متى ترسل القاهرة عدواها؟

موضوع: متى ترسل القاهرة عدواها؟ 2010-02-02, 12:13 am

متى ترسل القاهرة عدواها؟

بقلم/
سليمان جودة

١/ ٢/ ٢٠١٠
يتردد الدكتور محمود محيى الدين، على
منطقة جنوب شرق آسيا، أكثر من مرة فى كل عام، ولا يفعل ذلك من أجل
الفسحة،أو الفرجة، أو حتى الدهشة مما يجرى هناك، وإنما لأن طبيعة عمله
كوزير للاستثمار تقضى عليه أن ينقل بعضاً مما يدور هناك إلى هنا!وهو يؤمن
بفكرة أساسية لا يجب أن تتوه منا، فى غمرة الانشغال بحجم النهضة
الاقتصادية التى حصلت، ولاتزال، فى تلك المنطقة التى تبدو بعيدة عنا، بحكم
المسافة الفاصلة بيننا وبينهم، إذا كنا راغبين حقاً فى أن نأخذ عنهم
تجربتهم، ثم نطوعها وفق ظروفنا!

الفكرة فى الأساس هى العدوى التى لا
نسمع عنها إلا فى ظروف الأمراض والأوبئة، فإذا بها صالحة تماماً لنقل
أشياء إيجابية تماماً، لا علاقة لها بالمرض ولا بأسبابه!وأنت لو
تأملت المنطقة إياها، فسوف تلاحظ أن الدول فيها قريبة من بعضها البعض
نسبياً، وأن ماليزيا ليست بعيدة عن سنغافورة، ولا كوريا دولة نائية
بالنسبة للصين، ولا فيتنام متطوحة بعيداً عن تايلاند.. ولا.. ولا.. إلى
آخر القائمة..

ولذلك، فقد انتقلت أفكار النهضة المعاصرة فيما بينها، بفعل
العدوى فى الأساس، وكانت كل دولة من هذه الدول تدرك جيداً، أنها فى سباق
مع الدول التى حولها، وأن أحداً لن ينتظر أحداً، وأن التوقف ولو للحظة،
معناه التخلف على الفور، ثم السقوط بعيداً عن مضمار السباق إجمالا!والحقيقة
أنه لا تفسير لما أنجزته تلك الدول من معجزات إلا عن طريق «العدوى»، التى
كانت ولاتزال نشطة للغاية، فى عبور الحدود وكسر القيود ودفع كل عاصمة هناك
إلى أن تسارع وتلحق بجارتها، وإلا فلا مكان لها فى المشهد كله ولا مكانة!

ولكن
العدوى لن يكون لها مفعول حقيقى، إلا إذا كانت الأرض المنقولة إليها
تتقبلها، وتمثل حاضناً ممتازاً لها، وإلا إذا كانت البيئة جاذبة لها،
ومغرية، ومحفِّزة!وقد كانت هناك ثلاثة أسباب جعلت البيئة مواتية،
والأرض مناسبة.. أما الأول فهو استثمار فى التعليم والصحة بلا حساب، وفى
كل مرة كانت أى دولة منها تجد نفسها مخيرة بين التعليم والصحة فى جانب،
وبين غيرهما فى جانب آخر، فإنها كانت تنحاز إليهما، وهى مغمضة العينين،
وأما السبب الثانى، فهو البناء على ما كان من قبل، دوماً، وليس البدء فى
كل مرة من عند نقطة الصفر، ثم كان السبب الثالث متمثلاً فى مرونة هائلة
أثناء تعامل تلك العواصم مع التحديات التى كانت ولاتزال تواجهها.

وليس
أدل على ذلك، من أن الصين ـ مثلاً ـ تعاود النظر هذه الأيام، فى سياستها
السكانية، التى كانت تحظر على الأسرة إنجاب أكثر من طفل، فإذا أرادت أى
أسرة المزيد فلتنفق على أطفالها بعد الطفل الأول من جيبها، دون أن يكون
للدولة علاقة بالأطفال من الثانى إلى ما شاء الله!هذه هى الأسباب
التى جعلت من الصين «صين» ومن كوريا «كوريا»، ومن ماليزيا «ماليزيا» إلى
آخره.. ولكن الأهم، أنه لو لم تكن أسباب كهذه موجودة، ما كانت العدوى
كفكرة سوف يكون لها أى أثر، ولو جاءت العدوى وحدها، ما وجدت أسباباً تقوم
عليها وتعمل وفق قواعدها الثابتة!

وحين نأخذ هذه النظرة ثم نطبقها
علينا فى القاهرة، فسوف نكتشف أن الثابت تاريخياً أن مصر فى محيطها لا
تستقبل العدوى، بقدر ما ترسلها هى فى كل مرة إلى ٢٢ دولة عربية.. فمتى
تنشر القاهرة عدواها؟! ومتى تدرك أن وضعها الطبيعى فى المنطقة
أن ترسل لا أن تستقبل؟!

متى ترسل القاهرة عدواها؟ 78725687id4

» وصول بعثة «شبيبة القبائل» إلى القاهرة ..وحراسة خاصة فى استقبالها بمطار القاهرة
» التليفونات التي ترسل موجات سرطانيه
» الان يمكنك ان ترسل اكثر من 6رسائل يومية مجانية ..؟؟

متى ترسل القاهرة عدواها؟

متى ترسل القاهرة عدواها؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة