراف القضائى عن الانتخابات! ولغيرها من مواد الدستور بلا استثناء!
وليس مطلوباً من أحد، أن يتصور، والحال كذلك، أن قراءة حوارات كهذه، مع شخصيات كبيرة من هذه النوعية، إنما هى بلا فائدة، ولا جدوى، ولا عائد!بالعكس.. فالقراءة هنا لها عائد كبير، ويكاد يكون عائداً وحيداً، وهو أنك حين تقرأ الحوار تستطيع أن تتعرف، ربما للمرة الأولى، على الطريقة التى يفكر بها صاحب الحوار على مرأى من الناس، وتستطيع أن تضع يديك، بوضوح، على أفكاره، وتستطيع إجمالاً أن تعرف مَنْ هو بالضبط!وبطبيعة الحال، فإن هذا يحدث بحذافيره، مع الذين يكتبون للناس كل صباح، ومع أصحاب الأقلام بوجه عام، وساعتها حين يتعرف القارئ على الكاتب، من خلال قراءة ما يكتبه،
فإن أى قارئ يقرر فى الحال، ما إذا كان سوف يتابع هذا الكاتب، أم أنه سوف يقلب الصفحة، عندما يصادف له صورة أو مقالاً! لأنه، أى القارئ، قد عرف باختصار، كيف يفكر مثل هذا الكاتب، وما الذى بالتالى سوف يقوله!وليس هناك شك، فى أن الذين طالعوا حواراً على ثلاث حلقات، مع فتحى سرور، قد عرفوا تماماً كيف يفكر فتحى سرور، وعرفوا شيئاً آخر مهماً أيضاً يجيب على سؤال داخل كل واحد فيهم، عن شخصية سرور، وعَمنْ يكون هو..
وكذلك الحال مع سائر الذين تكلموا!.. فرأيك لا يتغير كثيراً ولا قليلاً بعد أن تقرأ لكثيرين، لأن آراءك شبه مستقرة فى الغالب، تجاه قضايا أساسية يدور حولها الحوار فى كل مرة.. ولكن صورة المتكلم، أو الكاتب، لديك هى التى تتغير، أو تستقر فى وجدانك!وكان الرئيس الأمريكى جون كيندى، هو الذى قال، ذات يوم، للمذيع الشهير «برادلى» إن سحر الإعلام ليس أبداً فى أنه يضيف جديداً لجمهوره، وإنما سحره الحقيقى فى أنه يجيب على سؤال مهم يظل يتحرك فى ذهن المشاهد وهو يسمعك، أو القارئ وهو يقرؤك.. هذا السؤال هو:
مَنْ أنت؟!
|
|