احمد الشعار :: مراقب عام ::
المشاركات : 15936 العمر : 36 محل الاقامة : ميت غمر _ المنصوره الهوايات : التامل _ قراءه القران _ الشغل لاعبك المفضل : سيد معوض تاريخ التسجيل : 06/01/2009 التقييم : 109 نقاط : 30663 ::: :
| موضوع: الأخلاق 2010-06-21, 12:18 pm | |
| الأخلاق
مما لا شك فيه أن من أعظم غايات العبادات التي شرعها الإسلام وجوباً أو إستحباباً ألا وهى تزكية النفوس وتهذيبها والترقي بها نحو محاسن الأخلاق والآداب ومكارمها بحيث يصير العبد المسلم المقيم لفرائض الله تعالى وعباداته من أحسن الناس أخلاقاً وأنبلهم سلوكاً وأكرمهم شيماً.
وقد صح فى الحديث عن النبى " صلى الله عليه وسلم " قال : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " رواه البخارى فى الأدب المفرد رقم 273 وصححه الألبانى وقال " صلى الله عليه وسلم " أيضاً : " أقربكم منى منزلة أحاسنكم أخلاقاً"
وجاء عنه " صلى الله عليه وسلم " فى أحاديث كثيرة الحث على الأخلاق الفاضلة، والآداب الكاملة، وبيان ما يترتب على الخلق من الثواب والأجر ؛ بل سئل " صلى الله عليه وسلم " عن أعظم ما يكون به دخول الجنة ، فقال : " تقوى الله وحسن الخلق " رواه البخارى فى الأدب المفرد رقم 294 وصححه الألبانى
فلهذا ينبغى على كل عبدٍ مسلم أن يراعى الأخلاق حق رعايتها، وأن يعنى بها حق العناية ... لما لها من أهمية كبرى فى سعادته وفلاحه فى الدنيا والآخرة .
والحديث عن الأخلاق الإسلامية حديث واسع المجال ، لكن سنركز فى الحديث هنا على أمور أربعة ؛ تلك تعتبر أركان الأخلاق الإسلامية عند العبد المؤمن .
فالأخلاق الإسلامية تقوم على أربعة أركان هامة من أقامها وأعتنى بها كان من أشد العباد أخلاقاً ووصف من أهل الأخلاق ، ومن هدمها أو هدم أى ركن منها فقد أضاع أخلاق الإسلام هباءاً و وضاعت منه الأخلاف الإسلامي كما أضاع أركانها وأعمدتها الرصينة .
وتلك الأركان الأربعة للأخلاق الإسلامية اجتمعت في أربعة أحاديث هامة ؛ نجملها فيما يلى :
أحاديث الأخلاق تجتمع فى أربعة أحاديث : * قول النبى صلى الله عليه وسلم : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " رواه البخارى و مسلم
* قول النبى صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه" أخرجه الترمذى وصححه الألبانى
* قول النبى صلى الله عليه وسلم : " لا تغضب " أخرجه البخارى
* قول النبى صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخارى ومسلم
تلكَ هى الأحاديث الأربعة وكلها من أحاديث الأربعين النووية للإمام النووى " رحمه الله " ؛ فهى قد جمعت الأخلاق الإسلامية والآداب، وجميع أحاديث الأخلاق المروية عن النبى " صلى الله عليه وسلم " كلها تصب فى هذه الأحاديث الأربعة، ولهذا يجب علينا أن نعيها ونفهما تمام الفهم ونطبقها لتجتمع فينا أركان الأخلاق وأعمدتها .
إذن أنتهينا إلى أن الأخلاق تقوم على أركان وأعمده أربعة يجب أن يقيمها كل عبدٍ مسلم ، ويعيها تماماً ويتفهم أهميتها فى حياته ليقوم الدين .
ونستطيع هنا أن نصيغ تلك الأركان الأربعة كما يلى :
1) الركن الأول :
الركن الأول وهو الركن الركين والأهم والذى ركز عليه " صلى الله عليه وسلم " ألا وهو صيانة اللسان والدليل قوله " صلى الله عليه وسلم " : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " . هذا الركن الأول ومن لم يصن لسانه لن يكون من أهل الأخلاق.
فمن الأسس العظيمة والدعائم المتينة التى تقوم عليها الأخلاق : صيانة اللسان ، ومعنى صيانة اللسان أى : ضبطه وحبسه عن الكلام إلا ما كان فيه فائدة.
فقول النبى " صلى الله عليه وسلم " :" فليقل خيراً أو ليصمت" فيه دعوة للعبد أن يفكر فيما سينطق به قبل أن يتفوه أو يتكلم ، لأن الكلمة قبل أن تخرج نحن نملكها ؛ ولكنها إذا خرجت ملكتنا وتحكمت فينا ؛ ولهذا من الحرى بنا وبأى عبد منا أن يفكر فى كلامه قبل أن ينطقه وإذا تفكر العبدُ فى كلامه قبل أن تيكلم لن يخرج عن ثلاث كلمات أو ثلاثة أمور :
- إماأن يتبين له أنه خير ، خير بين واضح ، فتكلم به ولا حرج.
- وإما أن يتبين له أنه شر ، شر بين ، إما غيبة ..نميمة أو كذب أو سخرية أو إلى آخره من مثل هذا من الشر البين ، فهنا يفكر ويمتنع عنه ولايتكلم به.
- وإما : أن يكون مشتبهاً عليه ، لا يدرى هل هذا الكلام الذى سيقوله فيه خير أو شر ، فيتردد ، سيختلط عليه الأمر ، أو يشتبه عليه الأمر ، ففى هذه الحالة يمتنع عن الكلام ايضاً لقوله " صلى الله عليه وسلم " : " فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " رواه البخارى ومسلم
ولقوله " صلى الله عليه وسلم " : " دع ما يريبك إلى مالا يريبك". رواه الترمذى والنسائى وصححه الألبانى
فهذا ركن ركين فى الإسلام لا بد للمرء أن يصون من باب الأخلاق والآداب : أن يصون لسانه ، وأن يحفظ كلامه ، فلا يتكلم إلا بخير
قال الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً)) "الأحزاب : 70"
وفى حديث آخر قال " صلى الله عليه وسلم " : " ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس على مناخرهم ؛ أو على وجوههم ؛ فى النار إلا حصائد ألسنتهم " رواه الترمذى وصححه الألبانى
إذن لهذا الأمر المهم للأخلاق والآداب أن يصون المسلم لسانه ، وكما ذكرتت من لا يصون لسانه لن يكون من أهل الأدب وأهل الأخلاق ، فمن أساسيات الآداب والأخلاق وأركانه التى عليها يقوم الإسلام صيانة اللسان وحفظه .
2) الركن الثانى
البعد عن الفضول وما لا يعنى، أى ألا يقحم العبد نفسه فيما لا يعنيه. والمرء الفضولى بطبيعة الحال لن يكون مؤدباً ولن يكون خلوقاً بخلق الإسلام ؛ لأن فضوله وإقحامه لنفسه فى شئون العباد وفيما لا يعنيه من أمر العباد يخرجه عن الأخلاق ونطاق الأدب ؛ولكن إن كان العبدُ بعيداً عن الفضول بعيداً عن التدخل فيما لا يعنيه فتلك من سمات الأدب ، بل من أعمدة الأدب.
ودليل هذا قول النبى " صلى الله عليه وسلم " : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " ومعنى قوله " صلى الله عليه وسلم " : " تركه ما لا يعنيه " أى : أن يكون ضابطه الشرع ولا يضبطه الهوى ...هوى نفسه وهذا أمر قد يغفل عنه الكثير .
لأن بعض من العباد قد يضع هذا الحديث فى غير موضعه الصحيح ويوظفه حسب هواه ، مثل أن يؤمر بخير أو ينهى عن منكر ، فيقول للآمر الناهى : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " هذا من سوء فهم للحديث ، لأن مما يعنى المسلم بضابط الشرع : الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، لهذا مما يعنى المسلم ليس مما لا يعنيه؛ لأنه أمر بذلك فى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
فمما يعنى المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فتنزيل الحديث على الآمر بالمعروف والناهى عن المنكر تنزيل له فى غير بابه لأن المراد بقوله : " تركه ما لا يعنيه " أى بضابط الشرع وليس بضابط الهوى.
وقد وضح ابن رجب " رحمه الله " هذا الأمر فى شرح هذا الحديث فى كتابه : ( جامع العلوم والحكم ) .
نخلص هنا أن الركن الثانى من أركان الأخلاق والآداب : البعد عن الفضول والبعد عن ما لا يعنى؛ فضول الكلام ، وفضول النظر ، وفضول السماع ؛ كل هذه إن وقع الإنسان فيها أخرجته عن حيز الأخلاق الإسلامية والآداب .
3) الركن الثالث
عدم الانسياق مع انفعالات النفس وبخاصة الغضب ، عندما ينفعل الإنسان ويغضب عليه أن لا يباشر وقت غضبه أى قول أو أى فعل؛ لأن أى قول يباشره وقت الغضب وأى فعل يباشره وقت الغضب سيخرج به فى الغالب عن نطاق الخلق والأدب.
وقد قيل فى ذم الغضب وتقبيحه ، قالوا : ( الغضب أوله جنون وآخره ندم ) لأن الذى يتصرف وقت غضبه بقول أو بفعل يتصرف بغير انضباط ولهذا على الإنسان أن لا ينساق مع انفعالات النفس إذا كان منفعلاً يجلس ، ولهذا قال " صلى الله عليه وسلم " : "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب الغضب عنه وإلا فليضطجع " أخرجه أحمد و أبو داوود وصححه الألبانى وأيضاً قال " صلى الله عليه وسلم " : " إذا غضب أحدكم فليسكت " قوله (فليسكت ) : امتناع عن الكلام وقت الغضب ، ( فليجلس) : امتناع عن الفعل وقت الغضب؛ فهذان الأمران : الكلام والفعل وقت الغضب مطلوبان من المسلم، وإذا كان الإنسان وقت انفعاله يباشر قولاً أو يباشر فعلاً فإن هذا – ولا شك – سيوقعه في أمور وأفعال تتنافى مع الأدب وتتنافى مع الخلق.
فيحتاج من أراد لنفسه أن يكون خلوقا أن لا ينساق مع إنفعالات النفس، وهذا دليله؛ قول النبى صلى الله عليه وسلم :لا تغضب ، قال أوصنى قال:لا تغضب وكررها عليه " صلى الله عليه وسلم " وقد جاء فى بعض الروايات: أن الصحابي قال: فتأملت ذلك فوجدت ان الغضب جماع الشر .
إذا كان الإنسان ينساق مع انفعالاته ومع غضبه هذا يفضى به إلى الوقوع فى شرور كبيرة وأعمال عديدة لا يحمد عاقبتها .
4) الركن الرابع
سلامة الصدر ، بأن لا يكون فى صدر الإنسان غل أو حقد أو ضغائن أو أمراض أو نحو ذلك من أسقام القلوب وأمراضها ، (( ربناوَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا)) "الحشر : 10". فسلامة الصدر أمر ضرورى وهام فى الإسلام والذي في صدره دواخل سيئة وبواطن فاسدة؛ لا يمكن أن يكون من أهل الأخلاق لأن فساد الباطن وانحرافه ينعكس على ظاهره " ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب " . رواه البخارى ومسلم
والدليل على ذلكك قوله " صلى الله عليه وسلم " : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " فهذا الحديث عمدة فى باب الأخلاق " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . وإذا بلغ العبد منا تلك المنزلة من تحقيق هذا الحديث وضبط أموره من هذا الحديث، فأصبح يصون قلبه وينقى سريرته من الدواخل السيئة والبطانات الفاسدة؛ فإنه بأمر الله يتحقق فيه الخلق في أحلى صوره وأجمل حلله؛ قال صلى الله عليه وسلم " : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
تلك هى لأركان الأربعة التى تقوم عليها الأخلاق والآداب الإسلامية و هى مستفادة من كلام الإمام ابن أبى زيد القيروانى " رحمه الله " و نقله الحافظ ابن رجب " رحمه الله تعالى " فى كتابه : ( جامع العلوم والحكم ) .
ونستطيع أن نختم أن المسلمين إن استلهموا هذه الروح وإستشعروا هذه الغاية من خلال عباداتهم في كل أحوالهم لتحسنت الأخلاق كثيرا ولنعم المجتمع المسلم بعلاقات ملؤها الحب والمودة والرحمةوتزكية النفوس وتقويمها ونهيها عن غيِّها والابتعاد بها عن مساوئ الأخلاق. اللهم كما احسنت خلقنا فأحسن خُلقنا
اللهم آآآآآمين
م/ن |
|
AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22594 ::: :
| موضوع: رد: الأخلاق 2010-06-22, 5:20 am | |
| اللهم كما احسنت خلقنا فأحسن خُلقنا
امييييييييييييييين يارب العالمين جزاك الله خيرا توبيك مفيييد ومميز بارك الله فيك |
|
احمد مرعى :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 6151 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 التقييم : 40 نقاط : 14566 ::: :
| موضوع: رد: الأخلاق 2010-06-22, 10:17 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والله ما احوجنا الى ذالك هذه الايام اللهم خذ بنواصينا اليك يا رب العالمين جزاك الله عنا كل خير وجعله فى ميزان حسناتكم وحسناتنا اللهم زدنا علما وعملا متقبلا يا رب العالمين
|
|
احمد الشعار :: مراقب عام ::
المشاركات : 15936 العمر : 36 محل الاقامة : ميت غمر _ المنصوره الهوايات : التامل _ قراءه القران _ الشغل لاعبك المفضل : سيد معوض تاريخ التسجيل : 06/01/2009 التقييم : 109 نقاط : 30663 ::: :
| موضوع: رد: الأخلاق 2010-06-22, 2:01 pm | |
| شكرا للمرور الرائع ده يا اميره وسندباد جزاكم الله خيرا |
|