«العُمال» فى صالة قمار

موضوع: «العُمال» فى صالة قمار 2010-01-24, 5:46 pm

«العُمال» فى صالة قمار

بقلم/
سليمان جودة

٢٤/ ١/ ٢٠١٠

لا أحد يعرف إلى أين سوف ينتهى الحال،
بنائب الحزب الوطنى، الذى ضبطوه يلعب القمار فى أحد فنادق العاصمة!..
والحقيقة أن كلمة «ضبطوه» هذه، تبدو عائمة أكثر من اللازم، لأنه من
الأمانة أن نقول إن «المصرى اليوم» كانت صاحبة الفضل فى ضبط عضو البرلمان،
عن الحزب الحاكم، وهو يمارس فعلاً شائناً من هذا النوع!ولولا إصرار
الصحيفة على ملاحقة تفاصيل الواقعة الصادمة للرأى العام، ولولا تصميمها
على كشف الجديد فيها أولاً بأول، لكان الناس قد نسوا الموضوع،

وكان مجلس
الشعب قد ألقى على القضية أكبر ماجور فى البلد، ليخفيها عن العيون،
وربما كان النائب - الآن - لايزال يلعب، ويراهن، ويمارس ما لا يجوز لواحد فى
مكانه أن يمارسه!وما حدث، أن وزير العدل طلب رفع الحصانة عن
النائب، الذى أصبح قيد التحقيق، وقد قيل إنه فى اللحظة التى كان يطلب فيها
الوزير رفع الحصانة، كان النائب ذاته يتقدم بطلب مماثل، لولا أن طلب
الوزير كان قد سبق!

ولا أحد أيضاً يعرف، ما إذا كان النائب
المُقامر، قد تقدم بالطلب من تلقاء نفسه، أم أن آخرين فى البرلمان، ثم فى
الحزب، قد نصحوه بأن يأخذ هذه الخطوة ويبادر بها؟!

ولابد أن الحزب الوطنى يواجه مشكلة
منذ لحظة الكشف عن الواقعة، وسبب المشكلة أن الحزب لا
يعرف ما إذا كان عليه، أن يعاقب النائب، بما يجب أن يعاقبه به القانون،
فيُضاف العضو الموقر إلى أعضاء آخرين فى الحزب، ثبت من وقائع سابقة تورطوا
فيها، أنهم لا يستحقون أن يكونوا أعضاء، ولا موقرين!

وأياً كانت
المشكلة التى يواجهها الحزب، وأياً كانت نوعية التوازنات التى قد تكون
موضع كلام الآن، للاستقرار على نوعية ما سوف يجرى اتخاذه مع النائب من
عقاب، فالمشكلة الحقيقية فى ظن كثيرين، ممن تابعوا الواقعة، من بدايتها
إلى نهايتها، ليست فى أن «النائب المحترم» كان يمارس القمار فى صالة ممنوع
على المصريين دخولها بنص القانون!

وليست المشكلة فى أن النائب كان
قد لجأ إلى تزوير جواز سفر يحمل اسم دولة أفريقية، ليتمكن به، من دخول
الصالة، باعتباره ساعتها مواطناً من الدولة الأفريقية، وليس مواطناً
مصرياً!

وليست المشكلة، للمرة الثالثة، فى أن النائب ينتمى إلى
الحزب الذى يحكم، وليس إلى حزب معارض، ولا إلى الكتلة المستقلة،
ولا حتى إلى جماعة الإخوان!المشكلة الحقيقية التى ربما لم ينتبه إليها
كثيرون، ممن تابعوا الحكاية المخجلة، منذ بدايتها، أن «النائب المحترم»
واحد من الذين يمثلون العمال والفلاحين، فى مجلس الشعب.. وفى كل مرة تأتى
فيها بسيرة نسبة الـ٥٠٪ عمالاً وفلاحين فى البرلمان، يؤكد المسؤولون، من
أكبرهم لأصغرهم، أنهم حريصون عليها، ومتمسكون بها، ولن يفرطوا فيها..

ويبدو أن النائب إياه،
قد اكتشف بالتجربة، أن تمثيله للعمال والفلاحين فى المجلس،
ليس له أى عائد ولا جدوى، كما يزعم المسؤولون فى كل مناسبة،
فلجأ إلى تمثيلهم فى صالة قمار!!.. لعل ذلك يكون له عائد!

«العُمال» فى صالة قمار 78725687id4