تصحيح التاريخ
بقلم/حسن المستكاوى
10 يونيو 2010
09:17:03 ص
ــ مازال تاريخ الكرة المصرية خافيا ومبعثرا، وغير موثق. ومنذ سنوات
يحاول زملاء توثيق هذا التاريخ، وأحاول أنا أيضا.. وفى هذا الصدد، وإزاء
«هوجة» بدأت منذ أيام حول هوية وجنسية الأهلى والزمالك أسرعت بتفسير أصول
تأسيس الناديين، ولم أقل أبدا إن الأهلى أسسه الإنجليز كما كتب الدكتور عبد
المنعم عمارة فى «المصرى اليوم»، وإنما أوضحت أن مؤسس الأهلى وصاحب فكرة
تأسيسه هو المحامى عمر لطفى بك، وهو من الرجال الوطنيين، وله كتب ومؤلفات
عن التعاونيات وعن المرأة، وهو صديق شخصى لمصطفى كامل قائد الحركة الوطنية
فى مطلع القرن العشرين.
ورأيى أن العلاقة غير المباشرة فى تاريخ
الأهلى بين مصطفى كامل أهم من العلاقة المباشرة بين الأهلى وسعد زغلول، لأن
سعد باشا أختير رئيسا للجمعية العمومية بصفته وزيرا للمعارف مثله مثل بهى
الدين بركات آخر رئيس للجمعية العمومية للأهلى.. وأوضحت أسباب تولى
الإنجليزى متشل أنس رئاسة مجلس الإدارة الأول للأهلى.. وكيف أن هذا الرجل
كان مستشارا بوزارة المالية، وأن المؤسسين رأوا أن يستفيدوا من منصبه لدعم
النادى فى بداياته.
ــ وأوضحت حقيقة اسم المختلط، وكيف أنه جاء من
رئاسة البلجيكى مرزباخ للمحاكم المختلطة التى تفصل فى القضايا بين الأجانب
وبينهم وبين المصريين.. وأكدت أن الزمالك جرت له عملية تمصير كاملة فى عام
1915.. وهذا كله موثق.. وقد كان الزمالك ناديا مصريا ووطنيا أيضا ويضم
أعضاء أجانب مثل الأهلى، وكل الأندية المصرية التى تأسست فى بدايات القرن
العشرين أو نهايات القرن التاسع عشر مثل الجزيرة والتوفيقية وسبورتينج
السكندرى كانت تضم عضويات أجنبية.
ــ حدث خلط أيضا بين كأس السلطان
حسين وكأس مصر، وهو خلط قديم، ويستحق أن نوضحه هو الآخر.. فمن المعروف
كأس السلطان حسين كامل بدأ عام 1916 واستمر حتى 1938 وأطلقه الاتحاد المصرى
الإنجليزى، بينما بدأت مسابقة كأس مصر، تحت اسم كأس التفوق المصرى عام
1921 وأصبحت كأس الأمير فاروق قبل أن تتحول إلى كأس مصر، وأطلق تلك البطولة
الاتحاد المصرى.
ــ نقطة أخيرة.. التاريخ يجب أن يكون موثقا ولا
يعتمد على وجهات نظر من الحاضر.. فلا ينفع أن ترى مائة عام مضت بعين أو
بعقل 2010.. ولا ينفع أن تكتب التاريخ بالهوى. خاصة أن الهوى يعصب العين..
التاريخ لايجب أن يكتبه المتفرجون والمشجعون؟!