Rony Mohammed :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 4388 تاريخ التسجيل : 27/09/2008 التقييم : 16 نقاط : 11104 ::: :
| موضوع: لا.. يا دكتور برادعى 2010-04-16, 6:21 pm | |
| لا.. يا دكتور برادعىبقلم/ سليمان جودة ١٤/ ٤/ ٢٠١٠ أخشى أن يتحول الدكتور محمد البرادعى، مع مرور الوقت، إلى إله لا يخطئ فى نظر بعض المؤمنين به، والداعين إلى أفكاره، أو أن يتحول إلى نبى معصوم من الخطأ!وربما تكون مناسبة هذا الكلام أنى كنت قد كتبت فى هذا المكان، منذ عدة أيام، أنتقد الرجل بعض الشىء، وكان انتقادى من منطلق الحب له والحرص عليه، لا الكراهية، ولا حتى الرفض، ورغم ذلك فقد أحسست من صدى ما كتبت، أنه لا أحد حوله يرحب بأى نوع من أنواع هذا النقد، ولا أحد يريد أن أراجعه أنا، أو يراجعه غيرى، فيما يفعل أو يقول،
بما ينبئ بأننا أمام بوادر صناعة ديكتاتور، رغم أن الرجل فيما يبدو منه، حتى الآن، ليس ديكتاتوراً، ولا يريد أن يكون!وبنفس منطق الكلام الأول من ناحيتى، فى حق البرادعى، لا أستطيع أن أطالع ما نشرته «المصرى اليوم» صباح أمس، منسوباً إليه، ثم أسكت.. فقد جاءه وفد من اتحاد المصريين فى أوروبا، وقد سأله الوفد عن برنامجه الانتخابى، لو أنه قرر أن يرشح نفسه، فيما بعد، فكان رده أنه ليس لديه أى برنامج انتخابى من هذا النوع، ثم أضاف عبارة غريبة، بدت غير مفهومة للوفد الذى زاره، وتبدو أيضاً غير مفهومة على الإطلاق، للآخرين أو بالنسبة لى على الأقل،
قال: إن البرنامج يختاره الشعب! ما هذا الكلام يا دكتور برادعى، وكيف يصدر كلام كهذا عنك، وكيف تكون قد أعلنت نيتك فى الترشح - نعم هى نية فقط، وليست قراراً - ثم لا يكون لديك برنامج واضح المعالم والملامح؟!
وعلى أى أساس سوف ينتخبك المؤيدون إذا قررت أن تخوض الانتخابات، وليس فى يديك برنامج يشير إلى ما سوف تفعله، لو فزت؟!لعلك لاحظت الدهشة مرتين على وجوه أعضاء الوفد الذى زارك: مرة عندما قلت إنك لا تملك برنامجاً، ومرة عندما قلت إن الشعب يختار البرنامج، فكان رد أعضاء الوفد عليك، كما هو منشور، أنهم يقيمون فى الخارج لسنوات طويلة، ولم يحدث أبداً أن سمعوا عن برنامج يختاره الشعب، وإنما يضع المرشح دائماً برنامجه، ثم يفوز أو لا يفوز، فى أى انتخابات على قدر استطاعته فى إقناع الناخبين بواقعية وإمكانية ما يقول به فى البرنامج، ويدعو إليه!
أنت يا دكتور أقمت فى الخارج سنوات طويلة، وتعرف جيداً أن البرنامج هناك فى أى بلد متطور هو الأساس، وليس الشخص، وأن الناخب يركز أكثر حين يأتى ليعطى صوته على برنامج المرشح، لا على المرشح ذاته، فيعطى الصوت فعلاً للبرنامج الأكثر إقناعاً له، والأقدر من وجهة نظره كناخب أولاً، وكدافع ضرائب ثانياً، على إدارة موارد الدولة، والذهاب بها إلى ما هو أفضل!
الوفد الذى جاءك يا دكتور، لم يأت إليك ليتعرف عليك، فهو يعرفك قبل أن يأتى، وإنما جاء ليسمع منك تفاصيل عن برنامجك، ثم يقارن بينه وبين برامج أخرى، أو شبه برامج مطروحة فى السوق السياسية، ليرى بعدها أيها أفضل، وأوضح، وأكثر مخاطبة للمستقبل، وأكثر قدرة على تخطى عقبات الحاضر، فإذا به يفاجأ بك تقول إنك لا تملك برنامجاً، وإذا بك تعيد العبارة مرتين على مسمع من أعضائه لدرجة أنهم، كما يتبين من خلال ما نقلت عنهم الصحيفة، لم يعرفوا ساعتها ماذا يمكن أن يقولوا فى مواجهة مفاجأة كهذه، لم يكونوا يتوقعونها منك!
دكتور برادعى.. لقد تكلمت أنت كثيراً منذ ظهرت فى الحياة السياسية المصرية، عما تريده لتقبل ترشيح نفسك فى أى انتخابات رئاسية مقبلة، ومن طول تكرارك لما تريده، أصبحنا نحن نحفظ ما تريد، ونؤيدك فيه، ولكنك لم تقل شيئاً فى المقابل عما يريده منك الناس، الذى هو فى الأول وفى الآخر برنامجك، فأين هو؟! إننا سوف نفترض جدلاً أن الدولة استجابت وعدلت الدستور بعد ساعة من الآن، بما يحقق مطالبك ومطالب غيرك فى الإصلاح، ثم قررت أنت وقتها خوض الانتخابات،
فما هو الأساس إذن، الذى سوف أنتخبك أنا أو غيرى بناء عليه، إذا لم يكن عندك برنامج؟! |
|