نعم للمدرب الوطنى دائماً.. ولا للأجانب غير المبدعينبقلم/
١/ ٦/ ٢٠١٠
انتهت مباراة الأهلى والزمالك فى الكأس،
ولم تنته ردود الأفعال حولها، ولكن كالعادة هناك عصبية دائمة فى التعامل مع
الهزيمة وفرحة غامرة فى التعامل مع الفوز، وبالطبع أنا هنا أقصد الإعلام
والجمهور لأن مجلسى الإدارة فى الناديين على درجة رائعة من الوعى والهدوء
والذكاء، والدليل أن كلاً منهما أعلن مبكراً التجديد للجهازين الفنيين وهو
ما يُحسب وبشدة للمجلسين، فلهما كل التقدير على حسن التقدير،
ولكنى
أعود إلى بعض الأصوات التى جعلت من حسام البدرى مدرباً عالمياً بعد أن نادت
قبلها بأيام قليلة بعزله من تدريب الأهلى لأن الفريق لم يقدم شيئاً يذكر
فى عهده، وكأن الفوز مبكراً جداً ببطولة الدورى ثم التأهل لدورى المجموعات
الأفريقى بجدارة والدفع بكل هذا العدد من الشباب فى مغامرة لم تحدث منذ
نهاية السبعينيات فى الأهلى، كل هذا لم يكن ليشفع للبدرى وجهازه المعاون،
ولولا حسن إدارة مجلس إدارة الأهلى وتأكيده وتأييده للبدرى لكنا قرأنا ما
هو أكثر من ذلك بكثير.
الجديد فى الموضوع هو سلوك مجلس إدارة الزمالك
الراقى، والذى أكد أن حسام حسن مستمر مع الفريق أياً كانت النتيجة أمام
الأهلى، وهى ظاهرة تحدث لأول مرة منذ زمن بعيد داخل الزمالك، والذى اتسمت
بعض عصوره بالتوتر والعصبية والانفعال المبالغ فيه لدرجة أننا شاهدنا
مدربين حصدوا بطولات وتم الاستغناء عنهم ومدربين آخرين بدأوا مشوار التجديد
والتغيير وللأسف أطاحت بهم لجان الإدارات المختلفة ولعل آخرهم كان
السويسرى دى كاستال والذى تعجل مجلس الإدارة فى الإطاحة به بعد خسارته
مباراة وتعادله فى أخرى وقبله كثيرون،
لذا أرى أن الزمالك تعامل هذه
المرة مع موضوع حسام حسن بنظرية بناء على طلب الزمالك وليس بناء على طلب
الجمهور والإعلام، هذا مع اعترافى بأن الجماهير راضية بشكل كبير عما قدمه
حسام حسن وجهازه للزمالك منذ أن تولى المسؤولية، فيكفيه شرفاً أنه أعاد
للزمالك هيبته الكروية فأصبح يفوز خارج ملعبه وداخله، ويكفيه أيضاً عودة
الروح لصفوف الفريق بعد أن كانت خرجت ولم تعد، ويكفيه أيضاً أن الزمالك
أصبح له طعم فى الملعب وأداء تكتيكى ممتاز رغم أنه- وأرجو ألا يغضب منى
أحد- لا يملك مهاجمين من العيار الثقيل بعد رحيل ميدو وعمرو زكى، فاعتمد
فقط على أحمد جعفر وهو مع شديد احترامى له لا يستطيع بمفرده أن يتحمل
مسؤولية هجوم ناد كبير مثل الزمالك.
إذن الزمالك تعامل بمنطق وعقل،
وجدد لحسام حسن وهو يستحق، فقط بقى أن يحُسن حسام استغلال الفرصة لأنه
ولأول مرة سيتولى مسؤولية فريق منذ بداية الموسم فكل تجاربه السابقة كانت
اضطرارية بدءاً من تجربة المصرى مروراً بالاتصالات وصولاً إلى الزمالك،
ولذلك يجب على مجلس إدارة الزمالك أن يعرف ما هى احتياجات الرجل الفنية
ويحاول بقدر الإمكان تلبيتها إذا كان يفكر فى المنافسة على البطولات، أيضاً
يجب على المجلس أن يوافق على فترة الإعداد التى سيقدمها حسام حسن وأرى أن
تستمر سياسة فصل الإدارة عن فريق كرة القدم، ولكن ما هو الواجب على حسام؟..
أولاً أن يشكر الزمالك إدارة وجماهير ولاعبين لأنهم لم يخذلوه حتى
ولو كان خرج من كأس مصر أمام الأهلى، ثانياً أن يستمر بنفس الحماس والروح
التى عمل بها طوال الفترة السابقة وأيضاً بنفس هدوئه والذى أكسبه أرضية
كبيرة فى كل الأوساط الرياضية والشعبية، أيضاً أن يسير مع مجلس الإدارة فى
طريق واحد وألا يتحدث عن أى خلافات أياً كانت درجتها فى الصحافة والإعلام
لأنها ستضر أكثر بكثير مما ستنفع،
وأخيراً أن يثق تماماً فى أن
الجميع يحبه ويتمنى له النجاح وأنه لا توجد مؤامرات تُحاك ضده لا فى النور
أو الظلام، بل العكس هو الصحيح وتبقى كلمة الصديق والزميل إبراهيم حسن الذى
دائماً أذكره بلقب الصديق لأننا تزاملنا لأكثر من ١٥ عاماً داخل النادى
الأهلى ومنتخب مصر ومن حقه علىّ أن أنصحه كما ذكرت من قبل لذلك أقول
لإبراهيم أنه آن الأوان ليبدأ صفحة جديدة مع الجميع تتسم بالهدوء الشديد
والذكاء ولا مانع من أن يكسب كل الجماهير حتى المنافسة منها فى صفه مثلما
فعل شقيقه حسام وللأمانة فإن هذه الجماهير مازالت تحتفظ فى ذاكرتها بأفضل
الذكريات كلاعب ومحلل كروى ممتاز، ولكنها تغضب منه وبشدة عندما يخرج عن
النص، مع العلم بأنها غير غاضبة لأنه يعمل فى الزمالك أو المصرى أو غيرهما
من الأندية لأن هذا هو الاحتراف، وليس من المقبول أن يجلس إبراهيم أو حسام
حسن فى المنزل لأنهما كانا ينتميان لهذا النادى أو ذاك.
فقط أطلب من
إبراهيم مثلما أطلب من نفسى قبله أن يراجع حساباته ويحاسب نفسه ويبدأ مسيرة
جديدة تليق بمكانته الكبيرة كأفضل لاعب فى مركزه فى تاريخ الكرة المصرية
أو على الأقل كأحد أفضل اللاعبين فى تاريخ مصر وأن يكون سنداً لحسام لإعادة
الشكل الجميل للكرة المصرية، فالمستقبل أمامهما كبير ويفتح ذراعيه بشدة،
فأرجو منه أن يتمسك بالفرصة القادمة مثلما فعل حسام البدرى والذى أصبح الآن
معشوق جماهير الأهلى وحديثها الدائم فى الصباح والمساء وهو يستحق كل هذا
التفاعل لأنه صبر كثيراً ونجح أخيراً وسينجح أكثر وأكثر بإذن الله.
■
■ ■ من أصل ١٦ نادياً فى الدورى العام يقود مدربون مصريون ١٤ نادياً
والاستثناء لناديين فقط هما الاتحاد السكندرى الذى يقوده البرازيلى كابرال
- وبالمناسبة فقد تولى المسؤولية اضطرارياً بعد استقالة الكابتن طه بصرى -
والبلغارى ملادينوف، الذى يقود إنبى أيضاً اضطرارياً بعد استقالة أنور
سلامة.
إذن واضح أن هناك تغيراً فى العقلية والفكر لدى المسؤولين فى
مصر فيما يتعلق بالمدرب، ولعلى أتذكر أنه منذ سنوات ليست بعيدة لم يكن
الاعتماد فى مصر إلا على المدرب الأجنبى لدرجة أن أندية الدرجة الثانية
كانت تتعاقد معهم، وأتذكر أيضاً أننا كنا نأتى بالمدربين بـ«الشروة» من
رومانيا وهولندا وغيرهما من الدول، وبكل أسف أضر كل هؤلاء بالكرة المصرية،
التى لم تستعد وعيها أو انتصاراتها إلا مع المدرب الوطنى سواء على مستوى
المنتخبات أو الأندية، ولا أحد أبداً ينسى العظيم الراحل عبده صالح الوحش
ولا المدرب الكبير طه إسماعيل ولا اسم هانى مصطفى، الذى صنع مجداً وتاريخاً
مع منتخب الشباب،
ولا شوقى غريب صاحب أهم إنجاز على المستوى العالمى
بحصوله مع زميليه حمادة صدقى وأحمد سليمان على الميدالية البرونزية الوحيدة
فى تاريخ كؤوس العالم لمصر فى مونديال الأرجنتين للشباب عام ٢٠٠١، وصولاً
لحسن شحاتة وإنجازاته المتكررة مع المنتخب الوطنى على المستوى الأفريقى،
وطبعاً
لن ينسى أحد ما قدمه الرائع محمود الجوهرى للكرة المصرية من انتصارات سواء
على مستوى الأندية، عندما أعاد البطولة الأفريقية للأندية لمصر عن طريق
النادى الأهلى، ثم عاد وكرر الإنجاز نفسه مع الزمالك قبل أن يبدأ مسيرة
رائعة مع المنتخب الوطنى المصرى حصد فيها كل البطولات «عربية وأفريقية» ثم
التأهل لكأس العالم.
لعل كل هذا يؤكد لنا أن المدرب المصرى هو
الأفضل، وأنه يعرف كل كبيرة وصغيرة، وأنه الوحيد القادر على فهم نوعية
اللاعب المصرى وكيفية التعامل معه وإبراز كل طاقاته الكامنة، ولذلك شاهدنا
مدربين على مستوى عال فى الدورى المصرى، ولن أذكر أسماء حتى لا أنسى أحداً،
ولكن كلهم معروفون بالاسم وإنجازاتهم تسبقهم مع أنديتهم، لذلك أرى أنه حتى
ولو كانت تجربة المنتخب والأهلى والزمالك والإسماعيلى فى الاعتماد على
المدرب الوطنى جاءت بالصدفة فإنها أثبتت نجاحها، ومن هنا أرى أن الاعتماد
على المدرب الوطنى يجب أن يكون الأساس دائماً،
ولا مانع من أن
نستعين بخبرة أجنبية ولكن بشرط أن تضيف إلى الكرة المصرية مثل مانويل
جوزيه، الذى لا يختلف أحد أبداً على ما قدمه للكرة المصرية من إنجازات مع
النادى الأهلى جعلته دائماً فى صدارة الأندية العربية والأفريقية، بل إنه
وصل معه إلى المركز الثالث على مستوى بطولات العالم للأندية، وهو ما يؤكد
أن مصر تفتح ذراعيها لتحتضن المبدعين فقط، أما ما دون ذلك فلدينا أبناؤنا
المجيدون والمخلصون، فالأفضل أن يحصلوا على فرصتهم كاملة.
■ ■ ■ النائب
عمر هريدى أعانه الله على مطالب دائرته وأعان دائرته عليه، لا يترك فرصة
للظهور فى وسائل الإعلام إلا ظهر فيها وأدلى بدلوه فى كل القضايا المثارة
فى الساحة فى مصر، والرجل وإن كان عضواً فى اللجنة التشريعية بمجلس الشعب
إلا أن اهتماماته الرياضية لا تتوقف، وذلك بوصفه عضواً سابقاً بالتعيين فى
مجلس إدارة نادى الزمالك وهى التجربة التى لم تتكرر، ولا أعرف بالتحديد
لماذا لم يتم تجديد تعيينه بالمجلس رغم أن الرجل كان يتمتع بروح رياضية
عالية، فلا ينسى له الأهلاوية أبداً أنه سافر إلى تونس مرتدياً الفانلة
الحمراء وحاملاً علم الأهلى وواعداً بمكافآت للفريق فى حالة فوزه بالبطولة
الأفريقية، لأنهه - كما صرح وقتها - رجل وطنى، والأهلى يمثل الوطن،
لذلك
لا يجد مانعاً أبداً وهو عضو بمجلس إدارة الزمالك من أن يكون مؤازراً
ومسانداً فى كل الصحف والمجلات والبرامج الفضائية للنادى الأهلى حتى ولو
كان من جيبه الخاص، وهو شعور جميل من مواطن مصرى يشعر بحجم المسؤولية
الملقاة على عاتقه، باعتباره نائباً يخدم كل المصريين، وعلى الرغم من أنه
لم يف بوعده بصرف مكافآت للاعبى الأهلى فإن تصريحه ظل دائماً محفوراً فى
قلوب كل الأهلاوية باعتباره قطباً زملكاوياً كبيراً مثلما ظلت اقتراحات
الرجل بتغيير قانون نقابة المحامين ومساندته بقوة فى مجلس الشعب لتمرير
القانون الجديد على الرغم من الغضب العارم الذى اعترى جموع المحامين فى كل
أنحاء مصر حتى نجحوا فى إيقاف هذا القانون، الذى كان أول المعترضين عليه
الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، والسيدة الفاضلة الدكتورة آمال عثمان،
رئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب،
وعلى الرغم من محاولة الرجل
الإيحاء لدى الكثيرين بأن قيادات من الحزب الوطنى سعت لتمرير هذا القانون
ثم اتضح فيما بعد أنه لا أساس على الإطلاق لهذه الشائعات فإننى احترمت فى
الرجل تمسكه برأيه وإصراره عليه، وهو ما يؤكد أنه صاحب قضية يستميت دائماً
فى الدفاع عنها، ولكن ما آخذه على النائب والزميل عمر هريدى أنه على الرغم
من اهتماماته البالغة بكرة القدم فإن نادى البدارى، وهى المدينة الجميلة
ذات الأصل الطيب التى يمثلها فى البرلمان، تشكو من الإهمال المستمر لدرجة
أن الفريق هبط إلى القسم الأدنى، نظراً لعدم الاهتمام أو بمعنى أدق لانشغال
السيد النائب بقضايا أهم فى البرلمان، وفى نقابة المحامين وطبعاً معه كل
العذر أمام مهامه الجسام أعانه الله عليها، ولكنى فقط أنقل له عتاب أهل
دائرته فيما أعرفه وهو الرياضة وكرة القدم،
أما ما لا أعرفه فلا
أستطيع أن أتكلم عنه، لذلك لا يحق لى أبداً أن أتحدث باسم أحد سواء كان
رئيس مجلس الشعب أو النائب العام أو أمين التنظيم أو أياً من القيادات،
ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه، ومرة أخرى أدعو للزميل عمر هريدى أن يعينه
على تلبية مطالب أهل البدارى الأعزاء، وأدعو لأهل البدارى بأن يعينهم
ويقويهم.