إللى فات مات؟! بقلم/ حسن المستكاوى10:05:56 ص
قدمت قناة أبوظبى الرياضية درسا فى التقصى والبحث، وطرح القضايا الرياضية،
عندما وصلت إلى مهندس الإلكترونيات الجزائرى أبومسلم بلحمر حاج رئيس جمعية بشائر
الشفاء الجزائرية.. وناقش مقدم البرنامج مع بلحمر دوره مع الفريق، وهل كان سحرا أم
رقية.. ومن مضمون السؤال خرج البرنامج إلى قضية السحر فى الرياضة أو الاستعانة
بالغيبيات من أجل تحقيق الانتصارات أو تخفيف الهزائم؟!
الموضوع يذكرنا
بمباراة مصر والجزائر وتداعياتها. وهنا لن أتحدث فيما جرى قبل مباراة 14 نوفمبر
بالقاهرة، وما كتبته الصحف الجزائرية، ولا ماجرى فى أم درمان. وإنما أتساءل: «ماذا
فعل مجلس الشعب، وماذا اكتشف، وماذا قرر فيما جرى من أحداث فى أم درمان؟.. وماذا
حدث فى الملف المصرى الذى أعده اتحاد الكرة وقدمه للفيفا؟!».
الإجابة
مبهمة، ومطاطة. ويبدو لى أن الموضوع مات، فنحن أول من نبدأ القصص وأول من لا ينهى
قصة واحدة.. ولو كنا نرغب فى الاستفادة، فإن أفضل الدروس والفوائد تأتى من دراسة
الأزمات والكوارث، خاصة أن إهانة كرامة مواطن واحد، تدخل عندى تحت بند الكارثة..
ومن أسف، أننى حين ناقشت أمر تلك الكرامة مع إعلامية متألقة، فى لقاء بعيد عن
الكاميرات، وطلبت منها أن تطرح على الناس السؤال أيهما أهم: الزيت والسكر والشاى أم
كرامتهم؟.. كان ردها الذى أفزعنى : أعتقد أنهم سيختارون الزيت والسكر والشاى قبل
الكرامة.. ثم أضافت «مش يمكن احنا اتعودنا على الإهانة».. والمعنى أننا لم نعد نهتم
بأن نهان.. يانهار أسود؟!
ربما أعد اتحاد الكرة الملف، ولم يقدمه، أو قدمه،
لكنه ملف ضعيف، أعتقد ذلك، فمن الأمور المدهشة أن بعثة الجزائر حركت الرأى العام
الأوروبى ضد مصر بكاميرا تليفون محمول، سجلت مشهد الاعتداء على أتوبيس الفريق بطوبة
فى القاهرة، بينما كانت هناك فى السودان كاميرات فضائية وتليفزيونية ولم نشاهد
فيلما واحدا من أفلام الرعب التى قيلت، وترددت. وكنت قد تلقيت رسائل على تليفونى
المحمول من الخرطوم ليلة الحادث تستغيث وتقول: «إلحقنا.. احنا بنموت»؟!
هل
كانت مبالغة ودراما يقصد بها التغطية على الخروج من كأس العالم،
وعلى خيبة إدارة أزمة..؟!
أعرف شيئا واحدا فى تلك القصة، بما أملكه تحت يدى من وثائق، وهو
أن الصحف الجزائرية تجاوزت فى حق مصر والمصريين، وأنها صحف لا تساوى خارج الجزائر
لكنها تحرك الرأى العام هناك.. ولكن ما أحب أن أعرفه هو: الحقيقة.. أن نصل مرة إلى
الحقيقة فى أى أزمة صاخبة وكبيرة.. حقيقة ماجرى فى أم درمان.. ونتائج لجان تقصى
الحقائق، وكيفية إدارة الأزمة، وقد كانت كارثة، بما فيها من إهانة للكرامة..أم أن
الزيت والسكر والشاى أهم من كرامة المصرى؟!
يظهر فعلا إن: «إللى فات مات..
ونبتدى الفورة من الأول»؟!