هزمنا (المصارعين) بقلم /حسن المستكاوى29 يناير 2010 09:44:24 ص
أكتب عن مباراة مصر والجزائر فى ظرف لم أتوقعه ومن مكان لم أتوقعه، لقد شاءت
الأقدار أن أسرع قبل اللقاء إلى المستشفى لإصابة أحد الأقارب فجأة.. لكننا مع أهداف
منتخبنا البطل كنا ننفعل ونصيح، ومعنا يصرخ بعض المرضى فرحا بتلك الكرات التى تهز
الشباك الجزائرية، فعرفت لأول مرة فى حياتى معنى أن تخفف كرة القدم وانتصاراتها من
آلام المرض المبرحة!
الآن يعرف الجمهور المصرى، ويعرف الجمهور العربى،
ويعرف الجمهور الجزائرى، من كان يستحق الوصول إلى كأس العالم، من الأجدر، من
الأقوى، من الأفضل، والآن أيضا يعرف الشعب العربى كله من الماء إلى الماء ماذا جرى
فى أم درمان وكيف تأهل منتخب الجزائر إلى كأس العالم.
وأدعو الجميع إلى مراجعة
شريط هذه المباراة التاريخية ألف مرة ليعرفوا أين يقف منتخب مصر وأين هو منتخب
الجزائر؟!
لعب المنتخب مباراة كبيرة أمام فريق مزج ما بين الكرة والعنف،
فاستحق أن يطرد منه ثلاثة لاعبين شغلهم اللعب على سيقان وضلوع المنتخب المصرى، وكل
من يتابع كرة القدم يدرك أن العنف هو حيلة العاجز وقليل الحيلة.
قد شاءت
الظروف الصعبة أن أتابع أجزاء من المباراة بصوت المعلق الجزائرى الذى كان يتحدث عن
مباراة أخرى ويقول عن منتخب مصر وهو متقدم بهدفين وثلاثة أهداف أن المصريين خائفون،
وأن أبطال الجزائر يتألقون، كنت أنظر حولى نحو أقارب المرضى بالمستشفى وأسألهم
وأسأل نفسى عن أى مباراة وعن أى فريقين يتحدث هذا الرجل.. إنها آفة التعليق العربى
وكل أمراض التعليق العربى المتحيز المتعصب الذى يخفى كل حقيقة.. وا أسفاه على هذا
المستوي!
نعم ربما يكون الفريق الجزائرى بطلا لأنه منى بأربعة أهداف فقط،
والنتيجة الطبيعية لهذا اللقاء هى الضعف على الأقل، ثمانية أهداف نظيفة مع الرأفة،
فقد لعب المنتخب الوطنى بكل ما يملكه من دهاء وذكاء وخبرة وسيطر تماما على الشوط
الأول، منح الفريق الجزائرى فرصة اللعب والترويح النفسى لمدة 15 دقيقة فى بداية
الشوط الثانى، ثم تحولت اللعبة تماما إلى طريق يمضى فى اتجاه واحد، والكرة فى اتجاه
واحد هو مرمى الجزائريين.
بقدر سعادتى بفوز منتخب مصر المستحق، بقدر غضبى
بالأداء العنيف الممزوج بتعمد الإيذاء من جانب منتخب الجزائر.
بقدر فرحتى
بلعب المباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالى، بقدر ما أشعر بالحزن لأننا
بأيدينا وبظروف غير طبيعية منحنا تذكرة سفر إلى كأس العالم لفريق لا يستحق!